"قرار الضم الإسرائيلي لغور الأردن بين عهدين ورؤيتين"
الخميس-2020-07-06

جفرا نيوز -
جفرا نيوز - لا أريد أن أخوض في الرد على من يتكلمون من خارج الحلبة،ويقبعون خارجها منذ عهد بعيد, ولكتي سأضع عنواناً كبيراً،وهو الرد الفوري لجلالة الملك وحديثه عن"الصدام الكبير"والذي سيترتب على خطوة إسرائيل الأحادية بضم الأغوار.
وبهذا التصريح الجدي والحاد يضع جلالته فاصلة بين عهدين ومرحلتين ،فمعطيات المرحلة السابقة في العلاقة الاردنية-الفلسطينية من ناحية و الإسرائيلية من الناحية الأخرى،اتتهت وتآكلت وجفت منابعهاُ.
وهذا بالذات ما حدا بجلالة الملك لاستشعار التهديد والاستجابة الآنية دون أي تردد،ولا حتى منح هذا التهديد استرخاء زمنياً،لسبب واضح وهو إيصال الرسالة على جناح السرعة وبملء الصوت،خاصة وأن الفضاء الإعلامي سرعان ما يلتقط هذه الإشارات ويعيد بثها في الفضاء الدولي وتصبح موقفاً مؤكداً صادراً عن راس الدولة الأردنية،وهو تكتيك ملكي مشفوع بالحضور الملكي الكبير في الساحة السياسية الدوليةُ.
وتتابع التصريحات المؤكدة للموقف الملكي على لسان رئيس الوزراء ووزير الخارجية لتضعه بصيغة الموقف الرسمي للمملكة الأردنية الهاشمية.
وبهذا تصبح صيغة؟: ما الناش خص" خارج السياقين الزمني والسياسي وخارج روح المرحلة والرؤيا الملكية الصحيحة والقويمة الصادرة عن معطيات المرحلة.
وفي الحقيقة فإن اي سياسي لا يفهم علاقة الضرورة بين الأردن وفلسطين ويتعامل معها كعبء ولا يعي فكرة اننا نقف على أرضية مشتركة،وأنه إذا كان ما ينفعهم ينفعنا
وهو ما لا يختلف فيه احد،فإن ما يضرّهم يضرنا حكماً"شق المعادلة الآخر"،فلماذا نغلق عيناً عن شق المعادلة الآخر،مع نتائجه الكارثية التي تجعل عدوك يفترسك وأنت تضحك من غفلتك،وهو يضحك على هذه الغفلة.
طبعاً لا أريد أن اذكّر هؤلاء السياسيين أن وعد بلفور كان يشمل الأردن،وأن إسرائيل لا تزال تحتفظ به في زاوية من ذاكرتها،فالطبع غلاب،وأن الإنجليز لم يستثنوها تمنناً وفضلاً ولكن وكما قال تشارلز برونستون سفير بريطانيا في الأردن في خمسينيات القرن الماضي،في كتابه المعروف:
Jordan on the brink
قال كنا نريد أن ننشيء عازلاً بين إسرائيل وجيرانها العرب!
واستدار التاريخ دورته لتنصب إسرائيل عازلاً بينها وبين الأردن هو السلطة الفلسطينية ودائرتها الحيوية وإن ظلت تحت الإحتلال،ومن البديهي أنها حين تبتلع هذه السلطة ومجال تحركها الحيوي الجغرافي والدينغرافي ،ستحيي الجبهة مع الاردن، وليس حدود اتفاقية وادي عربة والتي اشترطت في مادتها الثالثة عدم المساس بالوضع القانوني للأراضي وراء الحدود الغربية،بمعنى تنها اراض تحت الإحتلال وليست حدوداً مع إسرائيل.
لقد أدرك جلالة الملك جدية هذا التهديد فانتفض في وجهه بنبرة عالية لا تحتمل التاويل"الصدام الكبير"!
واظن هذا ما يجب أن نتحسب له بدل أن نضع ايدينا في الماء البارد ونطمئن لعدو لا يتورع عن الغدر ونقض المواثيق أو نقول بكل برود ولا أبالية"ما لناش خص".
نزار حسين راشد

