بني عامر لميلودي: الانتخابات قادمة .. المؤشرات تتجه للتغيير ونحو 80% من النواب الحاليين لن يعودوا
الثلاثاء-2020-06-21 12:37 pm

جفرا نيوز -
مجلس النواب أضاع فرصة تاريخية لاثبات دوره في أزمة كورونا
هناك حالة احباط من أداء مجلس النواب
نتوجه لاصدار تقرير حول عامين من عمر الحكومة وثلاثة أشهر من قانون الدفاع
الرسائل السياسية كانت قاسية فيما يتعلق بمحاربة المال الأسود
المرحلة القادمة تتطلب نوابا لا يوجد عليهم علامات استفهام
جفرا نيوز – رصد – فرح سمحان
قال مدير مركز الحياة (راصد) الدكتور عامر بني عامر ان موقف مجلس النواب خلال أزمة كورونا هو تسلسل طبيعي لمسار من التراجع في أداء مجلس النواب خلال السنوات الماضية ، مبينا أن المجلس أضاع فرصة كبيرة في هذه الأزمة لاستعادة ثقة الشارع به .
وأوضح خلال حديثه لبرنامج برلمان 2020 مع الزميل شادي الزيناتي عبر أثير اذاعة "ميلودي" أن السبب في اختفاء دور مجلس النواب خلال جائحة كورونا يكمن في عدم رغبته على تحمل المسؤولية ، اضافة لموافقته على أن يتم ابعاد دوره من قبل الحكومة ، قائلا : " المجلس برر عدم مقدرته بفعل شيء تحت مظلة قانون الدفاع " .
وأضاف بني عامر أن المجلس كان بوسعه تقديم دور رقابي استثنائي في هذه الفترة ، من خلال طرح الأسئلة النيابية على المسؤولين وأصحاب القرار ومحاسبة كل مقصر في الوقت الذي كان يرغب فيه كل مواطن بمعرفة ما يدور على الساحة المحلية وكذلك عقد الاجتماعات عن بعد , الا انه رضي بدور توزيع الطرود وهذا ليس دورهم
مشيرا أنه لايوجد ذريعة للمجلس لتبرر التقصير الحاصل منه خلال أزمة كورونا , لافتا الى أن "أداء مجلس النواب لم يرقَ لتحديات المرحلة ولا طموح القيادة ولا المواطن "هكذا وصف بني عامر أداء المجلس في الفترة الماضية ,مشيرا الى ان المجلس الحالي انتهى عمره ودوره ولولا جائحة كورونا لتم حل المجلس منذ مدة طويلة
مبينا أن التراجع كان بشكل مستمر حتى وصل عدد الأسئلة النيابية التي تطرح من قبل النواب من 1550 سؤال الى الربع ، وبالتالي انعكس هذا التراجع على المستوى الاقتصادي للمواطن وعلى أدوات الدولة في مكافحة الفساد والمقصرين .
وأشار أن التحدي الأكبر أمام المواطن متمثلا في مرحلة ما بعد المجلس ، لأن هذا المجلس قد انتهى وأصبح من الماضي حتى قبل أزمة كورونا وكل الرسائل السياسية تدل على ذلك ، مؤكدا أن المواطن ملقى عليه جزء كبير في اختيار من يمثله كما يجب على كل قطاع وبمختلف المجالات الاختيار في الانتخابات القادمة .
ولفت أن راصد يعمل على تقرير يبين فيه ماذا قدم كل نائب منذ دخوله للمجلس وحتى خروجه "بطاقات تقييم الأداء"، مضيفا أن تقريرا حول اداء النواب في السنة الرابعة سيعلن خلال الأسبوع القادم , اضافة لتقرير حول مرور عامين على عمر الحكومة و3 أشهر على قانون الدقاع ,لافتا الى ان التقرير سيحوي معلومات كثيرة تكشف تواضع الاداء الحكومي .
وقال بني عامر ان هذا التقرير سيكون بمثابة رسالة للناخب ليعرف من خلالها ماذا قدم الناخب الذي اختاره قبل 4 سنوات ، منوها أن المرحلة القادمة ستكون "جيوسياسية" وخطيرة جدا ، وبالتالي تحتاج لنواب لايوجد عليهم علامات استفهام بما يتعلق بالنزاهة ، وأن يكون النائب مدركا لما يدور حوله وما يناقش من قوانين وغير ذلك .
وأشاد بأداء بعض النواب كما انتقد العديد منهم على التقصير في ايصال رسالتهم ودورهم الرقابي ، داعيا من يشكك في أرقام وبيانات "راصد" الذهاب لمجلس النواب ومتابعة أدائهم ، موضحا أن المجتمع في حالة احباط من أداء المجلس وبالتالي يجب أن يقتنع المواطن بأدائه
وبين بني عامر ان كل المؤشرات تتجه نحو تحقيق الاستحقاق الدستوري المتمثل بإجراء الانتخابات النيابية قبل نهاية العام, لتتماهى مع انعقاد الدورة العادية الاولى في موعدها الدستوري ما بين شهري اوكتوبر وتشرين ثاني المقبلين
لافتا الى ان كافة المؤشرات توضح ان التغيير قادم بلا محالة في المجلس المقبل ,متوقعا عودة ما نسبته 20% فقط من النواب الحاليين الى المجلس ,مشيرا الى ان المطلوب اليوم هو النائب صاحب القوة والامانة الذي يعي دوره النيابي الحقيقي بعيدا عن علاقات البزنس والاجندات الخاصة
وانتقد ما يقدمه بعض النواب من أعذار لتغطية تقصيرهم تحت قبة المجلس في توجيه الأسئلة الرقابية بحجة أن لديهم أعمال تتعلق بخدمة المواطنين ، لافتا أن بعض النواب يؤدون دورهم في خدمة المواطنين كما دورهم الرقابي في المجلس ودون تقصير .
وتابع بني عامر في حديثه عبر برلمان 2020، أن المؤشرات ومتطلبات المرحلة القادمة تدل بأن الكثير من النواب الحاليين سيكونون خارج المجلس القادم ، وذلك لأن هناك رغبة في التغير وتشجيع دور الشباب .
وأضاف أنه كان هناك رغبة في تعديل دستوي يتمثل بتخفيض سن الترشح ، لكن الوضع الحالي لايسمح بذلك ، مبينا أن محاربة المال الأسود في الانتخابات تستدعي تكاتف جهود الجهات المعنية كافة وتوفر الارادة السياسية في الوقت ذاته , مطالبا بوقف ابتزاز المواطنين من قبل المرشحين
وأكد أن تأثير هذا المال سيقل لأن الرسالة السياسية التي وصلت كانت قاسية ، وما أجرته الهيئة المستقلة للانتخاب من اجراءات تضمن سرية مجريات الانتخاب بشكل كبير ، منوها أن ذلك لا يمنع خضوع البعض من الرضوخ للمال الأسود وتأثيره .
وعبر بني عامر عن رغبته في وجود أكثر من مؤسسة لمراقبة أداء البرلمان ، نظرا لأن راصد هي المؤسسة الوحيدة التي تعنى بمراقبة الاداء للمجلس وهذا يشكل ضغط كبير في أكثر من مجال ، مؤكدا أن منهجيتهم في العمل ليست مقدسة وأنما دائما ما يتم التعديل والتطوير عليها .
وفيما يدار حول راصد بأن تمويله خارجي ، أوضح أن هناك رقابة على التمويل ومصدره وأن كان هناك بديل محلي للتمويل فسيتم أخذه ، مشيرا أن هناك نواب أيدوا عمل راصد وما يقدمه ومن تم انتقادهم من النواب هاجموا راصد وعمله بتوجيه اتهامات عديدة له .
وأشار أن السبب في عدم اصدار تقارير لراصد حول أداء مجلس الأعيان كما شقيقه النواب تكمن في أن الأخير مجلس منتخب من قبل الشعب ويجب تسليط الضوء على أدائهم بشكل أكبر من الأعيان .

