النسخة الكاملة

هنيئاً.. لقد نجحنا

السبت-2020-06-13 11:37 am
جفرا نيوز - جفرا نيوز - كتب - محمد عبدالجبار الزبن
بفرحة عارمة، تلقى الأردنيّون، الخبرَ بالسماح في العودة إلى المساجد، بدءاً بصلاة الجمعة الأولى بعد الحظر، في تلك اللحظة استشعر الجميع الشوقَ والحنين لبيوت الرحمن، التي كانت تناديهم لأكثر من عشرة أسابيع: "صلوا في بيوتكم". وقد بكى يومها مؤذن مسجد الملك المؤسس الشيخ معروف الشريف الذي بكى مرّة أخرى يوم انتهى الحظر على مساجدنا.
وبعد قرابة أسبوعين من الترتيبات الداخلية للمساجد، ما بين التعقيم والاستعداد لاستقبال وفود المصلّين، في تغطية إجرائية ورقابية وتوجيهية من وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية. وفي سهر وتعبٍ وتفانٍ منقطع النظير من مديري مديريات الأوقاف على امتداد الوطن في تنافس بينهم لتقديم الأنجع والأنجح لكافة الحلول.
وما بين المحراب والمنبر.. في ميدانٍ يتمتع بأئمة ومؤذنين ولجان إشراف، قاموا بالذي هو خير، وقدّموا جهدهم ليتحقق لهم النجاح الباهر في عودة ميمونة لا يشوبها شائبة.
ها هي جموع المصلّين الذين يتحلون بالوعي، وهم العنصر الأساس في إنجاح مهمة العودة بسلامة وسلاسة إلى تأدية الجمع والجماعت في مساجدنا، فقد انطلقت وفود الرحمن راشدةً، إلى أداء صلاة الجمعة، متخذين كافة الترتيبات، مقيّدين بالتعليمات، من حيث السّنّ أولاً، والتباعد حسب الإشارات الموجودة في المساجد، واللباس الصحيّ المناسب.
كانت الصورة الإيمانية في يوم الجمعة، تعبّر عن احترام لإدارة الأزمة، فالهدوء والسكِينة والطمأنينة بالحضور والانصراف، كل ذلك مما يوحي إلى الأصالة عند الأردنيين، وأنهم يستحقون الفوز بثقة حكومتهم، تلك الحكومة التي استحقت الفوز بثقة الشعب الأصيل، في تبادلية بالمشاعر والاهتمامات، ليبقى الأردنّ بقيادته وشعبه، نبراساً يهتدى به، وأنموذَجا رائدا في ميادين الحياة.
تهنئة من الأعماق:
لن أكون بعيداً إذا قلت: إن يوم الجمعة كان يوم عيد بامتياز، فالنجاح في الإعداد، والوعي وتحمل الأمانة في التطبيق، أعطى علامة كاملة، تستحق التهنئة:
هنيئًا لمليكنا المفدى ووليّ عهده الأمين، وهنيئًا للحكومة بنجاحها، وهنيئاً لوزير الأوقاف، ومديري الأوقاف على امتداد الوطن، وللأئمة والمؤذنين والمصلّين وعموم الأردنيين.
هنيئاً لنا هذا العرس الإيماني الوطني، الذي كان بمنأى عن أيّ ظاهرة أو حادثة تخدش الصورة النقية عن الأردنيين في أزمة كورونا، وفي إدارتها بنجاح منذ اليوم الاستباقيّ الأول.
وهنيئاً لرجال جيشنا وأمننا فلهم الأثر الجميل والبصمة الحانية والتوجيه الرشيد والابتسامة المشجعة على الالتزام بالقوانين بأسلوب قلما تجده في غير الأردن.
في الجمعة اجتمعت القلوب المعلّقة بالمساجد، وكم كانت فرحتي بلقائهم وأنا على منبر الجمعة أدعو لمن غاب بعذر كمن حضر. فالفرحة أكبر من أن توصف، حتى إن بعض المساجد كبّرت تكبيرات العيد تعبيراً عن فرحة اللقاء.
هذه مساجدنا.. فلنتقيد بما سيأتي من أيام ليدوم فتحها أمام المصلّين، وأختم بما قاله الملك المفدى: "على قدر أهل العزم تأتي العزائم".
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير