ملف كورونا الأردني
الخميس-2020-06-04

جفرا نيوز -
جفرا نيوز - المهندس سليمان عبيدات
لو أن العالم تنبه منذ بداية ظهور الفيروس في الصين، واوقفت دول العالم السفر منها واليها، لما انتشر الفيروس خارجها.
نتفهم كيف تعاملنا وتعاملت الدول الآخرى مع الجائحة، نعم كان للاغلاق والحظر والحجر نتائج ايجابية، منعت انتشار الفيروس، بعد ذلك اصبحنا نُراهن على مرور فتره زمنية بعد الاغلاق، لتعرف اكثر عن الفيروس الجديد وطريقه التعامل معه، وعلى امل أن يُكتشف لقاحا او علاجا في القريب العاجل.
ولكن بعد هذا النجاح ماذا بعد؟
الحياة تسير ولن تتوقف عند صفر كورونا، بل كان يجب ليكون حافزاً قوياً نتخطى معه الاضرار، الفرصة سانحة وأمامنا طريق طويل، كي نعالج القليل من نكسات الماضي ، ونستثمر الوقت بطموح يدفعنا للانجاز وتخطي الصعاب.
ما توصلنا اليه حتى بداية شهر نيسان من السيطرة التامة على الوباء، وظهور بعض الحالات القليلة هنا وهناك، كان يُؤهلنا أن نبدأ في دراسة تخفيف اجراءات الحظر، مع وضع برامج توعية وتدريب على الوقاية الشخصية والمُنشآت، كي نبدأ بالعودة التدريجية لفتح القطاعات التي أُغلقت، ما يُمكننا الاستفادة من ظروف الكثير من دول المتوقفة عن الانتاج، فكان دافعا قويا لمضاعفة الانتاج الصناعي للتصدير وفتح الباب امام المُصنعين لاسواق جديدة في العالم .
كذلك من الأهمية بمكان تنشيط الحركة السياحة الداخلية على مساحة الوطن، والدفع لبناء شراكات بين القطاعات السياحة، وتحديد أسعار مُنافسة ومناسبة للمواطن الأردني، تُغنيه عن التوجه في المستقبل الى السياحة الخارجية، وبذلك نُنُشط اكثر قطاع تضرر في هذه الازمة .
اصبح من الضروري العمل على التوسع في الصناعات الغذائية، لنتمكن من تصنيع المنتجات الزراعية والحيوانية التي تفيض عن حاجة السوق المحلية، وتجعلنا نعتمد على الذات في الكثير من المنتجات.
كل هذا كان بالامكان وأكثر، وكان سيُقدم دعما حقيقيا للاقتصاد الوطني، ونختصر الكثير من الأضرار التي اصابت القطاعات المتوقفة عن العمل، وقللت من الاثار السلبية على الموازنة العامة والمديونية وقوت المواطن الذي زاد فقرا
كنا نستطيع القيام بكل ذلك مع الالتزام بتعليمات السلامة العامة قبل اعادة فتح اي مرفق أو قطاع وبعده، على أن نكون قد وضعنا خطة جاهزة تُعمم على كل المؤسسات والقطاعات، بحيث لو استدعى الأمر للعودة الى الأغلاق واعادة الحظر لا سمح الله، نستطيع القيام بذك بسرعة وسلاسة قبل حصول أية اضرار .
نعم سيبقى ظهور اصابات مُتوقعا ما دام الفيروس منتشرا حول العالم .
كل ما سبق هو مُلخص لما نشرته خلال فترة الجائحة، ليس الا ليثق صاحب الولاية العامة بأن سماع الرأي الآخر واشراك المواطن بطرح الحلول واتخاذ القرارات، سيخدم المصلحة العامة، ولا يُقلل من سلطة وهيبة أهل السلطة، بل يُعزز ويبني جسور الثقة ويُنمي الروح الوطنية لدى كل من يعيش على هذه الأرض.
نحتاج الى حلول مُبتكرة وخارجة عن المألوف، فعلى الحكومة السعي لاستثمار كل الكفاءات والقدرات المُتوفرة في جامعاتنا ومؤسساتنا الرسمية والخاصة من خبراء في الاقتصاد والتعليم والصناعة والتجارة وفي كل المجالات، لوضع سياسات وخطط عملية لتجاوز الأزمة، لنكون جاهزين لخوض ثورة بناء للولوج بها للمستقبل، ونعمل بأرادة وتصميم لتحقيقها، عندها سنرى النشامى وقدرة المواطن الأردني وكفاءته واخلاصه ليكون الوطن باحسن احواله.
وحمى الله الوطن.

