ضربة حظ.. الدنمارك تقلب موازين القوى في أوروبا
الأربعاء-2020-05-27 01:56 am

جفرا نيوز -
يشعر نجوم كرة القدم بسعادة بالغة عند الصعود لمنصات التتويج في البطولات الكبرى، فلا يوجد ما هو أسمى وأرفع من رفع الكؤوس في مسيرة الفرق واللاعبين والمدربين.
وعندما يستبعد النقاد والمتابعون، تتويج فريق بعينه من حسابات الألقاب، فإن فرحة التتويج تكون مضاعفة.
وهذا ما مر به لاعبو منتخب الدنمارك، في نهائيات كأس أوروبا 1992، فقد تحول هذا الفريق المجتهد بين ليلة وضحاها، إلى بطل قاري يحسب له ألف حساب، في بطولة كان قد فشل في التأهل إليها.
بداية الحكاية
قصة ستبقى خالدة في سجلات الكرة الأوروبية، بدايتها أشبه بالحلم بالنسبة لأطرافها، أما نهايتها معجزة كروية يستحيل حدوثها مرة أخرى.
لاعبو الدنمارك كان يستعدون لقضاء إجازاتهم السنوية، عندما تم دعوتهم فجأة للانضمام للفريق الذي فشل في التأهل إلى "يورو 1992" بعد حلوله ثانيا في مجموعته بالتصفيات وراء يوغوسلافيا.
لكن تأهل الدنمارك جاء بعد استبعاد يوغوسلافيا من المشاركة، على ضوء الحرب الأهلية الدائرة فيها.
واستبعد النقاد، الدنمارك من المنافسة باعتبارها الحلقة الأضعف، لا سيما وأنهم لم يملكوا سوى أيام قليلة من أجل الاستعداد البدني والفني بقيادة المدرب المحلي ريتشارد مولر نيلسن.
راحة الأعصاب
توجه منتخب الدنمارك إلى السويد دون ضغوط، فلم يكن متوقعًا أن يستطيع مجاراة منتخبات مجموعته التي تضم السويد صاحب الضيافة، بجانب العملاقين فرنسا وإنجلترا.
وفي المباراة الأولى، تماسك الدنماركيون أمام منتخب إنجلترا الذي ضم مجموعة من اللاعبين المميزين أمثال القائد جاري لينكر والشاب آلان شيرر، ليقتنصوا تعادلا سلبيا مفاجئا رغم قصر فترة الإعداد.
هذا التعادل رفع معنويات لاعبي الدنمارك، الذين سرعان ما عادوا بعد المباراة الثانية إلى أرض الواقع، حيث تمكن المنتخب السويدي من الفوز بهدف وحيد من توقيع توماس برولين.
ونجح منتخب الدنمارك في الفوز بالمباراة الثالثة أمام فرنسا، بعدما وضعه ستور لارسن في المقدمة في الدقيقة الثامنة، لكن جان بيير بابان حقق التعادل لبلاده في الشوط الثاني.
وقبل 12 دقيقة على نهاية اللقاء، سجل لارس دال إلستروب هدف الفوز الثمين الذي وضع الدنمارك في المركز الثاني بالمجموعة وراء السويد، ليتأهل المنتخبان معًا إلى نصف النهائي.
نهاية حالمة
تقابل منتخب الدنمارك مع نظيره الهولندي حامل اللقب، وعاد ستور لارسن ليقدم أداء مبهرًا وسجل هدفين في الشوط الأول مقابل هدف للمنتخب البرتقالي بإمضاء دينيس بيركامب.
ثم جاء الدور على لاعب الوسط المدافع فرانك رايكارد، ليفرض شوطين إضافيين ثم اللجوء لركلات الترجيح التي ابتسمت للدنمارك، بعدما تصدى الحارس بيتر شمايكل، لركلة ماركو فان باستن.
ووسط دهشة النقاد، ضرب المنتخب الدنماركي موعدًا في النهائي على ملعب أوليفي مع نظيره الألماني، الذي كان حينها يخوض أول بطولة له بعد توحيد الشطرين الغربي والشرقي بقيادة المدرب بيرتي فوجتس.
الكتيبة الدنماركية التي قادها المدافع المخضرم لارس أولسن ولاعب الوسط المبدع برايان لاودروب، خاضت النهائي وكأنها المرشحة الأولى للفوز باللقب، أمام فريق كان قد فاز قبل عامين فقط بلقب كأس العالم.
وباغت جون ينسن الألمان بهدف في الدقيقة 18، قبل أن يضع كيم فيلفورت بصمته على الحلم بالهدف الثاني في الدقيقة 78، وسط عجز توماس هاسلر ورفاقه، ليتحول الحلم إلى واقع غير مفهوم، وأصبحت الدنمارك أول منتخب اسكندنافي يفوز بكأس أوروبا.

