
جفرا نيوز - الدكتور زكريا الملكاوي
بما ان الجغرافيا العربية تعودت ان يعتلي صهوة شعوبها رؤساء خالدون ، فلماذا لا يكون حسني مبارك خالدا ؟ هل السبب واقعة الجمل ؟ ام كامب ديفيد ؟ ام العمالة ؟
كل هذه الاسباب لم ولن تتغير ، فالجمل اليوم حصد أرواح بريئة في ساحة التحرير ، وكان التبرير نفس التبرير قبل وبعد ترقية مبارك الى مشير !
تركت الملايين وتم الحديث عن القبض على أربعة او ثلاثة أجانب !!!!!!!!!
تماما كما كان في زمان ليس بقديم .
وان التحرك مدفوع ليس بجديد .
وان علم اسرائيل يرفرف ، فهو يرفرف عند كل العرب ، منهم كما انتم علانية ومنهم من يرفرف في قلبه .
وبيع العرب ، فنحن جميعا في المزاد ، وكل من هو عربي .فكلنا كعرب أرسلنا أبناءنا إلى ليبيا والى البحرين والى السعودية ومحللينا في قطر ،وقطر في كل مكان ، وفي كل مكان تذكَّر العرب انهم مقهورون ، ذكّرتهم امريكا لانها كما يعرف الجميع تحب لنا كل الخير ، ولا تساند اسرائيل في قضم اراضينا ، ولم تحتل العراق ولم تقتل مسلما لا في العراق ولا ليبيا ولا في افغانستان او باكستان ، فهي الوصية علينا كوننا كما قال احد الفلاسفة النازيين " العرب اطفال كبار " ، فلا بد ان يذكرنا احد اننا في حالة من حالات المواطنة صلبة كانت او سائلة او غازية .
نحن الوحيدون في العالم الذين لا نشعر بالحرارة عند اقتراب النار منا الا اذا نبهنا احد ، حيث قل الاحساس ومات الشعور.
نحب الحرية ، نصفق لإهانتنا واستعبادنا ، ليس لدينا مشكلة في ان نسمي مغتصبنا : محررنا ، ومساعدنا : عدونا .
فللحرية عندنا معان تختلف عن كل من خلق الله ، وللكرامة والعزة والانتماء كذلك من المعاني ما هب ودب .
نلعن سايكس وبيكو ونقسم بلادنا بايدينا عبر استشعار رغبة الغرب . اليوم نغني لحاكمنا وغدا نلعنه عشية وصباحا .
نغني لمن يأتي بعده وقد نزغرد ونلعن بعد زمن من تأليهنا له في الصباح والعشية .
غريبة هي امتنا المجيدة !
نصلي ولا نؤمن بان النصر من عند الله ، نصوم ولا نؤمن بان الهوان في أدمغتنا وليس قدرا .
نشنق رؤساءنا على الملا ، ثم نبكيهم على الملا .
ندعوا للفضيلة ونمارس الرذيلة بكل معانيها عندما يحل الظلام .
ندعوا للحق ، ونتوسل الباطل بالقدوم إلينا .
لقد كان سبب قتلنا وذلنا زعيما، فاصبح بعد التصفيق جنرالا وترقى فأصبح مشيرا !
هل يقول لي أحدكم عن قضية اجتمع عليها العرب يوما إلا ما يهيننا ؟؟؟؟
وكم مرة اعتقد العرب ان المكان مكان إهانة ثم تبين لهم انه مكان عزهم ؟
وكم مرة حاربنا اعداءا ! ليثبت أنهم الأصدقاء الأوفياء ؟
وكم مرة ارتمينا ونحن كالنعاج في أحضان الأسود المتوحشة ننشد الدفء ؟
وكم مرة أزحنا " طاغية " لنأتي بعدها بطغاة ؟