النسخة الكاملة

"تسونامي كورونا" يطيح بأوضاع العمال والكسبة والفنين والسائقين وغيرهم والمطلوب هبّة شعبيّة لانقاذهم بتبرعات عينية ودعم نقديّ

الأحد-2020-03-28 10:27 am
جفرا نيوز -
جفرا نيوز ــ عصام مبيضين
بدأ فيروس كوونا الاقتصادي تعصف رياحه في كثير من القطاعات التجارية والاقتصادية، حيث هناك فئات منسية ،مكافحون صغار الكسبة ..عمال بناء "طريشة قصيرة" موسرجية" عمال مهرة في قطاعات المقاولات فنيين، عاملين على البسطات ومن يعملون في العمل اليومي، في مهن غير رسميّة وغير منضبطة تحت مظلة القطاع الخاص، والقطاعات المساندة اقتصاد الظل.
وكذلك عمال المياومة في القطاع الزراعي، والعاملين في محلات ومصانع، ومشاغل صغيرة، يعيشون اليوم تحت وطأة ظروف صعبة جدا، جراء فيروس الكورونا الذي فتك بأمنهم المعيشي، ومع قرارات حظر التجول الضرورية لحماية المجتمع الجميع أصبحت جيوبهم فارغة وأسرهم تعاني الويلات ومنذ اسابيع عصف تسونامي بهذه الشرائح الواسعة من المجتمع وقلب حياتهم راسا على عقب ، وهم الذين يعملون ضمن منهج" أرزاق يادنيا ارزاق "..حيث يحصلون على قوتهم يوم بيوم، حيث تنتظر عائلاتهم الرزق اليومي، ومعهم 100 إلف من سائقي سيارات الأجرة التكسي وباصات الكوستر والكيا ،وغيرهم.
ولاننسى عمال عرب يعيشون من الكسب اليومي عبرالجلوس على الجسر والأرصفة يوميا بانتظار من يحتاجهم وتصاريح العمل الحر او المخالفين,
وهؤلاء جميعا من هذه الفئات البسيطة يواجهون ظروف صعبة جدا هذه الايام ،وهولاء مع حظر التجول بحاجة الى لفت الانتباه عبر حلول غير تقليدية، مثل اطلاق صندوق وطني مد العون لهم بآليات لمساعدتهم حيث لايملك اغلبهم شبكة من رواتب شهريّة منتظمة، ولا دخلا ثابتا، وغالبيتهم خارج مظلة الضما ن الاجتماعي ،وهم في الأوقات السابقة كانوا يعيشون يوما بيوم، ويكاد دخلهم لايكفيهم في أحسن الظروف ليلة أو ليلتين وكله على الله، ويستهلكون كُلّ ما يتقاضونه من أجور لتلبية احتياجاتهم اليومية من غذاء أساسيّ وأجور لمساكنهم ومتطلبات حياتهم ومع اغلاق ا بواب ومصادر رزقهم أين يذهبون حيث انسداد الأفق أمامهم ينطبق علية المثل " قطع الأرزاق اخطر من قطع الأعناق" ".
ووفق التقديرات واحصاءات غير الرسمية فان عددهم يتجاوز 750 إلف مع اسرهم، و نحن هنا نتحدث عن اكثر من مليون ونصف وربما مليونين من الناس من الأسر والأطفال موجدون في غياهب اقتصاد الظل اغلبهم من الفئات المهمشة
وهنا فانا نقرع جرس الانذار ان سوء الاوضاع سيدفع في البعض منهم امام التهام غول الجوع والبؤس لهم مع اطفالهم لاسمح الى مسلكيات نرفضها ، ونحن نحتاج الى التكاثف والتعاون والتآزر لمواجهة الفيروس
فكيف سيتم الوفاء بالالتزامات لهذا القطاع الواسع منهم وأوضاعهم تتأرجح ، وسط معاناتهم والمخاوف.
والمطلوب اليوم مع بدء التحرك الشامل من صندوق الضمان الاجتماعي والمعونة الوطنية الالتفات الى هولاء مع صندوق يجمع من الاثرياء والمقتدرين مع الجمعيات الخيريّة والتطوعيّة المنتشرة في البلاد وصندوق الزكاة، ليكون هناك هبّة شعبيّة للتبرع تساعد في توفير مخصصات ، لانقاذ ما يمكن انقاذة من الأسر من الهلاك الحتميّ عن طريق تبرعات ودعم نقديّ مباشر لهذه الشرائح لان هناك الملايين بيننا اصبحوا بلا دخل يومي نهائيا ....فمن يقرع الجرس .

© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير