حينما يقلب "الجنرال" مزاج الشارع من جلد حكومة النهضة للإشادة بالمسؤول !
السبت-2020-03-14 12:39 pm

جفرا نيوز -
جفرا نيوز - شادي الزيناتي
على عكس الدارج في المجتمع الاردني والذي نادرا ما يقوم بالاشادة بأي مسؤول حكومي ، حيث بات النقد اللاذع والتنمر والاسقاط والهجوم سمة بارزة على منصات التواصل الاجتماعي ضد كل مسؤول او وزير تعليقا على اداء او قرار يقوم باتخاذه
تلك الصورة النمطية كانت مغايرة خلال الـ 24 ساعة الماضية والتي شهدت نمطا شعبيا جديدا يقر ويعترف ويشيد باداء وزير الصحة الباشا سعد جابر ، وسط اعجاب وتقدير كبيرين لما قدمه ويقدمه خلال أزمة فايروس كورونا
الباشا الذي لم يكن بطلا اعلاميا ابّان وجوده في الخدمات الطبية وقلما من كان يعلم بوجوده من الشعب ، أصبح اليوم محط انظار الجميع واشادتهم ، واعجابهم بما يقدم من اداء ثقيل سياسيا وصريح واعلاميا ، وتمكن مهني ، بعد نجاحه لغاية اليوم بادارة الازمة بكل اقتدار وتصدره الواجهة الحكومية بكل ثقة ومسؤولية
الباشا جابر لم يضع رأسه تحت التراب ، ولم يستخدم الاسلوب الحكومي النمطي الذي يقضي بالتعامل مع المواطن وكأنه مغفل من القرن الساتبع عشر ، بل قدم نموذجا جديدا أساسه المكاشفة والشفافية وسلطة القرار دون وجل متحملا كافة تبعات الطريق الذي انتهجه ، وحيث كما يبدو فان رهان الباشا على المواطنين كان رهانا كاسبا
وزير الصحة وعلى عكس سابقيه ، تميز بالليلقة واللباقة بالتعامل مع الاعلام والراي العام ، ووضعهم بصورة كل التفاصيل صغيرة وكبيرة ، دون ان يخفي شيئا ، حتى انه أقسم بالله خلال المؤتمر الصحفي الاخير الخميس الماضي ، انه لم يتم تسجيل اي حالة كورونا جديدة ، وذلك بعد أشار الى ان وزراء زملاء له في الحكومة كانوا يشككون في الامر ولا يصدقون !!
كما ان ما بثه من فيديوهات توعوية وما قامت به وزارة الصحة وهي المعنية اولا واخيرا بالملف ، كان لها الاثر الكبير في تهدئة الرأي العام وطمأنه المواطنين
الازمة الاخيرة التي ندعو الله ان تمر على الاردن بخير وسلام ، ومهما كان ما ينتظرنا من كورونا ، الا انه وعلى الاقل كسبنا وزيرا ومسؤولا حكوميا استطاع تغيير الصورة عن الحكومة التي استبشر الاردنييون بها خيرا بعد تكليف د.عمر الرزاز الا انه سرعان ما انقلب التفاؤل الى تشاؤم ، والاشادة الى احباط !!
د.سعد جابر القادم للدوار الرابع ولجبل الحسين من حضن المدينة الطبية والقوات المسلحة اثبت ان الاردن مليء بالخبرات المهنية والقدرات الادارية اذا ما تم اختيار المسؤولين على مبدأ الكفاءة والمهنية وليس المحسوبيات والعلاقات الشخصية والصداقات
كما لا يفوتنا الاشادة بمدير مستشفى الامير حمزة الدكتور عبدالرزاق الخشمان الذي اثبت أيضا كفائته وقدراته الادارية من خلال ذات الازمة ، فكان المدير الواثق والمنفتح على الجميع وبحرص لا يقل عن وزيره بادارة الازمة ، فتجاورت مكاتبهما في حمزة ، فأثمر التنسيق عالي المستوى عن خفض توتر الرأي العام مرورا بالتصريحات اليومية المتزنة ، انتهاء بشفاء المصاب الوحيد وخروجه سالما معافى من المستشفى ، مما اثبت ان قرار الوزير كان صائبا بوضع الرجل المناسب في المكان المناسب
الرأي العام الاردني بمزاج عالي في هذه الايام ، نأمل ان يستمر بتلك الروح العالية ، والتي تثبت ان المواطن الاردني لا يريد سوى الصدق والشفافية ومسؤول لا يساوم في الوطن ويضع المصلحة العامة فقط نصب عينيه ، ليمنح الثقة بكل سهولة ويسر

