هل حظر "كورونا" على الاردنيين "التقبيل" وأجبرهم على تغيير نمط حياتهم ؟
الخميس-2020-03-12 11:03 am

جفرا نيوز -
جفرا نيوز – فرح سمحان
يقال بأن العادات المتأصلة تزول بصعوبة لكن مع انتشار فيروس كورونا أو "الفيروس التاجي" أصبح التخلي عن بعض هذه العادات كالتقبيل والمصافحة أمر لابد منه ، خوفا من انتشار الفيروس أو الاصابة به ، حتى لولم يكن الطرف الآخر مصاب ، حيث أصبح ذلك مرتبط بجوانب نفسية تدفع أي شخص للامتناع عن كل عادة أو تصرف من شأنه بث الكورونا أو لمجرد فكرة الاصابة بها
أما المقولة الشهيرة "مصائب قوم عند قوم فوائد" باتت بمثابة ترجمة لما يطبق الآن في العديد من دول العالم ومنها الأردن ، فالخوف من المرض المتفشي (كورونا) خلق حالة من الوعي في أهمية النظافة العامة في المنازل والأماكن العامة ، ودفعهم للتخلي عن بعض العادات التي كانت ملازمة للحياة اليومية بمختلف مناسباتها ، ناهيك عن الاجراءات المكثفة التي طبقتها الدول وفقا للبروتوكلات العالمية .
استشاري الطب النفسي في كلية الطب ومستشفى الجامعة الأردنية رضوان بني مصطفى قال "لجفرا" أن خوف الناس من الاصابة بالأمراض أقوى العادات ، وهذا عمل على خلق دافع عندهم لتجنب كل ما من شأنه اصابتهم أو حتى تعاملهم مع المرض
وبين أن أزمة كورونا أفادت الناس في اتباع عادات صحية وايجابية ، والتخلي عن أخرى سلبية ، ومنها الاكتفاء بالمصافحة وتجنب التقبيل واتباع الارشادات المتعلقة بالنظافة والسلامة العامة .
وأشار الىأن التقبيل ليس مؤشر على الحب والاحترام كما يعتقد البعض ، لأن التقبيل قد يكون وسيلة لنقل أمراض أخرى غير الكورونا ، وبالتالي اتباع ماسبق ذكره انعكس ايجابا بالرغم من أن بعض الأشخاص لايؤمنون بأشياء لايمكن رؤيتها كالجراثيم مثلا، لافتا أن التخلي عن هذه العادة من المفترض أن يستمرعلى المدى البعيد حتى بعد انتهاء أزمة فيروس كورونا .
وعن الهاجس الذي أصبح يرعب الناس من أن خطر فيروس كورونا قريب من الجميع فسرالاستشاري النفسي بني مصطفى ذلك الأمرعلى أنه ناجم من حالة توتر وقلق نفسي ووسواس من عدم الاختلاط ، وهذا يختلف من شخص لآخر تبعا لردود الفعل والممارسات اليومية وغيرها .
وتابع في حديثه " لجفرا" على أن من ينتهزون الفرصة لنشر الشائعات في مثل هذه الأزمات يأتي تصرفهم أما لجهلهم بمدى العواقب التي ستترتب على فعلتهم ، أو لرغبتهم في انتهاز أهمية الحدث وتأثيره على الآخرين ليبرزوا ذاتهم ، وليكونوا محط اهتمام وحديث الجميع .
وأكبر مثال على ذلك ماقامت به السيدة التي ادعت أنه تم اعلان حالة الطوارئ ، وأنه سيتم تعطيل المدارس والجامعات من خلال تسجيل صوتي انتشر بشكل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي .
أما وسائل الاعلام بمختلف أشكالها ، فقد عملت منذ بدء أزمة كورونا في عمل حملات توعوية وارشادية واعلانات ، للحد من مدى تأثر الناس بالعادات السلبية مثل التقبيل وربطها بالواجب ومدى محبة الأشخاص لبعضهم البعض ، مما انعكس بدوره على عادات الناس ايجابا .

