الانتخابات الفلسطينية .. ديمقراطية "غابة الملاعق"
الخميس-2020-02-20 03:03 pm

جفرا نيوز -
جفرا نيوز - كريم الزغيّر
في خطابه الأيلولي ( أيلول ) العام المنصرم ، أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عبّاس عن قراره بإجراء انتخابات تشريعية تستتبعها انتخابات رئاسية . كان عباس يريد " استطلاع " جدية حماس والتزامها بالممارسة الديمقراطية كوسيلة لإنهاء الانقسام
أدّت موافقة حماس إلى " بعثرة " رغبات سياسية مستترة ، ولم تتوقّف زيارات رئيس اللجنة المركزية للانتخابات حنّا ناصر " جيئًا وذهابًا " إلى غزّة ، لكن انبثقت " القدس " لتحول دون استكمال تدحرج " كرة الصوف " السياسية
تجاهل الاحتلال الإسرائيلي الطلب الفلسطيني بإجراء الانتخابات في القدس ، مما دفع الرئيس الفلسطيني إلى ابتداع شعار " القدس قبل المرسوم " ( المرسوم الرئاسي لإجراء الانتخابات ) . الشعار الذي لم يحظَ باستحسان " حماس " التي ارتأت شعارًا آخر وهو " الاشتباك في القدس "
الدبلوماسي الفلسطيني السابق ربحي حلوم تحدّث لـ " جفرا " : " هناك استحقاقات ديمقراطية ووطنية تم التنصل منها ، وبالعكس من ذلك ، تتخذ السلطة الفلسطينية إجراءات تتناقض مع هذه الاستحقاقات "
واستطرد حلوم : " السلطة تتذرّع بالقدس للحيلولة دون إجراء الانتخابات ، وأن السلطة لم تلتزم بما قرّرته ، حيث لم يتوقف التنسيق الأمني مع الاحتلال ، بخلاف ما قرّرته أخيرًا "
وفيما يخصّ مشاركة حماس ، أوضح حلوم : " حماس انخرطت في المركب مع السلطة ، ومبررها أن الوحدة الوطنية هي استحقاق ملح ، ولكن لا يجتمع الشيء ونقيضه "
وأجريت آخر انتخابات تشريعية عام 2006 ، وقبلها انتخابات رئاسية عام 2005 ، ووافق الاحتلال الإسرائيلي آنذاك بإجرائها في القدس الشرقية ، وذلك داخل مكاتب البريد الفلسطيني
الكاتب والمحلّل السياسي حمادة فراعنة أجمل لـ " جفرا نيوز " ضرورة إجراء الانتخابات لسببين وهما : " الأول أن إجراء الانتخابات حق دستوري للشعب الفلسطيني ، وإلغاء أو تأجيل الانتخابات مس بحقوقهم ، وأمّا السبب الثاني فهو أنّ سلطتي اتخاذ القرار فقدتا الولاية ، أي الرئيس الفلسطيني فقد الولاية ، والمجلس التشريعي فقدها أيضًا "
وبيّن فراعنة : " النظام السياسي الفلسطيني هو نظام مختلط ، أي أنّها ليس نظامًا رئاسيًا ولا نيابيًا "
وفسّر : " هُنالك تلكّؤ لئلا تجرى الانتخابات ، وهذا يعني استمرارية لنهج يفتقد للشرعية ، ولكن إعلان الرئيس الفلسطيني إجراء الانتخابات كان استجابةً للضغوط الدولية ، وخاصّةً ، من الدول الأوروبية وأبرزها : ألمانيا "
واستطرد فراعنة : " بما أنّ الدول الأوروبية هي الداعم الأوّل للسلطة الآن ، وذلك بعد انسحاب الولايات المتحدة من مسؤوليتها المالية تجاه السلطة ، فإن القرار بإجرائها ، جاء بعد ضغوطات أوروبية ، وبالتحديد ، من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ، لذا استجاب عبّاس للمطالبات الأوروبية ، لكن هذه الاستجابة لم يتم وضعها على سكة التنفيذ "
واستكمل : " هنالك حجج تفتقد للمصداقية وهي : إجراء الانتخابات في القدس ، ولكن الإسرائيليين ليس لهم مصلحة بتجديد الشرعية للنظام السياسي الفلسطيني أو فرض شراكة بين مختلف الأطراف الفلسطينية ، خاصّةً ، بين حركتي فتح وحماس "
الفراعنة أكّد لـ " جفرا نيوز " : " السبّب الآخر للرفض الإسرائيلي ، هو حرص الاحتلال على عدم المس بسيطرتهم على القدس ، ولذلك فإنهم لم يتجاوبوا ولن يتجاوبوا "
" يفترض أن تتخذ السلطة الفلسطينية الإجراءات والوسائل لمشاركة أهل القدس " ، بهذه العبارة أوضح فراعنة : " أنه من المفترض أن تتخذ السلطة الإجراءات التي تضمن مشاركة أهل القدس في الانتخابات ، وهي قادرة على اتخاذ الوسائل والعناوين لمشاركة أهل القدس ، ولكن لا مصلحة لطرفي الانقسام بإجراء الانتخابات ، فكلاهما يسعى لمواصلة الهيمنة والتسلّط والانفرادية على سلطة اتخاذ القرار ، في الضفة من قبل فتح ، وفي غزة من قبل حماس ، لذا استبعد أن تجري الانتخابات في ظل معطيات فلسطينية ، وفي ظل الموقف الإسرائيلي المتعنّت "
وأعلن الرئيس الفلسطيني في خطابه بُعيد إعلان صفقة القرن عن قراره بزيارة غزّة ، إلّا أنّه سرعان ما قال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عزّام الأحمد أن الزيارة تأجلت ، فيما عيّن عبّاس نبيل شعث ممثلًا شخصيًا له ، وهذا ما فُسِّر كإجراء التفافي لعدم زيارة غزّة
المدير العام لمركز مسارات للأبحاث السياسية هاني المصري ، تحدّث في مقال له بعنوان :" لماذا تأجلت الانتخابات ؟! " عن الأسباب الحقيقية لتأجيل الانتخابات ، وهي أن الرئيس الفلسطيني لم يكن ينوي إجراءها أصلًا
وفي مضمون مقاله : " أن إعلان الانتخابات جاء بعد موافقة حماس على مبادرة الفصائل الثماني ، ما جعل فتح تبدو معزولة ، كما أنّ الإعلان جاء بعد إجراء الجولة الثانية للانتخابات الإسرائيلية "
وبيّن المصري في مقاله : " أسباب تأجيل الانتخابات تتعلّق بعدم جهوزية فتح لها ، وذلك بسبب الخلافات الداخلية الفتحاوي ، وبروز مروان البرغوثي ودوره السياسي " ، وختم المصري مقاله : " المرجّح أن الانتخابات الفلسطينية لن تجري قبل اتضاح إلى أين ستسير إسرائيل "

