الحراك السياسي بين ضعف المشاركة الشعبية وتطلعات قادته الاعلامية

جفرا نيوز -

جفرانيوز - خاص
طرأت الكثير من التغيرات على وقع الحراك الشبابي على الشارع الاردني،وطرات كما تنبأت "جفرانيوز" منذ زمن الكثير من الانشقاقات في الحركات السياسية بسبب وضوح استفراد قادتها بالقرارات واستئثار بعض قادة الحراك بالظهور الاعلامي وبالتصريحات غير المتفق عليها ضمن المطالبات بالاصلاح السياسي والاقتصادي ومحاربة الفساد،وبسبب محاولة البعض التصعيد في الشعارات والهتافات خلال النشاطات الاعتصامية والتي اصبحت بين يوم وليلة اشبه بالنشاطات التقليدية،حيث دخلت دائرة المعتاد ،وقد نجحت الحكومات المتعاقبة في جر هذا الحراك الى داخل دائرة المعتاد،مقننة تاثيرها على الشارع الاردني،حتى اصبحت "كالضرب بالميت" بعد ايقان الحكومة انها استطاعت احتوائه بدون اي جهد مبذول من ناحيتها.

لم يستوعب قادة الحراك السياسي ان اندفاعهم في الحراك على الشارع، وكثرت الاعتصامات والمسيرات سوف يجعل منها نشاطات غير مجدية مطلبيا ،وان الحكومة لن تسمع لاحد،خاصة ان الحراك غير المنظم يتضارب بمطالبه ويتناقض في كثير من الاوقات،كما انه اختلط بمطالب الكثير من الحركات السياسية المُسيرة من قبل قوى اجنبية،صاحبة الاهداف غير الوطنية،وهذا خلق حالة معارضة بين الكثير من الشرائح المجتمعية للحراك السياسي على الشارع الاردني،سيما ان مطامع واهداف هؤلاء اصبحت واضحة للعيان،حتى باتت بعض الحركات السياسية مهددة بالانقراض بسبب الانشقاقات بين قادته واقطابه .

ولم يتوقف ضعف الحراك على الشارع على القائمين عليه او على قادته بل اصبحت الامور متعلقة بقناعة مواطنين حيث ان نظرتهم اختلفت اختلافا كليا عما كانت عليه منذ مطلع الحراك السياسي،سيما ان الاهداف اصبحت غير مقنعة،ومتغيره وفق المستجدات التي تطرأ على الشارع الاردني،لهذا اصبحت الاعتصامات التي كان يشارك فيها عشرات الاف من المواطنين تقوم بعدد لا يتجاوز المئات لا بل العشرات من متبني الحراك على الرغم من عدم قناعتهم بهذا الحراك.

ويبقى التنويه ان على قادة الحراك الشبابي خلق حالة من الاتفاق فيما بينهم بعيدا عن الاهداف السياسية الخاص وعن فرض الرغبات القائمة على المصالح المادية،كما عليهم الخروج من دائرة المعتاد،وفق سياسة قائمة ليست على الانشاقات والبحث على المراكز القيادية للبروز اعلاميا وتحقيق اهداف شخصية،بل قائمة على التطلعات لتحقيق اهداف سياسية اصلاحية ومحاربة الفساد والمفسدين .