المؤرخ الدكتور علي محافظة يتحدث عن "اربد كما عرفتها"
الخميس-2020-01-11

جفرا نيوز -
جفرا نيوز - اربد - محمد الاصغر محاسنة
" اربد " الملقّبة بعروس الشمال في الجزء الشمالي من المملكة الأُردنية الهاشمية، وتعتبر مدينة آرامية قديمة قامت على أرضها العديد من الحضارات التي خلّفت وراءها الكثير من الأماكن الأثرية والتاريخية، وهي الآن ثاني أكبر مدينة على مستوى المملكة. تحتوي إربد على العديد من المصادر المائيَة فيها التي تُستخدم لري المزروعات، ومن أهم تلك المصادر:
نهر اليرموك، والينابيع المائية، لذلك فإنها تتميز بطبيعتها السهليَة الخصبة، وتُعد المركز الزراعي في المملكة، بالإضافة إلى أنها واحدة من المناطق الصناعية المهمة في المنطقة، ومن الجدير بالذكر أن مدينة إربد تضم مجموعة من الجامعات التي ساهمت في تطور المدينة مثل: جامعة اليرموك، وجامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية، وقد وصل عدد سكانها إلى ما يقارب 307,480 نسمة في عام 2019
استضافت مساء امس مؤسسة اعمار اربد في قاعة غرفة تجارة اربد المؤرخ الدكتور علي محافظة في محاضرة حول مدينة اربد بعنوان " اربد كما عرفتها " . الامسية التي ادارها الدكتور محمود خليل الحموري وسط جمهور كبير من المهتمين بالشان الثقافي . المحافظة استعرض في محاضرته والتي امتدت مايقارب نصف ساعة قراءة حول ذاكرة المدينة ومسيرته الدراسية منذ الابتدائية ، واستهل حديثه بالقول : لاربد في الذاكرة فسحة تعود الى ايام الصبا والدراسة في مدرستها الثانوية التي تتربع على قمة تلها العريق ، وقد عرفت اربد وعمري عشرة سنوات يوم كنت طفلا اتردد عليها مع والدي حين كنا ناتي من بلدة كفرجايز نتردد دوما الى سوقي الحبوب والمواشي اللذين كانا يعقدان يومي الاثنين والخميس من كل اسبوع . ويضيف : كان الفلاحون ياتون الى مدينة اربد من المدن الاردنية الشمالية المجاورة لها يجلبون الحبوب ومواشيهم لبيعها بعد موسم الحصاد . وكان الفلاحون حريصون على الوصول مبكرا مع شروق الشمس لبيع مالديهم من حبوب ومواشي حتى يتمكنوا من شراء حاجاتهم من مركز المدينة " اربد " ويعودا قبل غروب الشمس .
وفي ذاكرتي لازلت استذكر الجهة الشمالية لتل اربد " مخيم اللاجئين ، والمقبرة المسيحية وبستان علي نيازي التل " ، وتعتبر زيارة مدينة اربد لصبي مثلي يسكن في قرية متعة كبيرة يبهرني ويشدني كل ما اشاهده برفقة والدي واخي الاكبر مني ، كثرة الناس والاصوات التي تنادي على الناس لاغرائهم مايعرضون من بضاعة ، وحين اعود مساء للقرية اتحدث للصبيان عن ماشاهدت ، وتاتي معرفة المحافظة لمدينة اربد منذ عامي 1951 و1955 ويضيف : تم قبولي يها انا وابن عمي المرحوم قسيم محافظة وكانت الرسوم انذاك عالية (16) ستة عشر دينارا وهو مبلغ كبير والظروف المالية انذاك صعبة ، الا ان والدي قدم طلبا باعفائنا من الرسوم وتم ذلك وكان مدير المدير المدرسة المرحوم سيف الدين الكيلاني والمعلم واصف الصليبي والمعلم فرحان النمري . ونتيجة لبعد قريتنا عن المدرسة في اربد لم تسمح ظروفنا باستئجار غرفة ، الا اننا قمنا باستئجار غرفة في منطقة البارحة بالقرب من المدرسة وكانت وقتها خالتي رحمها الله حسيبة العناقرة تسكن في نفس المنطقة حتى انهيت دراستي الثانوية .
وكانت رحلة شاقة حين اعود الى قريتي كفرجايز مشيا على الاقدام والعودة الى البارحة .واستعرض المؤرخ المحافظة ان اربد كانت في بداية الخمسينات بلدة صغيرة حدودها الشمالية المخيم وسوق الحبوب وتنهي حدودها الغربية ببور الطحين وبستان علي نيازي التل وجنوبا بشارع فلسطين وتنتهي شرقا بالملعب البلدي بالاضافة الى مدرسة العروبة التي اسسها المرحوم الدكتور محمود ابو غنيمة .ويتابع محافظة بحديثه عن السنوات التي قضاها في مدرسة اربد الثانوية ولقاء الطلبة في الفرصة الصباحية وموعد الغداء والاحاديث التي كانت تدور بين الطلبة وقتها كانت الاحزاب محظورة مثل الحزب الشيوعي والبعث وحركة القوميين العرب وغيرها .
وكانت مدرسة اربد الوحيدة في المملكة اصدرت مجلة " صوت الجيل" كانت تنشر مقالات لكتاب من فلسطين وعمان السلط ، ويذكر محافظة اسماء من طلاب صفه منهم : سعد حجازي، محي الدين المصري، وعزالدين التل، وصالح درادكة، وفالح الطويل وغيرهم .
انتقل محافظة بعد ان انهى دراسته الثانوية الى دمشق لمدة خمس سنوات كان يزور في اجازته اربد والاصدقاء والامكنة التي كان دوما يذهب اليها . حتى تخرج من جامعة دمشق وعاد الى اربد ليعمل معلما عام 1960 في مدرسة رغدان الثانوية سنتان حتى تم نقله الى وزارة الخارجية في حكومة وصفي التل لمدة عشر سنوات في دول كثيرة ، حتى يعود الى فرنسا لاكمال الدكتوراة في التاريخ من جامعة السوربون ليعمل في الجامعة الاردنية في قسم التاريخ ، حتى تاسست جامعة اليرموك في السبعينات واصبح رئيسا لها عام 1989 لمدة اربع سنوات . كان له دورا مميزا وبصمات في تعديل بعض الانظمة وتطوير التعليم والمدرسين وانهاء بعض المشاكل التي كانت وقتها بالجامعة .. ويعود به الحديث الى " اربد " الذي عرفها في الخمسينات ولغاية اليوم شاهد فيها تطورا كبيرا وتحسن كبير في بنيتها التحتية وهذا مايبعث على الفخر والاعتزاز

