"تسونامي الاحداث" يضرب مواقع التواصل .. نانسي"تشعل الاجواء" واستراليا تحترق والسليماني يُقتل

جفرا نيوز - جفرا نيوز - رزان عبدالهادي

في الاسبوع الاول من العام الجديد 2020 توالت الاحداث والمجريات بشكل سريع سواء على المستوى المحلي او العربي او الاقليمي ، بأحداث اعتبرها البعض تنبىء بعام صعب وشديد ، ليكون الخوف الذي انتاب بعض النفوس على اثر تلك المجريات هو المسيطر وسيد الموقف ، وسط تفاعل شديد وعلى نطاق واسع من قبل رواد مواقع التواصل الاجتماعي.
" رصدت "جفرا نيوز"  اسبوعا حافلا على رواد ومستخدمي مواقع التواصل خاصة وقد انهالت فيما بينهم التعليقات وردود الافعال والاعجابات ، وعلى جانب الاخر "المناكفات" عند الاختلاف بالرأي . وكانت ابرز الملفات التي تداولوها فيما بينهم في الفترة الاخيرة ولاقت الكم الاكبر من ردود الافعال هي : مقتل قائد فيلق القدس قاسم سليماني ، حرائق استراليا ، وسرقة منزل الفنانة اللبنانية نانسي عجرم.

وفي التفاصيل فقد بدأ العام الجديد بخبر هز وسائل الاعلام والنخب والاوساط السياسية والمواطنين من كافة دول العالم ، حيث انه في حدود الساعة الثانية فجرا بتوقيت بغداد من يوم الجمعة الماضية، بدأت قصة اغتيال قاسم سليماني قائد فليق القدس في الحرس الثوري الإيراني، والرجل المهم في سياسات طهران الخارجية بالمنطقة. الأمر كان يبدو اعتياديا في بدايته، إذ نشرت خلية الإعلام الأمني نبأ مقتضبا على صحفتها الرسمية بموقع "فيسبوك"، تقول فيه إن 3 صواريخ كاتيوشا سقطت قرب مطار بغداد. وقبلها نشرت العديد من الأخبار التي تحدثت عن سقوط صواريخ كاتيوشا على المنشآت الواقعة قرب المطار، وهذا ربما ما دفع السلطات العراقية للاعتقاد بأن الأمر قد يكون هجوما من تنظيم "داعش". وكتبت خلية الإعلام الأمني: "سقوط 3 صواريخ كاتيوشا على مطار بغداد الدولي قرب صالة الشحن الجوي أدى إلى احتراق عجلتين اثنين وإصابة عدد من المواطنين، وسنوافيكم التفاصيل لاحقا".

لكن الأمر كان أكبر بكثير.. فقد أطلقت صواريخ أميركية من طائرة مسيرة (من دون طيار)، والهدف قاسم سليماني، مهندس حروب إيران في المنطقة وقائد ميليشياتها، وبجانبه أبو مهدي المهندس نائب قائد ميليشيات الحشد الشعبي العراقية الموالية لطهران. وذكرت مصادر في داخل المطار انذاك أنه تم إغلاق المنشأة عقب سماع دوي الانفجارات، وتبع ذلك تحليق مكثف لمروحيات في سماء المطار. وقالت مصادر عراقية في البداية إن القصف طال قيادات رفيعة من ميليشيات كتائب حزب الله في العراق والحرس الثوري الإيراني، دون أن تعرف هويتهم، ليعرف لاحقا أن سليماني من بينهم. ونقلت وكالات عالمية لاحقا عن مسؤول أميركي، قوله إن عملية اغتيال سليماني (62 عاما) تمت عبر طائرة مسيرة أطلقت صواريخ استهدفت موكبه في مطار بغداد. وقال مسؤول أمني عراقي كبير في حينها إن القصف الجوي تم بالقرب من صالة الشحن في المطار، بعد أن غادر سليماني طائرته التي هبطت في مطار بغداد.

الخبر لاقى ردود افعال شعبية واسعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي على اختلافها وسط مخاوف وتوقعات من قبل محللين سياسيين بتصعيد عنيف بين امريكا وايران . الخبر ايضا دق بدوره ناقوس الخطر حيث اعتبر البعض ان حرب عالمية ثالثة قادمة في الطريق الينا معتبرين ان ايران لن تسكت وسيكون لها ردا قاسي على امريكا خاصة وان السليماني كان رجلا مهما في سياسات طهران الخارجية.

ووسط المخاوف والاجواء المشتعلة وغير المطمئنة بالنسبة للبعض سحبت المطربة اللبنانية ذات الشهرة الواسعة نانسي عجرم بعض الاهتمام نحوها شيئا فشيء ، حيث انه قبل 3 ايام وتحديدا في 5/1/2020 دخل شخص ملثم إلى فيلا الفنانة عجرم في "نيو سهيلة كسروان" في لبنان، بهدف السرقة، مدججا بمسدس تمكن بواسطته من إبعاد ثلاثة حراس شخصيين للمنزل.

وما إن أشهر السارق المسدس الذي تبين فيما بعد أنه مزيف، حتى أخاف الحراس ودخل المنزل، ولم يتمكن زوج نانسي من إبعاد السارق رغم التفاوض معه، ومحاولة إقناعه بأخذ المال والانصراف. وواصل السارق طريقه إلى غرفة تنام فيها بنات الفنانة نانسي، مهددا بقتل من يعترض طريقه، وعندما ألحّ على التوجه الى غرفة البنات، حاول زوج نانسي ثنيه عن ذلك. وفي تلك اللحظة، أطلق زوج الفنانة النار على السارق مما أدى إلى مقتله على الفور، وحضرت إلى المكان عناصر من القوى الأمنية والأدلة الجنائية. وبعد الحادث أصدر القضاء اللبناني، قرارا بتوقيف زوج الفنانة عجرم، الدكتور فادي الهاشم، لقيامه بإطلاق النار، وقتل السارق . الا انه تم إطلاق سراحه امس الثلاثاء ليعود إلى منزله من جديد، بعد إحالة القضية الى قاضي التحقيق مع قرار بمنع سفره لحين انتهاء التحقيق. النجمة ذات الشهرة الواسعة تلقت العديد من التعليقات والمنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي من قبل معجبيها في الاردن والعالم وسط قلق على نجمتهم التي اعتادوا على سماع اخبارها الجميلة واخرها ولادة ابنتها الثالثة ليا قبل حوالي السنة.
وعلى الرغم من ان عجرم هي من الفنانات اللاتي تمتلكن شعبية واسعة وشهرة اوصلتها لان تكون نجمة عالمية واكثر الفنانات متابعة على مواقع التواصل الاجتماعي الا ان التعليقات على الحادثة لم تقتصر على الايجابية فقط . حيث انه بعد سماع الخبر الاليم والتفاعل معه على نطاق واسع تناقلت وسائل اعلام لبنانية خبرا مفاده انه تم التواصل مع أهال من قرية "بسقلا” في كفرنبل، بمحافظة إدلب ، مسقط رأس الضحية او "السارق" ، الذين أكدوا بدورهم أن الشاب يعمل في حديقة فيلا الفنانة نانسي ، وأنه ذو سمعة جيدة، وأشاروا أن مستحقات مالية له كانت بحوزة أحد الحراس العاملين في الفيلا، حيث عمل الضحية كفني صيانة وبستاني في فيلا عجرم، ولم يتم سداد المبالغ المترتبة له ، لتنقلب اراء بعض رواد او ناشطي مواقع التواصل الاجتماعي مع الخبر ويبدأوا بالتعاطف مع الضحية الذين كانوا قد اعتبروه في بادئ القضية "سارق" وتنقلب الموازين رأسا على عقب لدى البعض ، ليكون الدكتور فادي بعد ذلك بنظرهم "المجرم" بعد ان كان "الفادي" والاب والزوج المخلص الذي حاول حماية عائلته من موت محتم ، ليتساءل البعض في مدوناتهم وصفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي هل تفقد عجرم بعضا من معجبيها بعد هذه القضية رويدا رويدا ؟

ووسط ذلك وتلك ، لم يغيب عن اذهان رواد مواقع التواصل الاجتماعي قضية حرائق استراليا حيث بدأوا في تعليقات اجتاحت المواقع في الفترة الماضية بطلب الدعاء لامطار تنقذ ما تبقى من غابات وحيوانات في استراليا ، جاء ذلك بعد ان أعلن رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون سابقا أن حكومته استدعت 3000 جندي في الاحتياط للمساعدة في مكافحة حرائق الغابات التي تلتهم أنحاء واسعة من القارة، في تعبئة غير مسبوقة في تاريخ البلاد.
من جانب اخر ، يقول مطلعون في هذا الخصوص ان البعض من رواد مواقع التواصل الاجتماعي يريدون فقط تعبئة الوقت المتاح لديهم ، اضافة الى مساعي البعض لكسب الاعجابات والمتابعين والشهرة ، وان القضية - وفق المطلعين - ومهما فاقت اهميتها فانها قد تستمر لدى بعض الرواد ليوم واثنين- كحد اقصى- ولكن سرعان ما تتلاشى.
هذا ويرى البعض الاخر ان هذه المواقع ساهمت في خلق "المواطن الصحفي" الذي يبدي رأيا قد يكون خاطئا في بعض الاوقات ، وفي اوقات اخرى يزيد من سوء الوضع خاصة ان بعض الامور الحساسة تتطلب من المواطنين التأني فيما يقولون.
من الجدير ذكره انه بلغ عدد مستخدمي الانترنت في الاردن حوالي 8 ملايين مستخدم ، 96 % منهم من جيل الشباب الذين  يستخدمونه بشكل يومي ، فيما بلغ عدد مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي 2.7 مليون مستخدم اي بنسبة 25 % من عدد السكان البالغ قرابة الـ 10 ملايين نسمة ليحتل الاردن المرتبة الاولى عالميا  من بين اكثر 50 دولة تستخدم منصات التواصل الاجتماعي.