النسخة الكاملة

ما وراء مقتل سليماني ؟

الخميس-2020-01-04
جفرا نيوز - جفرا نيوز -  عندما تكون رجلاً ثانياً أوثالثاً،على رأس قوة تأتمر بأمرك،ثُمّ تكبر أكثر من حجمك،وتصبح صاحب مشروع مستقل،وطموح كبير،فحتماً سيتمُّ تصفيتك،بتواطؤ بين العدو والصديق،وهذا تماماً ما حدث لسليماني.

فأنا أعتقد أن سليماني كان يتهيّأ ليكون برايمر جديد،ويحكم العراق بالحديد والنار،وهذا ما بدا جليّاً في طريقة التعامل مع المتظاهرين العراقيين،وإطلاق النار عليهم بالجملة،هذه كانت أوامر سليماني والمهندس والخزعلي،ولا يهم أن الشارع الشيعي هو الذي يتظاهر،فالمهم أن تبقى على ظهر الحصان بأي ثمن،وتدوس كل من يعترض طريقك.

اعتقَدَ سليماني أنه آن الأوان لإخراج أمريكا من العراق،وحال غروره بينه وبين الإدراك أن هذا هدف اخرق وأن السعي لتحقيقه يشبه الركض في حقل ألغام.

ولم يُقدّر حجم رد الفعل الأمريكي،وأن الوجود الإيراني في العراق،هو برخصة أمريكية،وحين دفع بجحافله إلى السفارة الأمريكية،غاب عنه أن المنطقة الخضراء أنشأها وحصّنها الأمريكان،لحماية،الدمى الإيرانية التي نصّبوها على عرش العراق،وأن اقتحامها يشبه اقتحام ولاية أمريكية.

طبعاً كان هناك تسريب أمني،ربما يقف وراءه المرشد نفسه،للتخلص ممن صدّق الكذبة،واعتقد أن إيران ستخوض حرباً مع أمريكا،وحين يتقمص العسكري دور السياسي،ويأخذ زمام المبادرة بالنيابة عنه،فهذا مزيجٌ قاتل.

وعليه فإن مقتل سليماني أنقذ إيران ومرشدها من حرب غدت وشيكة على أرض العراق.

حتماً سينتقم المرشد،ولكن انتقاماً شكلياً من البرذعة لا من الحصان،وهذا ما تنبيء به تصريحاته عقب اجتماع مجلس أمنه القومي،بأن دائرة الإنتقام ستتوسع.

ولكن الأخطر من ذلك بأن دائرة النفوذ الأمريكي ستتوسع داخل العراق وفي الامتداد العربي،بينما تنكمش دائرة النفوذ الإيراني على نفس الرقعة،لأن هذه الرسالة موجهة ضمناً إلى نصر الله في لبنان والحوثي في اليمن،وأعتقد أنهما استلماها وقرآها جيّداً وبتمعن.

وبتعبيرٍ آخر فأمريكا قالت لإيران باختصار" كش ملك"


© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير