النسخة الكاملة

تونس تطارد سهى الطويل أرملة عرفات بتهم فساد

الخميس-2011-10-30
جفرا نيوز -

جفرا نيوز - أعلن قاضي التحقيق في المحكمة الابتدائية التونسية أنه أصدر مذكرة اعتقال دولية بحق سهى عرفات أرملة رئيس السلطة الفلسطينية الراحل ياسر عرفات، للاشتباه بضلوعها في تجاوزات وفساد مالي أثناء فترة إدارتها للمدرسة الدولية بقرطاج التي كانت تمتلكها في عهد الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي .

وذكرت وكالة "سما" الفلسطينية ان المحكمة التونسية وجهت لسهى عرفات تهمة استغلال شبه موظف لوظيفة الاستخلاص، فائدة لا وجه لها لنفسه أو لغيره أو للإضرار بالإدارة.

وكانت الاتهامات في القضية نفسها تشمل زوجة بن علي ليلى الطرابلسي وعدداً آخر من المسؤولين التونسيين السابقين .

ويشار الى ان الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي كان اصدر قرارا بسحب الجنسية من سهى عرفات وهي التي كانت منحتها لها في سبتمبر/ أيلول 2006 .

و لم تُورد الحكومة التونسية وقتها أي توضيحات لأسباب أمر الرئيس بسحب الجنسيّة من سهى عرفات هكذا بشكل مفاجئ ولا الهدف من ذلك ، لكن مصادر قانونية قالت إنّ سحب الجنسيّة نجم عنه فقدان أرملة الرئيس الفلسطيني لعديد حقوقها المادية و المعنوية في تونس كمواطنة تونسية .

وحينذاك قالت مصادر فلسطينية وتونسية ان الخلاف بين سهى عرفات وليلى الطرابلسي حول ملكية المدرسة الدولية في قرطاج كان وراء سحب الجنسية وطرد عرفات من الأراضي التونسية حيث كانت تقيم مع ابنتها زهوة منذ العام 2004 .

وبعد وفاة عرفات كان الرئيس التونسي منح ارملته سهى وابنتها قصرغمارث الفخم الذي يطلق عليه اسم "قصر السعادة" للعيش فيه.

ويكشف كتاب "في ظل الملكة" الصادر عن دار نشر ميشال لافون لكاتبه (أو بالاحرى راويه) لطفي بن شرودة الذي كان يعمل طاهيا في قصر قرطاج وكانت اختارته ليلى الطرابلسي لخدمتها عن علاقة سيدة تونس الاولى السابقة مع سهى عرفات.

وورد في الكتاب الآتي:

"عندما لجأت سهى عرفات الى تونس بعد وفاة زوجها ياسرعرفات، ابدت ليلى تجاهلها على التعاطف واللطف ووضعت بتصرفها قصر غمارث واعطتها الجنسية التونسية وجواز سفر. وقررت ان تؤسس معها "الانترناشيونال سكول اوف قرطاج"، ونشأت صداقة بين السيدتين الى درجة ان ليلى ارادت تزويج سهى من شقيقها بالحسن، وحثته على الطلاق من زوجته لهذه الغاية. وطلبت من نعيمة والدة صخر الاقتراب من سهى للوقوف على حقيقة مشاعرها ومعرفة رأيها بالموضوع. فليلى بطبيعتها حذرة.

واصبحت نعيمة صديقة ليلى المطلعة على كل خفايا القصر، كاتمة اسرار سهى، التي لاحظت طمع ليلى وكانت تواجه صعوبة بالتأقلم معها في تونس، ليلى كانت تتدخل في كل شؤونها. واطلعت سهى نعيمة على ما يعتمر في قلبها، وسارعت نعيمة لابلاغ ليلى.

سهى لم تأخذ حذرها وعندما دعاها القذافي لزيارة ليبيا، اقترحت على نعيمة مرافقتها، ظانة انها صديقتها الوحيدة. ولم يحضر على بال سهى ان بن علي وليلى قد طلبا من نعيمة ان ترافق سهى تحت اية صفة.

فخ بن علي لسهى

اللقاء مع الزعيم الليبي تناول القضايا الدولية ومسألة الممرضات البلغاريات، وعبر مسؤولون ليبيون عن تطلعهم لان تدفع السلطات الفرنسية تعويضات كبيرة. اما القذافي فقد كان مسرورا لانه اخضع السلطات الفرنسية واذلها من خلال اجبارهم على التفاوض معه، كما انه كان يأمل في عودة ليبيا بقوة الى الساحة الاوروبية، وهذا ما قام به في وقت لاحق عندما نصب خيمته في روما.

ويمكن لمن يعرف القذافي ان يتخيل كم كانت سعادته كبيرة عندما نال من كبرياء فرنسا.

اذن غادرت نعيمة مع سهى الى ليبيا، وتمكنت من حضور اللقاء بين العقيد الليبي وسهى عرفات، التي قالت له انها بحاجة اليه، وانها لا تخفي عليه شيئا.

لدى عودتها الى تونس استدعاها بن علي وليلى الى القصر الجمهوري وامرها بن علي بمغادرة الاراضي التونسية على الفور وصادر الجواز التونسي. لقد نقلت نعيمة لها حرفيا كل ما قالته سهى خلال لقائها مع القذافي، وحيث تحدثت بفظاعة عن عائلة بن علي.

وردت سهى بالقول ان نعيمة قالت اشياء لا تختلف عما قالته للقذافي، فقال الرئيس ان كل ما قالته لك "تم بناء على طلبنا لاننا نصبنا لك فخا"!

سرقة ملايين سهى

وحسب الكتاب المذكور .. غادرت سهى عرفات تونس ذليلة مكسورة بعد ان استولت ليلى منها على ملايين الدولارات وتولت ليلى ادارة «الانترناشيونال سكول اوف قرطاج»، حيث حاولت الظهور بمظهر المرأة النشطة، وكانت تذهب كل يوم الى المدرسة.

وعينت ليلى بن علي لإدارة المدرسة بعض الاقارب والاصدقاء مثل ابنتها جليلة، واسماء محجوب المعروفة بتأييدها للرئيس خلال الانتخابات الرئاسية سنة 2009، وحيث جمعت مبالغ كبيرة من التبرعات بعضها مشبوه، وقد ذهب قسم من هذه الاموال الى حساباتها. وكان غالبية طلاب المدرسة من ابناء البورجوازية المحدثة في تونس لكن سرعان ما تم اقفال المدرسة.

* وفي الاخير، يشار الى ان موقع "ويكيليكس" كان بث برقية موجهة من سفير الولايات المتحدة بتونس إلى الخارجية الاميركية جاء فيها أن السلطة التونسية صادرت حوالي 2.5 مليون يورو من أرملة الزعيم الفلسطيني الراحل سهى عرفات وطردتها بعد أن سحبت منها الجنسية التونسية، وذلك بسبب خلاف حصل بينها وشريكتها في مدرسة خاصة، ليلى الطرابلسي زوجة الرئيس التونسي زين العابدين بن علي سنة 2007.

ونقل موقع "ويكيليكس" أن سهى عرفات اتصلت بالسفير الأميركي وأعلمته أن سحب الجنسية التونسية منها ومصادرة أملاكها تم بأمر من ليلى الطرابلسي.

© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير