النسخة الكاملة

وسائل التواصل الاجتماعي مابين العابثين ونصرة الفاسدين والتشهير بالشرفاء

الخميس-2019-12-24
جفرا نيوز - جفرا نيوز - باتت وسائل التواصل الاجتماعي التي غزت بيوتنا وحياتنا وساعات يومنا كسلاح ذو حدين يربطنا بالعالم بأكمله حيث انه بكبسة زر واحدة ، نتصفح اخبار المعمورة ونحن قابعين في مكاننا لكنه ناقوس فتنة ومشعل للفوضى في نفس الوقت ..

ولأن العرب يمتلكون بلاغة وامتهان الحديث على الرغم من تحلل وضياع المخزون اللغوي لديهم الا انهم ما انفكوا عن هذه العادة ، فعلى سبيل المثال ما ان يتم نشر أي محتوى لموقف او حدث هنا وهناك حتى تنهال التحليلات السلبية والتنبؤات الغريبة ؛ وهذا الحال ليس بالضرورة تعبيرا عن غياب وجود المثالية بقدر ما هو تعبير عن غياب الثقافة والوعي في فهم زوايا الأمور وحيثياتها وابقاء مسافة لحسن الظن الى ان تتضح الرؤية عن قرب ..

وكحال سائر العرب ، فإن الكثير من اطياف الشارع المحلي ؛ ما بين مؤثر واعلامي وصحفي وناشط يبدأون في دغدغة مشاعر الشعب عبر تصويب الاسهم نحو شماعة الحكومة والشخصيات التي بدلا من نقدها بموضوعية لا بد من جلدها صبحا وعشية بلغة غير منتظمة او دقيقة . .

وهذا بالضبط ما حدث بعد أن نشر فيديو مزعوم بأن الشخص الذي بالمقطع هو اللواء الركن حسين الحواتمة المدير العام للأمن العام ؛ والذي تسلم منصبه الجديد قبل أيام ، وبحسب الفيديو فإن هذا الرجل ترجل من سيارته وقام بانزال شخص بطريقة عسكرية تقوم على الضبط والتدخل السريع ..

لطالما يعجز الكثير من الناس عن النظر الى الجزء المفقود من اللوحة ، او الاطار الكامل للمشهد ، او البحث في زاوية لا يراها الجميع ، وهذه الحروف لا تعد تلميحا للدفاع عن شخصية الحواتمة ، بل دفاعا عن ذات الفكرة التي باتت منزوعة من وعي المجتمع لعدة اسباب ..

في الواقع ان شخصية عسكرية بهذا الحجم ( خبرة ومنصبا ) ستكون - دون أدنى شك - أذكى من التعامل بدون لياقة نفسية ، واعقل او ارحم من ان تتعامل ببطش وتجبر او تمارس السلطة بغوغائية ، فلو افترضنا غياب التواضع فلا يمكن للروح العسكرية التي يصعب استفزازها ان تغيب ، ولو افترضنا - لنجاري كلمات النشطاء المؤججة - وجودا لحب السلطة فإن العقلية التي تمتلك هذه الخبرة والوفرة الكبيرة من الذكاء لا يمكنها الخروج على الملأ والتصرف بتباهي - كما وصفوه - في زمن اصبح الجميع يحمل هاتفا حديثا يصور هنا وهناك ، ومهيأ نفسيا وعقليا لتصوير كل شي من باب الفضول وباب الهواية واخر التشهير ، فهذا العمر والخبرة والمنصب والدراية على اطلاع تام بالبيئة المحيطة ..

ولأن الصورة ناقصة والرواية غير مكتملة بل هنالك شهود عيان يؤكدون ان الرجل الذي قام الحواتمة بايقافه كان تحت تأثير الكحول ؛ فلماذا نحمل الامور ما لا تحتمل ؟!، ولماذا نصفق لكل قارع لطبول النقد والتشهير دون ان نتأكد من صحة ما نشاهد وبعد ان نشاهد نعرف جيدا تفاصيل ما حدث .. ؟؟

بعيدا عن رأي المنتقدين للمشهد وعن رأي المؤكدين من شهود عيان لأحقية مافعله الحواتمة حين استخدم سلطته كرجل امن لايقاف سائق ثمل ، يجب ان نميز بين كل ما نراه ونسمعه فلا نصدق كل ما نسمع ولا نتقوقع في وعينا بكل ما نشاهد ، فهذه الشخصيات الكبيرة وتحديدا العسكرية منها تملك الكثيرة من الجهوزية في التعامل مع العامة والمواقف الصعبة والظهور امام الجمهور والرأي العام ولها باع طويل في الخطاب والجواب وسرعة البديهة وادارة الموقف واتخاذ القرار فكل من خدم في الاجهزة العسكرية وبرتب عليا يدرك حجم الدورات المتخصصة والمشاركات الدولية التي ينتسب اليها كل صاحب رتبة رفيعة ليصل الى خلاصة يختزل بها الخبرة والمهارة في آن معا ..

فدعوا عنكم يا مدججي سلاح الفتنة ، والنقد الهدام ، وقادة صفحات الوسائل الاجتماعية نحو المجهول ، فالحواتمة أذكى واعقل واقدر من مهاترات المؤججين والمتصدين ..

ونقولها وللمرة الألف هنالك من يغطي الفاسدين ويهاجم الشرفاء في بلدي وهناك من يضخ المال ليمتطي جواد الرأي العام طامعا ومخربا وعابثا

#روشان_الكايد
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير