النسخة الكاملة

الشهيد الطيار معاذ الكساسبة

الثلاثاء-2019-12-24 02:36 pm
جفرا نيوز - جفرا نيوز- بقلم الإعلامي العميد المتقاعد هاشم المجالي .
قال تعالى (وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169). صدق الله العظيم .
في مثل هذا اليوم من هذا الشهر كلنا يذكر انه تم أسر الشهيد الطيار معاذ الكساسبة من الدواعش ، وكلنا يعلم ويتذكر في هذا اليوم الذي وقف فيه الشعب الاردني مع القيادة وقفة رجل واحد، وكلنا يعلم ايضا المواقف البطولية التي سجلوها أهله من زوجته ووالده وأعمامه وإخوته ، لقد اعلنوا ان معاذا عندما اراد ان يصبح طيارا مقاتلا لم يكن بفكره وعقله ان يستعرض بمهنته او ان يتفاخر بها او أنه يبحث عن مردودا ماديا من ورائها ، معاذ دخل كلية الطيران ليكون مشروع شهيد وليدافع عن الوطن امام اعدائه من الخارجين والمتربصين له ، معاذ في كل طلعة تدريبية او قتالية كانت ، كان مثل الصقر يجوب السماء ليبحث عن الفرائس التي تريد ان تنتهك حرمات الوطن وتدمره ، معاذا كان صقرا للعدو متحضري .
معاذ لم يكتسب هذه المعنوية والولاء والانتماء من تلقاء نفسه ، وانما كانت هناك اسرة وعشيرة ووالدة ووالد واعمام واخوة له وطنيين ومنتمين ،  تربوا وعاشوا على تعليم أولادهم كيف أن حب الوطن والدفاع عنه لابد ان يقترن بالاستعداد للتضحية بالأنفس والأموال  .
عندما تم الإعلان عن أسر الشهيد معاذ من الدواعش ،كلنا يذكر أن   القلوب قد بلغت الحناجر  وان الأبصار قد شخصت ، وبدأ الشعب الأردني مصدوما حزينا لما قد يحدث مع الشهيد معاذ من هؤلاء المجرمين القتلة و الخارجين المارقين على الإسلام وتعاليمه ، وهنا بزغ والد الشهيد معاذ  وعمه اللواء فهد الكساسبه ووالدته وزوجته وإخوته ورفعوا راية الولاء والانتماء والتضحية للوطن ، واعلنوا ان معاذا كان يريد الشهادة في سبيل الله والوطن وقد نالها ، واعلنوا انهم كعشيرة كبيرة واسرة صغيرة سيحاربون بكل ما اوتو من قوة كل الخارجين الداعشيين وكل من تسول له نفسه النيل من الوطن وشعبه وقيادته ، كما أنهم صرحوا بأن لديهم الكثير من الأبناء الذين ينتظرون دورهم بالشهادة بعد معاذ للدفاع عن الوطن وشعبه .
لا يمكن لأي كان أن ينكر ما قام به ذوي الشهيد معاذ الكساسبة من مواقف رجولية  وبطولية ليسجل لهم بالتاريخ بأنهم  ضربوا انواع الامثلة من ضروب البطولة والفداء في حب الوطن والانتماء له . واذا أردنا قياس ما قدموا للوطن مع ما قدمه معاذ فإننا نجد انهم قد سبقوا معاذ وتجاوزوه بحبهم وولائهم للوطن ، وكيف لا يكون ذلك وهم من ربوا معاذا وعلموه ان يكون مشروع شهادة لأجل الوطن  .
واتمنى ان نرجع بذاكرتنا الى تصريحاتهم ومواقفهم عندما كانت الناس تأتيهم معزيين حيث كانوا هم من يرفعون المعنويات للشعب ويقدمون من المواقف التي لا يمكن لأي منا ان ينساها أبدا وذلك برفع المعنويات وبذل كل ما هو غالي ونفيس في حب الوطن .
وأخيرا هل نحن بحاجة الى شهداء لأجل الدفاع عن الوطن من أعدائه  بالداخل من الجونيات الذين ينهشونه ويدمرون كل مقدراته ويمصون دماءه وهم يتغنون بأنهم هم من عمّر الوطن وانهم الأحرص عليه من أبناءه.
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار من معاذ الكساسبه وسائد المعايطة وراشد الزيود ومعاذ الحويطات وغيرهم ممن قدموا للوطن أرواحهم .
 والخزي والعار للجونيات الذين لا يعرفون من الوطن إلا نهب الدينار والدولارات.
 
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير