هبوب الجنوب يكتب : الأسمر البدوي

جفرا نيوز - جفرا نيوز - خاص -  كتب هبوب الجنوب 
اللواء حسين الحواتمة ... تحية وبعد :-
تابعت ما حدث معك , مجرد توقف وصراخ ...في شارع عام , لم يخدش أحد ولم تحدث إصابة , ولم يتضرر أحد من المارة ..ولكن الدنيا قامت ولم تقعد ....لنفترض أن ما حدث كان خارجا عن العقل وثورة للغضب , أصلا أجمل ما غنت أم كلثوم (ثورة الشك) للشاعر عبدالله الفيصل ...وهل محرم علينا أن نغضب ولو مرة في العمر ؟..فاغضب إذا .
الليبراليون يا سيدي , لم يوقفوا سيارة في شارع عام , بل أوقفوا الهوية وسددوا عليها وشطبوا وحضورها ,لاحظ حديثهم ..إما عن الخبز أو البنزين , أو ارتفاع الفائدة أو العقد الإجتماعي ...ولكن هل يعرفون ماذا تعني جملة : (بني حميدة ذباحة الدول) ..هل يعرفون بعضا من شعر عرار .. أو ألم كليب الشريدة ! ..هل يعرفون حسين الطراونة وكيف أسس معارضة على إيقاع القلب ..وكيف كانت العروبة ديدنه وكان الإسلام نبضه ..هل يعرفون علي خلقي الشرايري ...؟ ..هل قرأوا وصفي التل حين أسس مشروعا وطنيا لصيانة الوجدان ..وقال ذات ضحى: للدولة سيادة على الوجدان , وأصرعلى أن الأردني هويته متجذرة وثابتة ولا تقبل الشرذمة أو البيع أو التأجير ...لو كنت من عشائر الليبراليين الجدد يا سيدي الباشا , لبررت أمريكا لك ما فعلت ..ولكنك البدوي الأسمر رهين خطاك , ورهين وجعك ..ورهين ذيبان التي تجيد الرفض ولا تجيد الإنحناء . صار الأسمر البدوي إذا اعتلى مؤسسة في الدولة , يتحضر له الذباب الإلكتروني ..والذباب أنواع : منه ماهو (اخونجي) ..ومنه من هو حاقد على الأرض والإنسان ومنه من يأتمر بإمرة أسيادة سماسرة وجواسيس (الأن جي أوز) ..ومنه من ينتفض لتركيا إذا احتلت أرضا عربية وينسى قضايانا , ومنه من حضرت إسرائيل في عقله ويده ولغته ..وهؤلاء هم الكتائبيون الجدد , وقد أصبح حضورهم طاغيا في المشهد ..وقد رجموني قبلك يا سيدي الباشا , فأنا ابن الأرض ومنها , ولي وطن وهوية وتاريخ وحضور ..وهم يكرهون الهمزة التي توضع فوق الألف في الأردن , فكيف سيحبون التاريخ إذا ..؟
سيدي الباشا ..
ثمة من هم من (ربعنا) للأسف كانوا قساة وقلبهم كان مثل الفولاذ عليك , وهؤلاء هم الذين عرى سعد جمعه رحمه الله صورتهم , حين كتب كتابه الشهير (مجتمع الكراهية) ...وثمة أناس أرادوا (هيصة) فقط من أجل اتهام الهوية ليس إلا ..يريدون أن يظهروا الأردني بصورة المتمرد والعبء على الدولة , كمقدمة فيما بعد لتمييع هذا البلد ولإنتاج الشعوبية الجديدة التي دمرت الدولة العباسية ..والشعوبية يا سيدي هي حالة وحزب وموجودة في المؤسسات والجمعيات والأندية ..وقد اخترقت كل شيء لدينا , وبقي الجيش والأمن هما المؤسستان الوحيدتان التي لم تخترقهما ..وربما كانت شيطنتك والهجوم عليك مقدمة ...لإقناع أمريكا ومن والاها من (غربان البين) ..بأن ما حدث في القطاع الخاص من الممكن أن يحدث في الأمن , فالأردن بنظرهم شركة وليس وطنا .
سيدي الباشا ..
مشكلتك في سمرتك , وبداوتك ..ومشكلتك أنك لم تسجل على نفسك أو على قوات الدرك قطرة دم أردنية واحدة , وكانت هنالك محاولات ضخمة لإنتاج صدام بين الدرك والناس ..وكنت فطنا ذكيا , وتجاوزت المؤامرة ...ومشكلتك أنك أيضا اتبعت أسلوب الإحتواء في البؤر والمحافظات العشائرية , وكانوا يريدون منك الصدام وتكسير الرؤوس ..وأنت استوعبت الأمر ولم تنتج صداما , كانوا أيضا يريدون عبر أزمة المعلمين إنتاج ضحايا ..وإنتاج مطاردين , كي يقولوا للعالم : شاهدوا قسوة الأردني وجبروته , وأنت تجاوزت الحالة أيضا ..وقلت لهم : إن كان هنالك من ضرورة للدم فنحن سندفعه وليس الناس ...لهذا كرهوك , ورتبوا لك الذباب الإلكتروني ...واغتيال شخصك .
لكنهم فوجئوا بالفزعة التي حدثت لأجلك ...على كل حال ستتعبك سمرتك , وسيتعبك لسانك فهو لم يغير اللكنة , وقبضتك هي الأخرى ستتعبك ..فما زلت يافعا بوجه الريح وتستطيع مقاومتها , وسيتعبك وطنك ..فهو مثلك متعب حد النزف ..
لكن ما يعزينا في الأمر هو مقولة ظل أهلنا يرددونها من (100) عام وهو وهي : (بني حميدة ذباحة الدول) ...حتى وأن كثرت السكاكين في صدر هويتنا وفي صدر وجودنا .....(بنو حميدة ) سيبقون , كما عهدناهم السيف والشكيمة والصبر .والخنجر في صدر العدا .
لك سلامي أيها الأسمر البدوي .