"زها الثقافي" مساحات آمنة وبرامج تدريبية وفرص عمل للمئات .. والنتجية لا تكريم واغفال للانجازات !

جفرا نيوز - جفرا نيوز - شادي الزيناتي
لست اعلم من الشخص او الجهة التي تقف خلف عدم اظهار الانجازات الكبيرة التي حققها مركز زها الثقافي على امتداد الوطن للرأي العام وللجهات العليا في الدولة الاردنية ، سواء كانت تلك الانجازات على صعيد  تقديم مساحات آمنة للأطفال او ملتقى لهم ولعائلاتهم وللمجتمع المحلي، مرورا بالبرامج العديدة جدا التي يقوم بتقديمها لهم من تدريبات على مستوى عالي من الكفاءة والمهارة وختاما بتوفير مئات فرص العمل سنويا للشباب الجامعي
رغم ان المركز يتبع إداريا لأمانة العاصمة إلا أن القائمين عليه مؤمنون بأن الشراكة مع المجتمع المحلي والجهات الداعمة لها كبير الاثر بتحسين نوعية الخدمات والبرامج المقدمة للمستفيدين من المركز الذي وصل تعداد فروعه الى 22 فرعا بكافة مناطق المملكة وصولا للمناطق الاقل حظا وهذا ما بدأوا العمل عليه واستطاعوا خلق شراكات عديدة مكنتهم من دعم موازنتهم واستمرارية تقديمهم لبرامجهم التدريبية 
موازنة المركز التي تقدر بنحو 8 ملايين دينار لا تزيد نسبة الدعم الحكومي منها عن النصف وربما أقل ،تطمح إدارة المركز من خلالها على بناء مراكز جديدة في العام المقبل وإعادة تأهيل البعض الاخر ، وزيادة في البرامج التدريبية للأطفال من خلالها لخلق مساحات امنة فكرية وتعليمية وتثقيفية حرصا منهم على تقديم كل ما هو مفيد للجيل المقبل
المطلّع على ما يقوم به مركز زها سيشعر حتما بالفخر لما تقدمه هذه المؤسسة غير الربحية والحكومية بذات الوقت من خدمات وبرامج تتماهى مع الرؤى الملكية السامية بدعم الشباب وتمكين الاطفال وخلق جيل مثقف واعي ويحمل في طيّاته الاجندة الوطنية والهم الوطني ،ليقود المسيرة ويساهم في اعمار الوطن ، في المقابل سيشعر بكمّ الاسى والاحباط لعدم التفات الجهات الحكومية ومؤسساته للمركز ودعمه ماليا او اعلاميا او حتى تكريمه لما يقوم به من انجازات لم تقدمها وزارات باكملها
الدعم الملكي الكبير والتحفير العالي الذي تحظى به هذه المراكز من جلالة الملك والملكة ، التقطته إدارة المركز التي آمنت بالرسالة الملكية ودعمها ورؤاها ، حيث استنفرت كل طاقاتها لترسم لوحة اردنية انسانية على قدر عالي من الحرفية الانتاجية على كافة الصعد الفكرية والعملية والثقافية في ظل غياب تام للدعم الحكومي
 مراكز زها المنتشرة تسعى دوما للمشاركة الفاعلة مع المجتمعات المحلية لما لها من اثر بتعزيز روح المواطنة وغرس القيم المثلى لدى افراده وقيم التآخي والترابط والتعاون فيما بينهم من خلال الفعاليات التطوعية النوعية التي تقوم عليها
هذا المركز الذي قدم خدماته لأكثر من مليون ونصف طفل ، عاد الكثير منهم ليكون مدربا او مشاركا او متطوعا في ذات المراكز سينقل تجربته الناجحة للجيل اللاحق ، من دورات اكاديمية واخرى مختصة بالابداع الفني والتقني والتكنولوجي الاشغال اليدوية وغيرها من المجالات والتخصصات
كما كان للمركز بصمات حقيقية في المجتمعات المحلية من خلال انشاء الحدائق الآمنة في اكثر من 30 حديقة في العاصمة ومحافطات المملكة ، انشاء نحو 25 غرفة لألعاب الاطفال في المستشفيات الحكومية والعسكرية في كافة محافظات المملكة ، واعادة تأهيل مراكز صحية ومراكز امومة وطفولة وتحسين رياض الاطفال من خلال تنفيذ 13 روضة أطفال في المحافظات ، كما انشأت مدرسة شركة البوتاس النموذجية للشلل الدماغي في الكرك وغير ذلك من المشاريع الهامة كـ "فرصتي للتعلم" في مستشفى الملكة رانيا
ولم يقف الامر عند هذا بل قامت "زها" بتأهيل مشاريع ابداعية للشباب ضمن مشروع زها الشباب ، الذي يهدف لايجاد مكان مخصص لتقديم برامج ابداعية للشباب لتمكنهم من دخول سوق العمل بنجاح ، حيث تم افتتاح عديد مراكز الشباب في مختلف مناطق المملكة ، اضافة لانشاء مركز للارشاد الاسري استفاد منه آلاف الافراد من خلال عقد عشرات ورش العمل ومئات الجلسات الاستشارية الاسرية تحت اشراف اخصائيين متمرسين وعلى قدر عالي من الكفاءة
ويقدم مركز زها ايضا للمجمتع المحلي قاعة تختص لاقامة حفلات اعياد الميلاد برسوم رمزية في متناول الجميع حيث استفاد من خدماتها نحو 4 الاف شخص ، اضافة للمسرح الداخلي الذي تقام عليه عديدالفعاليات التي استفاد منها اكثر من 60 الف شخص خلال العام 2018
هذا المشروع الوطني الهام والناجح الذي انشيء بتبرع كريم من السيدة زها منكو ايمانا بان الطفل هو اللبنة الاساسية للمجتمع والاسرة ولضرورة ان يجد الطفل ذاته وقدراته من خلال برامج تحفيزية تقدم لهم ليكون عونا باكتشاف ذاتهم ، ان الاوان ان يتم تكريمه وتقديمه بصورة اكثر احتراما تتوائم مع ما يقدمه من نجاحات وما يبذله من جهود وطنية كبيرة تؤثر في بناء المستقبل والمجتمع وتخلق عديد فرص العمل وتهيء كل ماهو متاح وعصري للطفل ليشتبك مع العلم والمعرفة والثقافة الداخلية وحتى الخارجية والتي يقوم المركز بتأمينها من خلال قيامهم بتنظيم رحلات للاطفال حول العالم ليكتشفوا الثقافات والمعرفة عن قرب
  اليوم وفي الاردن عديد المؤسسات يتم دعمها بالملايين وأخرى يتم تكريمها بأوسمة وغيرها دون ان ترقى او تصل لنصف ما تقدمه مراكز زها الثقافية للوطن والمجتمع ، ولا نعلم مالسبب رغم ان الخطة الشمولية للمراكز وما تقوم به هي حقيقة وعلى ارض الواقع تنفيذا للرؤى الملكية لسيد البلاد وتتماهى تماما مع المبادرات الملكية التي تطلقها جلالة الملكة وسمو ولي العهد
هذا الصرح الاردني المميز يجب ان يتم دعمه ليتمكن من المضي في مسيرته التنموية واتمام برامجه الهادفة والكبيرة الطموح ، ويجب  الالتفات اليه من خلال تكريم يليق بمنجزاته الحقيقية الظاهرة للعيان دون وجل او تزييف للحقائق ، فلمصلحة من يتم طيّ انجازاته وعدم منحه استحقاق تم الوصول اليه بجدارة ؟