الديمقراطيون الأمريكيون وصفقة القرن البديلة
الخميس-2019-12-23

جفرا نيوز -
جفرا نيوز - الرئيس ترمب يترنح على وشك السقوط، ويتعرض لمحاكمة مذلة،ويدافع عن نفسه هو وبطانته المقربة بلسان كليل،بنبرة من سلّم بالأمر الواقع،ونتنياهو بالمثل ،وإسرائيل في نفق أزمة سياسية،وحتى أن جون كيري وزير الخاجية الأمريكي السابق نصح العرب المعنية بالاتتظار أو التسويف والمماطلة لما بعد الإنتخابات الأمريكية.
لماذا إذن نهرول للطاولة الأمريكية الإسرائيلية،وهم في أقصى حالات الضعف،وكل ما يريدون هو تسجيل هدف في الوقت الضائع،وقبل صافرة النهاية.
دعنا نناور إذن لكسب الوقت الضائع،وندعوا في سرّنا أن تتبدل المعطيات ويهوي ترمب ونتنياهو إلى غير رجعة،وحينئذ فلكل حادث حديث.
ولا تزال علامة الوقوف التي وضعها ياسر عرفات على أسوار القدس ماثلة لم تسقط،وتحذر الزعماء العرب بحروف كبيرة وبلون أحمر صارخ.
ولذا فلن يرقص أحد منهم أقصد الزعماء العرب على هذه الحافة الخطرة لأنه لو تجاوز لافتة عرفات التحذيرية فسيسقط في الهاوية.
وحين يصوت الكونجرس الامريكي لقانون يطلب تزويده بأسماء قتلة خاشقجي،فهذا يؤشر في اتجاهٍ واحد،هو المزيد من الحصار لسياسات ترمب
ببساطة لأنه غير معني مباشرة بأمر القدس ولا ولاية له عليها أو وصاية وبالتالي فإن اعترافه بيهوديتها لن يزيد ولا ينقص.ومحاولة ترمب الخرقاء لسحب الولاية على الحرمين على الولاية على القدس لم تجد ارضاً تقف عليها حتى داخل السعودية نفسها،وعوضاً عن ذلك حاولت عبر إعلام موجه التقليل من قداسة القدس أو حتى نزع القداسة عنها بدل ضمها للمثلث المقدس ، ووجدوا في بعض الفزاعات الثقافية نصيرا ووليا ،مثل يوسف زيدان والذي زعم أن الأقصى في الطائف،فلم يجلب على نفسه إلا الهزء والسخرية.
وقد خرج جلالةالملك عبد الله الثاني غاضباً من عند ولي العهد محمد بن سلمان حين عرض مقايضة الوصاية الهاشمية على القدس بالمساعدات المالية. ومن ثمّ أعلن لاءاته الثلاث على عجل وبقطعية حاسمة،وفي حضور مؤسسة الجيش.
وإذن فالكل يدرك أن هذا مشروع خطر،والكونجرس الأمريكي يدرك أن خطوة كهذه ستصب في صالح الثورات العربية وستنزع عن السياسة العربية آخر ورقة توت.
وتغيير جذري كهذا يعني وضع مستقبل إسرائيل وحتى أمريكا ذاتها في مهب الريح.
ولذا فإن الصفقة الأرخص والآمن بالنسبة لأمريكا هو في التخلص من ترمب ونتنياهو،هذه هي صفقة القرن الحقيقية وأول بوادرها هو تصويت مجلس النواب الأمريكي لصالح عزل ترمب بأغلبية ٢٣٠ صوتا مقابل ١٩٨.
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
نزار حسين راشد

