النسخة الكاملة

إنتخابات نقابة الصحفيين وسيناريو التغيير المرتقب..

الثلاثاء-2019-12-17 12:34 am
جفرا نيوز -
جفرا نيوز- كتب:عوض الصقر الملفت للنظر أن حمى التنافس على مركز نقيب الصحفيين وأعضاء مجلس النقابة بدأت مبكرا للانتخابات التي ستجري في أواخر شهر نيسان القادم 2020، تماما على عكس ما كان يحدث في الدورات السابقة، حيث كانت حملات "التسخين" تبدأ مع بداية العام الذي تجرى فيه الإنتخابات. والملف للنظر أيضا أن هذه الحمى تشتد سخونة خصوصا بين المرشحين لمركز النقيب حيث تترد أسماء الزملاء راكان السعايدة (النقيب الحالي) وطارق المومني (النقيب السابق) والزميلة فلحا بريزات التي تدخل معترك التنافس للفوز بمنصب النقيب لأول مرة كنشمية تمثل الجنس الناعم، ليس على مستوى نقابة الصحفيين فحسب بل أيضا على مستوى جميع النقابات المهنية في الأردن.  وما يلفت الإنتباه أكثر هو الزخم الإعلامي الذي تحظى به المعركة الانتخابية، وتحديدا لمركز النقيب، فالزميلة فلحا تؤكد اصرارها، فيما يبدو، على تغيير معادلة هيمنة ذكورية النقيب، ولتحقيق هذه الغاية التقت، لحد الآن، بأعداد كبيرة من زملاء مهنة المتاعب في طول البلاد وعرضها: في المدن والبلدات والتجمعات السكانية من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال الأمر الذي يعكس جديتها للمضي في الماراثون الإنتخابي حتى النهاية.  ولتأكيد هذه الجدية فقد سطرت الزميلة فلحا تعهّدًا خطيًّا مشفوعا بالقسم لرفض أي منصب أو وظيفة عامة تُعرَض عليها خلال فترة ولايتها، فيما إذا انتخبتها الهيئة العامة نقيبًا للصحفيين، كما أكدت أنه سيكون هناك "رؤية برامجية تشاركية متكاملة منسجمة مع توجهات الزملاء والزميلات لإعادة هيبة النقابة وعناوينها المعيشية من دون انفكاك عن صون حرياتها، وسط مجتمع يبحث عن العدالة، ويسعى لتعزيز روافعها الإعلامية". وعلى مستوى الهيئة العامة فمن الواضح أن هناك حالة من التذمر الشديد بالنظر لإخفاق مجلس النقابة في التعامل مع التحديات التي يواجهها زملاء المهنة وخاصة وقوف المجلس موقف المتفرج من معاناة العاملين في الصحف الورقية التي تشهد تراجعا كبيرا إضافة إلى صمت المجلس تجاه قانون الجرائم الالكترونية وتنافس أعضاء المجلس على جوائز المسابقات الصحفية.. فهل يعقل، يا سادة يا كرام، أن يتنافس أعضاء المجلس على الجوائز المعروضة لتنافس أعضاء الهيئة العامة؟ وفي النهاية يتقاسمون الجوائز بينهم بمعنى، أنهم هم الخصم والحكم في ذات الوقت. والمتابع لسيناريو الانتخابات يلاحظ الشعارات الموغلة في التفاؤل في بيانات بعض المرشحين لعضوية المجلس، وهي، بالمناسبة، نفس الشعارات التي تكررت في جميع الانتخابات منذ عقود: إعادة الهيبة للنقابة وتحقيق المكاسب المادية والمعنوية للصحفيين وحق الحصول على المعلومة ومواجهة قانون الجرائم الإلكترونية وتنظيم المهنة..ألخ، ولكن، على الأرض، وبمجرد أن تعلن نتائج الفائزين يبدأ الزملاء الناجحون في البحث عن سبل تحقيق المكاسب والإمتيازات كالسفر والمياومات والتنافس على الجوائز.. ما هكذا تورد الإبل يا شباب..!!! ومن المفارقات العجيبة أن الصحفيين الذين يرفعون اليوم شعار التغيير هم أنفسهم  الذين ساندوا أعضاء المجلس الحالي، نقيبا وأعضاءا، أي أن أصدقاء الأمس أصبحوا، بقدرة قادر، أعداء اليوم.. فما الذي جرى وما هو سر هذا التحول.!!! وهنا يجب الإشارة إلى أن الصحفين هم الذين يشكلون الرأي العام وهم الذين يوجهونه، وبالتالي عليهم أن يأخذوا بزمام المبادرة ليكونوا في طليعة النقابات المهنية، وليس أن يتلكأوا في ذيل القافلة كما هو واقعنا الحالي المؤسف؟؟ فأين ذهبت الشعارات البراقة التي طرحت أثناء الحملة الإنتخابية؟؟ بالتأكيد تبخرب وذهبت أدراج الرياح. على العموم، تفصلنا عن موعد الحسم أشهر قلائل، فلعل وعسى يحدث التغيير المنشود الذي يتطلع إليه جميع الزملاء والزميلات في مهنة صاحبة الجلالة، كما يسميها البعض، وإن غدا لناظره قريب..
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير