النسخة الكاملة

العيسوي..قارىء نهم وعسكري منضبط يطارده صائدو الإشاعات

الأحد-2019-12-15 09:47 am
جفرا نيوز - جفرا نيوز - خاص - علي سعادة
يناديه الملك باسمه يوسف حسن، ورغم أن منصبه الرسمي هو رئيس الديوان الملكي منذ حزيران العام الماضي، إلا أنه يعد رئيس المُبادرات الملكية والقائم على تنفيذها، ووفقا لسيرته الذاتية يعد أقدم موظف إداري في الدولة الأردنية وقد يدخل قريبا في الخدمة الرسمية عامه الستين .
قارئ نهم وكتوم يحفظ تفاصيل وأرشيف الاستخبارات العسكرية الأردنية ووثائق الديوان الملكي .
يوسف حسن العيسوي، العقيد السابق في القوات المسلحة الأردنية، شغل عدة مناصب في الديوان الملكي منها: مدير لإدارة الشؤون الإدارية والموارد البشرية، وقائما بأعمال أمين عام الديوان الملكي، ثم أمينا عاما للديوان، فمستشارا برتبة وزير، ورئيسا للجنة المتخصصة  بالسير بإجراءات تنفيذ المبادرات الملكية، وفي مرحلة لاحقة جمع ما بين مهام الأمين العام ومهام رئيس لجنة متابعة المبادرات الملكية حتى عين رئيسا للديوان الملكي.
وكعسكري فقد خدم الرجل في القوات المسلحة عام 1958، ويقال، بحسب شهادات  لبعض العسكريين والإعلاميين ولم يصرح بها " أبو حسن" شخصيا، بأنه كلف مع مجموعة من العسكريين للذهاب إلى بيروت، في الستينيات والسبعينيات ضمن مهام خارجية لحماية السفارة الأردنية من الاستهداف ثم عاد للأردن ونظم ديوان القيادة العامة للقوات المسلحة، وعمل في الأرشيف ودرب الضباط والأفراد . وفي مرحلة لاحقة عين مستشار الشؤون الإدارية لرئيس هيئة الأركان المشتركة في الجيش، والملحق العسكري في السفارة الأردنية بسلطنة عمان، والعمل في الملحقية العسكرية في بيروت ودمشق.
أتى به إلى الديوان الملكي الأمير الراحل زيد بن شاكر بداية التسعينات، وقام بحفظ وأرشفة  المساجلات والمراسلات والوثائق المتعلقة بالديوان الملكي .
يصنف  العيسوي كأبن شرعي للمؤسسة العسكرية الأردنية التي تحظى بمكانة خاصة في المجتمع الأردني، عاش معظم حياته في مخيم الحسين بعمان احتراما لرغبة والدته وحتى يبقى قريبا منها ولم ينقطع عن زيارتها .
ثارت حوله إشاعات كثيرة فندها بالتفاصيل حول تعيين نجله الأكبر في الجامعة الاردنية، وحول امتلاكه أراض وفتح شارع خاص للمرور إلى فيلا تخصه، وهي أقاويل كانت سببا في مقاضاته لعدد من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي بصفته الشخصية وليس الوظيفية، وحكمت المحكمة لصالحه.
يحاول البعض لصق الرجل ببعض رموز الخصخصة، مع أن الرجل كان ضابطا كبيرا ودخل الديوان الملكي في التسعينيات، والخصخصة وأصحابها هي نتاج سنوات بعد عام 2000، وكانت ذروتها بعد عام 2005.
يعتبر الديوان الملكي الهاشمي الدائرة الخاصة بالملك، ويعتبر العمل فيه نعمة ومكسبا عند البعض بوصفه أحد الأجهزة الفعالة في الدولة، إذ يعد  حلقة الوصل الرئيسية بين الملك وأجهزة الدولة (الحكومة، القوات المسلحة، الأجهزة الأمنية، والسفارات في الخارج).
بالإضافة إلى ذلك يمثل الديوان الملكي حلقة الوصل بين الملك والشعب، واتسع نطاق عمله في السنوات الأخيرة ليشمل مجالات مختلفة ومتنوعة، مثل الشؤون الاجتماعية والتعليم والعسكرية وغيرها، إضافة إلى بأمور إدارية وتنظيمية تتعلق بالأسرة الملكية.
ورغم أن الدستور لا يأتي على ذكر الديوان الملكي فهو  يعتبر الدائرة الملكية الخاصة، ويخضع للملك وحده، ورئيس الديوان غير مسئول أمام مجلس الأمة الأردني، أو أية جهة أخرى.
وبحكم وظيفته والمهمة الموكلة إليه ينفذ العيسوي عمليا ما يعلنه الملك من مبادرات  وتصريحات في اللقاءات التي يجريها مع جميع مكونات الشعب الأردني، ومتابعة ما يصل إلى صاحب الأمر والنهي من شكاوى ومطالب يتقدم بها الأردنيون من مختلف المناطق.
العيسوى كان من مدرسة  الانضباط العسكري الصارم والمتشدد، لم تسجل عليه مخالفة أمرعسكري أو تجاوز مرجع ، قد يكون ترقى ورفع من عسكري، وربما عمل خفيرا، أو رقيب خفر، أو سائق شاحنة، أو كوى ملابس، أو خياطا، أو طباخا، أو أية مسمسات أخرى، وقد يكون كلف بلعب دور حارس عمارة أو بائع على بسطة خضار ضمن بعض المهام العسكرية في فترة لم يكن يوجد فيها جهاز للمخابرات العامة في الأردن، لكن الرجل، الذي عادة ما يصفه من عرفوه بالعصامي، وصل إلى رتبة عسكرية كبيرة في الجيش منحت له على مدى سنوات خدمته العسكرية.
لن يسلم الرجل من النقد والأقاويل ومطاردته في أدق التفاصيل، فكما له مريدون ومقربون، هناك من لا يعجبه الحال فيبقى متوثبا متصيدا للرجل الذي يبدو أنه يعمل في الحياة المدنية تماما كما لو  كان لايزال يرتدي البزة العسكرية، يكون أو الحاضرين وأخر المغادرين، يعمل بناء على التعليمات، دون كلل أو ملل، متهيأ بانضباط عسكري للأمر الملكي.  
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير