النسخة الكاملة

هل سحبت حكومة الرزاز البساط من النواب وحرقت أوراقهم امام قواعدهم بعد إعلان زيادات رواتب الموظفين قبل مناقشة الموازنة؟

الأحد-2019-12-08 09:36 am
جفرا نيوز - جفرا نيوز - عصام مبيضين
هل سحبت حكومة الرزاز البساط من تحت أقدام أعضاء مجلس النواب في العبدلي، وحرقت اهم أوراقهم التي يمكن ان يناوروا فيها امام قواعدهم الشعبية المنهكة اقتصاديا وهي زيادات رواتب الموظفين والمتقاعدين؟
حيث جاءت الخطوة الاستباقية قبل ايام فقط من مناقشة الموازنة العامة دون التشارك معهم والإعلان عنها معا ، وهناك وصف يمكن ان يطلق على خطوة الحكومة، انها "ضربة معلم" والنجاح لها بالفكرة والسيناريو والتنفيذ في ان واحد.   فخطوة الحكومة الجريئة بالإعلان عن رفع الرواتب للقطاع العام ضمن برنامج معد سلفا بـ"صراحة" أحرج النواب وفق كل المقاييس والمعايير ، خاصة وان هناك  700 ألف مواطن أردني، حسب التصريحات الحكومية، سيلمسون الفرق قريبا في مستوى معيشتهم ، خاصة وان نسبة رفع الرواتب الأكبر ستطال الرواتب الصغيرة اكثر من الكبيرة معادلة معكوسة وصحيحة بشكل كبير.
رغم ان وزراء سابقين ونواب وخبراء اعتبروا ان النقص الوحيد في خطة الحكومة لرفع مستوى معيشة الموظفين ورواتبهم هو الاجابة على السؤال المتعلق بكيفية تدبير الفارق المالي في ظل عجز الميزانية.   وفي العبدلي هناك حساسية مفرطة تقشعر لها الابدان مما يجرى بالدوار الرابع من وراء ظهرهم خاصة زيادة الرواتب التى بحت أصواتهم للمطالبة فيها من سنوات ولكن لا حياة لمن تنادي  ليكون برأي المراقبين دور المقر التاريخي الذي يفترش"العبدلي" مكان مشاورات والموافقة على القرارات الاقتصادية الصعبة "فقط" ، ولكن الملفات الدسمة تطبق قاعدة ومبدأ "شاورهم وخالف شورهم" حتى اصبح مجلسهم "هايد بارك" لابداء الاراء التي لا يأخذ فيها من الحكومات على الاغلب.
  وهم في المجلس يشعرون إن الحكومة تضع النواب دوما في مأزق، وتجعلهم أمام الرأي العام، تحت القصف الفيسبوكي والاعلامي حيث ان الكارهين كثر ومن لم يحالفهم الفوز في الانتخابات النيابية اكثر والكل يريد ان يلوك لحم النواب بالنميمة والضرب تحت الحزام.   ويشير بعضهم أنه لا توجد مكاشفة وصراحة حيث ان "الغنم للحكومة والغرم لهم"، مؤكدين ان القرارات الصعبة حرقت الباقي من الشعبية في قلوب وافئدة المواطنين الغاضبين فكيف سنرجع لهم...والتغذية الراجعة لا تسر عدو ولا صديق ؟
وعلى العموم هناك غضباً نيابياً على الحكومة وبرأيهم فإن زيادات الرواتب القشة التي قصمت ظهر البعير حرقت اهم اورقهم امام القواعد الشعبية التي كان يمكن أن يستفيدوا منها في برامجهم ولقاءاتهم مع الشرائح الاجتماعية خاصة وان الانتخابات القادمة على الابواب.
وكانوا يحلمون احلام يقظة بسيناريو معين موضحين ان الموافقة على الموازنة تكون بالضغط على الحكومة حيث اشترطت زيادة الرواتب وقد تحقق النصر امام الجماهير و رادار المتربصين للهفوات.
ويتحدث نائب بحزن ؛ لقد أصبحنا أمام قواعدنا الشعبية نحمل ارث من القرارات الاقتصادية الصعبة التى حملت على اكتافنا، ونحن في موقف لا نحسد عليه، حيث ان الحكومة لم تترك لنا ورقة واحدة على الاقل امام قواعدنا.
وبينما يتحدث مراقبون إن العلاقة بين السلطتين التشريعية والتنفيذية، في طريقها للتأزيم ، ونفق الخلافات العميقة والاشتباكات والتحرش ، يأتي نقاش الموازنة، مع الأجواء المزلزلة على كل الاصعدة.   على العموم هذا الذي حصل مع سحب الحكومة اهم ورقة منهم في مناقشة الموازنة ومخاطبة القواعد قبل الذهاب الى الانتخابات لذا من المتوقع أن تعبر الموازنة العامة مجلس النواب رغم ارتفاع منسوب الغضب ، لكن الملفت بهذا الغضب من النواب ان  بعضهم هم في «جيب الحكومة» ، ومن المحسوبين في خانة «نواب الموالاة.
ولا بأس ان كانت الكلمات الوداعية وسط صخب الشعارات والبرامج والكلام حول برامج الاصلاح، والاهتمام بالشباب والتعليم والتأمين الطبي، والحد من البطالة، ومحاربة الرشوة والفساد، وتحسين معيشة المواطنين، ودعم الاقتصاد الوطني، وتحسين الخدمات العامة مع الظهور على شاشات التلفزيون، ونقل الكلمات على بعض الصحف حيث ان مناقشات الموازنة القادمة 'لزوم ما لا يلزم'.
والتى كان سيقابلها المواطن البسيط في منزله بسخرية؛ لأنه يعرف ان كل ذلك 'كلام في كلام'، يحلق على اجنحة خيالية وفي زمن المصالح الكل يدير النار على قرصه وخدعة الزبون شطارة وان طرح المطالب تحت القبة 'كلام في كلام'، وعلى مبدأ : ما على الرسول إلا البلاغ وكفى الله المؤمنين شر القتال.
 
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير