النسخة الكاملة

خبراء يحللون عبر "جفرا" أسباب ازدياد الجرائم العائلية "وابرزها قتل أزواج لزوجاتهن وأبناء لابائهم" في الفترة الاخيرة

الخميس-2019-11-20 02:48 pm
جفرا نيوز - جفرا نيوز - رزان عبدالهادي

اثارت الجرائم غير المألوفة على المجتمع الأردني، والتي ازدادت في الاونة الاخيرة ، النقاش والاستغراب ، خاصة انها باتت تجري في نطاق الأسرة الواحدة.

حيث انه وفي رصد لـ"جفرا نيوز" فان ابرز الجرائم التي شغلت بال المواطنين، واثارت القلق في نفوسهم بالفترة الاخيرة لغرابتها وشناعتها ، كانت : قتل شاب لوالده المسن الثمانيني ، بلا شفقة ولا رحمة ، وطعن زوج لابنتيه وزوجته واقدامه على الانتحار بعد فعلته، وتعنيف زوجة لزوجها مما ادى الى دخوله الى المستشفى، وغيرهم..

ليطرح السؤال ، الذي شغل بال الكثيرين في الاونة الاخيرة ،عن اسباب ازدياد الجرائم ، خاصة وان مواجهة المشكلة تبدأ بالاعتراف بها وبحجمها ولانه حسب المثل الشائع : ان عرف السبب بطل العجب!

بالبداية ، أكد الخبير الاقتصادي حسام عايش في حديثه لـ"جفرا نيوز" حول اسباب ازياد الجرائم وخاصة الاسرية في الاونة الاخيرة ان الاسباب عديدة ولا يمكن حصرها.

وتابع قائلا ، ان هناك اكثر من سببب منها الاسباب الشخصية الخاصة والاسباب الاقتصادية وحتى المستويين الثقافي والتعليمي للافراد ، والى ذلك اسباب مجتمعية وسياسية.

واوضح عايش قائلا ، ان هناك اصطدامات تتعلق في القدرة على التكيف مع متغيرات الحياة وخاصة الكلف المعيشية وضعف مصادر الدخل لرب الاسرة وارتفاع أرقام البطالة وزيادة عدد افراد الاسرة وعليه زيادة متطلبات الانفاق، وفي بعض الاحيان ، يصعب على رب الاسرة تحمل المتطلبات، والتي عادة ما تفوق قدرته المادية ، وعندئذ تقع بعض الخلافات بين الزوجين التي قد تتحول في بعض الاحيان الى جرائم قتل او تفكك اسري حال انسحاب احد الطرفين وحدوث الطلاق.

من جانب اخر ، اكد عايش ، ان الانفتاح المجتمعي الذي اقبل عليه المجتمع هذه الايام احد ابرز اسباب جرائم القتل التي يجب الوقوف عندها.

واردف قائلا ، ان هناك بعض الجرائم التي وقعت من اجل التخلص من اعباء هذا الانفتاح ، فيما شدد عايش انه علينا تحمل نتائج هذه الانفتاح المفاجئ والادراك ان لكل شخص حياته واوضاعه المادية المختلفة عن الاخر ، وانه على الانسان ان يرضى بما كتبه الله له دون المحاولة بالتقليد الاعمى للبعض، والتي قد تفوق قدرة الشخص المادية ، وانه قد تختلف بعض الاحيان ايضا الانماط الحياتية للاشخاص وعلينا تقبل هذا الامر ومواجته بعقلانية.

من جانبه ، اكد عايش انه يجب على بعض الجهات المختصة المساهمة في زيادة الوعي والادراك اتجاه كيفية تحمل اعباء الحياة او التعامل معها بالشكل الصحيح .

وفي نهاية حديثه ، شدد عايش على اهمية الانتباه الى ان الاوضاع الاقتصادية الصعبة الراهنة تنعكس سلبا على ردود افعال الشارع وان سلوكيات البعض تغيرت وظهر أسوأ ما فيها حتى في العمل والتعامل مع الاخرين ، حيث لم يعد الامر يقتصر على بعض المشاكل التي تنشب في بيوتهم ومع أسرهم فقط.

من جانب اخر ، اكد الخبير الاجتماعي الاستاذ الدكتور حسين الخزاعي ردا على سؤال "جفرا" حول اسباب الجرائم وخاصة الاسرية منها ان اهم سبب من الاسباب هو "ثقافة التحمل" الشائعة في مجتمعنا.

واوضح قائلا ، في حديث لـ"جفرا نيوز" ، انه "وللاسف الشديد" يتم توجيه الاسر الاردنية لبناتهم لتحمل السلوكيات الخاطئة التي تنبع من قبل بعض الازواج ، مهما بدر منهم.

 وتابع الخزاعي ، ان البعض يشدد على بناته انه مهما حدث بينهن وبين ازواجهن فان على عليها في نهاية الامر العودة الى منزلها والصبر والتحمل على الاذية.

واردف قائلا ، ان هذه الثقافة السائدة لدى البعض ادت وبشكل ملحوظ لتفشي العنف الاسري.

وبين الخزاعي ، ان هناك ما يقارب نحو 44 حالة عنف اسري تراجع الجهات المعنية يوميا .

واشار الخزاعي الى ان مجموع الحالات التي تم التبليغ عنها في العام الماضي بلغت ما يقارب نحو 11900 حالة عنف اسري، معظمها كان عنف جسدي ضد الاطفال وعنف لفظي ضد الاطفال والزوجات.

وتابع الخزاعي ، ان 2% من النساء الاردنيات يعنفن ويضربن وهن حوامل .

وعلى الجهة الاخرى ، فان 1% فقط من الرجال الاردنيين يتعرضون للعنف من الزوجة.

وشدد الخزاعي ، في غمرة حديثه، ان الخطورة تكمن في ان 19% "فقط" من السيدات اللاتي يتعرضن للعنف الاسري يقمن بطلب المساعدة، ما يعني ان 81% من السيدات المعنفات يتعرض للعنف وهن صامتات !

وعزا الخزاعي اسباب صمت بعضهن الى خوفهن من تشتت الاطفال ، ردود الفعل العنيفة من قبل المجتمع المحيط بهن ، والفقر او سوء الاوضاع المادية.

من جانب اخر ، اكد الخزاعي انه يجب الوقوف ايضا على اهمية الفهم او التفسير الصحيح للدين الحنيف ، وبيّن قائلا، ان البعض يفسرون او يفهمون الدين في طريقة خاطئة ، حيث يعتقد البعض "خاطئا" ان تعنيف الزوجات حلال وهذا ما يبرر للبعض فعتلهم.
من الجدير ذكره انه ، حسب حديث الخزاعي ، فقد بلغت حالات العنف الاسري منذ مطلع العام الحالي وحتى ليلة الاول من ايلول ما يقارب نحو 10 الاف حالة.

وفي هذا السياق ، ومع هول العدد ، شدد الخزاعي على اهمية زيادة التوعية والارشاد للمقبلين على الزواج نحو اهمية الفهم الصحيح للزواج وتوعيتهم باهمية التعاون والتسامح ، قدر المستطاع ، للطرفين معا ، حيث ان الحياة الزوجية تقوم على التشاركية ، وعلى الطرفين المساعدة والتعاون للنهوض باسرتهم والوصول الى بر الامان .

وفي ختام حديثه ، ضرب الخزاعي مثلا انه ان جاء الزوج ذات يوم ، ووجد ان زوجته لم تحضر له الطعام فعليه ان يتحمل وحتى ان يعرض عليها مساعدتها في اعداد الطعام.

وتابع ، وعلى الجانب الاخر ، اذا وجدت الزوجة زوجها ذات يوم لا يملك النقود فعليها مساعدته واعطائه المال والوقوف الى جانبه الى حين خروجه من الضائقة الاقتصادية.
من الجدير ذكره ان التقرير الإحصائي لعام 2018 والصادر عن إدارة المعلومات الجنائية، اظهر بأن عدد الجناة في جرائم القتل العمد والقصد بلغ 148 شخصاً من بينهم 9 نساء وشكلن ما نسبته 6.1% من مجموع الجناة، فيما بلغ عدد المجني عليهم في هذه الجرائم 89 شخصاً من بينهم 24 إمرأة وبنسبة 27% من مجموع المجني عليهم..

وان حوالي 9% من الجناة و 12% من المجني عليهم أعمارهم تقل عن 18 عاماً.

وان 8.8% من الجناة وبعدد 13 شخصاً اعمارهم تقل عن 18 عاماً، و 37.2% منهم تراوحت أعمارهم ما بين 18-27 عاماً وبعدد 55 شخصاً، و 28.3% أعمارهم ما بين 28-37 عاماً وبعدد 42 شخصاً، و 14.9% كانت أعمارهم ما بين 38-47 عاماً وبعدد 22 شخصاً، فيما كان هنالك 16 شخصاً أعمارهم 48 عاماً فأكثر وبنسبة 10.8%.

ومن حيث دوافع إرتكاب الجرائم حسب التصنيفات المعتمدة في التقرير، فقد كانت أبرز الدوافع الخلافات الشخصية والسابقة وبنسبة 53.6%، تلاها الخلافات العائلية 26.2%، والأمراض النفسية 4.8%، والدفاع عن "الشرف" 3.6% وبعدد 3 جرائم، والأسباب المالية 3.6%، والتمهيد لجرائم أخرى 3.6%، والإنحلال الأخلاقي 2.9% وبعدد جريمتين، والأسباب العاطفية 1.2%، وأسباب مجهولة 1.2%.

فيما تراجع جرائم القتل المرتكبة في الأردن عام 2018 بنسبة 30% وهي الأقل منذ 10 سنوات.
ويذكر أن جرائم القتل بأنواعه (القصد والعمد) والمرتكبة ضد الذكور والإناث خلال عام 2018 هي الأقل منذ عام 2008 أي قبل 10 سنوات (وهي أقدم إحصاءات منشورة)، حيث أرتكبت 89 جريمة قتل خلال عام 2018، فيما أرتكبت 127 جريمة عام 2017، و 133 جريمة عام 2016، و 159 جريمة عام 2015، و 176 جريمة عام 2014، و 144 جريمة عام 2013، و 153 جريمة عام 2012، و 133 جريمة عام 2011، و 109 جرائم عام 2010، و 91 جريمة عام 2009، واخيراً 100 جريمة عام 2008.

وتراجعت جرائم القتل الأسرية بحق النساء والفتيات خلال عام 2018 وبنسبة 56%  
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير