النسخة الكاملة

هبوب الجنوب يكتب : إلى راكان المجالي...

الثلاثاء-2019-11-18 11:34 pm
جفرا نيوز - جفرا نيوز - خاص- كتب - هبوب الجنوب 

...لقد قرأت تمردك الأخير أو مقالك الأخير في الرأي , ولا أدري بماذا أصفه ...هل هو سؤال عن خيباتنا , عن عروبتنا المضيعة ...عن أوجاعنا عن خذلان الأصدقاء والوطن والعمر ...؟

دعني بداية أذكرك بجدك سعود ....الفارس والشاعر والمقاتل ..فهو مثلنا تلقى من الخذلان ما تلقى ..واقرأ ما قال مظفر النواب في سعود :-


ذوله احنه
سرجنه الدم
على صهيل الشقر ياسعود..
خليًنا زهر النجوم....من جدح الحوافر سود
تتجادح عيون الخيل..وعيون الزلم بارود
وياخذنا الرسن للشمس... من زود الفرح ونزود
ياسعود احنا عيب انهاب يا بيرق الشرجيًه
خلي الدم يجي طوفان..كلنا نخوض عبرية
حزمنه افلاك دم ياسعود...يتلالى الفشك بيها
لو نسَنه عرج ثوار...قومو..نقوم, نفنيها
نشاكيها بخناجرنه....اتلاعبلك لعب بيها
وتهل المناجل بيض..كل الدنيا تضويها
ياسعود احنا عيب انهاب يا بيرق الشرجيه
نجم الغبشة تانيتنه... على حدود الحرامية
سعد يسعود يامصنكر على الحومه
غضب أركط
يامهرك من يشق الليل...نجم ذويل
يعطهم عط
صيحاتك تهز الموت
كل صيحه
بألف أمعـــط
وخيتك,...تنذر الدنيا
من تشوف العدو ينحط

سعود .. كان ربيع العشيرة , واخر رجالاتها ..وكان قوميا بالسيف وبالفطرة , وأنت مثله فيك من جنونه , من صهيل خيله , من صراخه ..ومن دمه القاني ..وفيك من حكمته حين قالوا له ذات يوم , أن واحدا من أولاده نجا من حادث تفجير الرئاسة ..ولكن هزاع استشهد فصمت مطولا وقال : (وش نفع الجدي لو طاح الجمل) .

لكنك يا صديقي , في كل استعراضك لخيبات الأمة نسيت دمشق , ودمشق كانت هاجس وصفي التل ..دمشق التي أحببتها أنت ودرست فيها , والتي غنى لها الأردني ذات ضحى : (شدوا على الركايب يا خوان لا نتونى على بلاد الحبايب سوريا يا وطنا) ...ألم تنتصر ؟ ألم تطوي بعض خيباتنا ؟ ألم ينتفض قاسيون غضبا ..ويعيد لبني معروف ألقهم في السويداء .

الخلاخيل يا (أبا غيث) انتصرت في دمشق , ونحن كعرب لحجم زيفنا , لحجم كرهنا للنصر , تركناها وحدها بين الدم والدمع , وبين الأسى والحزن ...ولوثناها باتهمات غريبة عجيبة , وقلنا إيران وقلنا روسيا ..وقلنا حزب الله , ونسينا أن جنديا من أطراف دمشق ..كان يعشق بنتا والتحق بالخدمة وقاتل لأجل عيون النساء في الشام , وانتصر ..وقرر في لحظة أن يعود لها عريسا وعاشقا ..وأنشد على باب دارها :

أهي مجنونة بشوقي إليها هذه الشام ..أم أنا المجنون 
جاء تشرين يا حبيبة عمري ..أحسن الوقت للهوى تشرين 

كان علينا في لحظة صفاء , أن نعترف بأن دمشق لم تخذلنا وقاتلت ..حين هزم الربيع العربي شعوبنا , وهو ربيع جهز وقونن وحقن في شعوب الأمة , كنصل للخراب والدمار ...لكننا للأسف لم نعترف .

الحبيب أبا غيث ..

تأكد أن ثمة بارقة أمل ما زالت تلوح , وتذكر أطفال فلسطين الذين أنتجوا شكلا جديدا من النضال والثورة , وهو: (ثورة السكاكين) ..تذكر أن هذا الجيل حين تسمع عن عملياته , وعن نضاله الكربلائي النبيل ..تحس بأن زمنا قادما ستكون فيه الغلبة لهم , وأنهم سيعصرون بعضا من زيتون الجليل في دمهم , كي يضيء في ظلام هذه الأمة الدامس ..

وتذكر العراق لابد أن يعود العراق , نصلا لسيف علي ..وسينهض العباس من قبره , لن يحمل راية شيعية ولا (هلهولة) سنية ..بل سيصرخ باسم العراق وحده , وربما سيمع عبدالقادر الجيلاني - إمام الطريقة القادريةـ صوته ..ويشد على يديه , ويسير العراق في طريق جديد ..طريق العروبة التي لا تذل صاحبها ...وربما يا أخي وابن عمي , سيفيق صدام حسين الذي أحببته وأحبك , سيفيق ..ويسري مع صباحات الندى في (العوجا) إلى بغداد ويقود ثورة من دون دم , فقد اكتفى العراق من الدم .

لا أحب الحسرة في صوتك يا ابن عمي ودمي ...لأننا نحن سيكون لنا النصيب الأكبر , من صحوة هذه الأمة ...تأكد أن جدك سعود عائد لا محالة , بسيفه... وبندقيته ورصاصاته , تأكد أن ...عرار سينشد للرفض مرة أخرى من أعلى جبل شيحان ..وتأكد أن فتية أحبوا الله ..والله أحبهم من الأردن وليس من غيره , سيصعدون مرة أخرى منابر هذا الوطن , ويستعيدون ما سرق منا من عرق ..ويستعيدون ما استبيح منا من كرامة , وسيستعيدون ....كل خفقة وكل دفقة دم , وكل دمعة ذرفت على واقع يريد أن يهمشنا ويكسرنا , ويجعل منا ...الشعب الطاريء على وطن طاريء .

خفف من حزنك ( أبا غيث)..الشيب النبيل لايليق به الحزن , الشيب النبيل يليق به الفرح ...وتليق به الكرك , وسطور المقال ...

واعلم أن زمنا سيأتي لا محالة , أنا مؤمن أنه سيأتي , وتصعد فيه العروبة سفح هذا العالم ...ويعود فيه...ألق الجماهير , فهي حين تتحرك ..يهتز قلب الوطن ...وتعود أنت طفلا إلى حضن الربة , ويأتي جدك سعود على فرسه الحرون , وسيحملك على صدره ...ويخبرك : أن العروبة لا تموت ..حتما لن تموت

حماك الله ..وتذكر الحزن لايليق بالشيب النبيل .  
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير