النسخة الكاملة

الإضراب: تاريخ وواقع

Friday-2019-09-19 09:50 pm
جفرا نيوز - جفرا نيوز- كتب: الدكتور ذوقان عبيدات تشير وثائق تاريخية أن الإضراب قديم قدم التاريخ، حيث تم إضراب شهير اعتراضا على حكم أحد الفراعنة قبل الميلاد بألف سنة!٠ ولكن الإضراب الحديث دخل أول دستور سنة١٩١٧ وذلك في الدستور المكسيكي، ثم انتشر بعد ذلك نتيجة لانتشار  مفاهيم الديموقراطية وحقوق الإنسان  وفِي الدستور. الأردني لا يوجد نص صريح حول الإضراب ولكن تفسر المادة ١٦ التي تنص على حق الاجتماع بأنها قد تتضمن تشريع الإضراب. ولعل الإشارات الواضحة عن الإضراب وردت في قانون العمل المواد١٣٤-١٣٦ وهي مواد خاصة بإضراب موظفي القطاع الخاص. وفِي العهد الدولي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية الدولية سنة١٩٦٦ نصت المادة الثامنة على تعهد الدول على كفالة حق الإضراب وفق قوانينها والأردن وقع على هذه الاتفاقية! فالإضراب ليس خروجاً عن الدستور أو القانون. وقد شهدت بعض الدول إضرابات مفتوحة ممتدة، مثل إضراب الأطباء الذي ما زال مستمرا من سبعة شهور، جرى خلالها مفاوضات فاشلة عديدة! وعودة إلى إضراب معلمينا والذي نأمل  أن ينتهي بحلول مرضية للمعلمين، لأن غياب هذا الحل سيلفي ظلالاً كئيبة على مستقبل التعليم ومهنة المعلم ومكانته الاجتماعية والأخلاقية! قدم المعلمون نموذجاً للإضراب قد يلهم الجماعات والأفراد إصراراً على الثبات في المطالبة بالحق، وهذا يؤسس لقيمة أردنية تقضي على قيم الخنوع السائدة مثل: امش الحيط وقول.... اليد لا تناطح مخرزاً تمسكن حتى تتمكن اللي بيتجوز أمي.... حط رأسك بين الروس وغير ذلك من الأمثال المهينة للشخصية . إذا حقق الإضراب هدفه فإن تغيراً أردنياً مجيداً سوف يحصل، وإذا فشل الإضراب فإن نموذج اليأس سيتسرب إلى شخصيتنا  الفردية والجمعية. أما القول بأن هذا سيكون حافزاً على إضعاف الدولة فهذا كلام سطحي، الدولة القوية هي من تدعم قوة مواطنها، والمواطن القوي ضمان عدم فساد  السلطة! لا أستطيع أن أتخيل معلماً سيعمل بإخلاص إذا فشل في الحصول على ما يعتقده حقاً  
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير