على المعلمين الاحتكام "للطاولة" فالوطن لا يحتاج لطعنات بخاصرته
الخميس-2019-09-05 02:33 pm

جفرا نيوز -
جفرا نيوز - خاص
بعد اعلان الحكومة عن التزامها بالحوار مع مطالب نقابة المعلّمين وتوضيحها بأنها عقدت العديد من اللقاءات والاجتماعات مع مجلس النقابة للوصول إلى حلول بشأن المطالب التي تطرحها، والتي تمخّض عنها التوافق على إقرار نظام مزاولة المهن التعليميّة الذي يتيح علاوات تصل إلى 250 بالمئة مقترنة بنوعية الأداء، والذي صادق عليه مجلس النقابة السابق
وبعد تأكيد الحكومة لالتزامها بتطبيق ذلك النظام الذي يعتبر وثيقة قانونية ملزمة ، نجد انه من غير المنطقي اقامة الاعتصام والوقفات الاحتجاجية تحت بند تصعيد النقابة ضد الحكومة وربما لاهداف غير معلنة لكنها معلومة
ومع كامل الاحترام لموقع المعلم وتقديره كمربي للاجيال ، الا ان تسييس المطالب والنقابة والزج بالمعلمين كحطب ووقود لتحقيق اهداف وتصفية الحسابات والدعوة للخروج عن القانون وربما المساس بالسلم المجتمعي ، أمر غير مقبول ويجب وقفه بشكل حام وسريع
لا أحد يقف بوجه مطالب المعلمين وتحسين اوضاعهم المعيشية فهم ركن من اركان المجتمع ، حالهم حال العديد من الفات العاملة في الدول ةالاردنية ، وما التعامل الحكومي مع مطالبهم عبر الحوار المفتوح وغير المشروط والتجاوب مع كثير من تلك المطالب حسب الامكانات لهو خير دليل ومؤشر على ان الحكومة لا تبحث عن تصعيد البتة ، بل انها تتعامل معهم بكل تقدير
الا ان ابتعاد نقابة المعلمين ومنتسبيها عن طاولة الحوار ومحاولة ليّ ذراع الحكومة والدولة لتلبية مطالبهم بالطريقة والوقت الذي تريده النقابة لهو امر مشين في ظل الظروف الاقتصادية التي يمر بها الوطن ، ناهيك عن الضغوطات السياسية والاقتصادية ايضا التي يتعرض لها الاردن من الخارج وسط اقليم ملتهب
الاردن الذي لم يبخل على اشقائه العرب وفتح ابوابه على مر الزمان لهم ليشاركوا ابنائه المأكل والمشرب والأمن والامان لم ولن يكون يوما قاسيا على احد من ابنائه وهو الذي تحمل لاجل اشقائه وقضاياهم الكثير ، فكيف يمكن ان يُطعن بخاصرته من ابنائه ؟
اليوم ما يحصل ربما "ونسأل الله الا يحصل"، له من الانعكاسات السلبية الكبيرة على الامن والسلم المجتمعي ، فأي صدام مابين المعلمين واشقائهم من الاجهزة الامنية سيقود لمنحنى غير مرضي للجميع وسندفع نتائجه بألم
كما ان حالة الاستقواء على الدولة واختراق القانون والاستعراض بأعداد الهيئة العامة للنقابة امر لا يمكن السكوت عنه ، فاذا ما قامت اي فئة او نقابة بذات الامر لتلبية طلباتها واستخدمت الشارع بدل الحوار سبيلا للوصول او المطالبة فعلى البلد السلام !
على نقابة المعلمين الاحتكام للعقل والمنطق والرجوع لطاولة الحوار ووضع مصلحة الوطن فوق كل مصلحة ، وحقن اي تصعيد محتمل والحفاظ على اللحمة الوطنية وعدم تحميل الوطن اعباء فوق اعبائه
وعلى الحكومة والمسؤولين فيها التعامل بحكمة وروية دون خشونة او فوقية ، وعليها سحب الاززمة من الشارع لطاولة الحوار ، بعيدا عن العقلية الامنية والهراوة والغاز المسيل للدموع
على كافة العقلاء من الفرقاء اليوم الالتقاء عى نقطة الاردن وامنه وسلمه المجتمعي ، وما النزول للشارع الا ضرب لذلك الامن والسلم الذي ربما سيعيدنا لمشاهد وسنوات خلت خرجنا منها بكل قوة وتلاحم
الاردن وجلالة الملك يستحقون من الجميع التنازل والتضحية لاجلهم والتعامل بمسؤولية عالية بعيدا عن التحديات وكسر الرأس !

