النسخة الكاملة

نعي رئيس محكمة الاستئناف الشرعية الشيخ صالح المحتسب

الخميس-2019-08-31
جفرا نيوز - جفرا نيوز - عن عمر بن عبد العزيز قال (لا ينبغي للرجل أن يكون قاضيا حتى تكون فيه خمس خصال: يكون عالما قبل أن يستعمل، مستشيرا لأهل العلم، ملقيا للرثع، منصفا للخصم، مقتديا بالأئمة.), عن خمسة وتسعون عاما افناها في طاعة الله وطلب العلم والعدل بين الناس, حيث قضى نصف عمره في عمله بالقضاء وهو من أبرز وأشهر القضاة الموجودين في الاردن, معروف بحبه الشديد لعائلته واخلاصه لها الا وهو "محمد صالح" يونس رضوان المحتسب,
ولد الشيخ صالح عام 1923 في مدينة الخليل, حيث بدأ تعليمه الابتدائي في مدرسة الارشاد الاهلية حيث كان محبا للدراسة الاسلامية والتدين, ومن حبه الشديد للإسلام كان يقضي معظم وقته في الحرم الابراهيمي, حيث كان قلبه وتفكيره معلق بالازهر الشريف والدراسة به لدرجة أن بعض الشيوخ وصفوه بالازهري, وبسبب تميز الشيخ صالح وتفوقه علميا, كان دائما هو الشخص المختار لإلقاء القصائد والخطابات لضيوف المدرسة, ومن أبرز الاحداث التي مرت في صغره أنه ولدرجة حبه للأزهر الشريف اتجه هو ووالده الى السوق الى دكان صديق والده والتقوا هناك بالشيخ حلمي المحتسب رحمه الله حيث قام والد الشيخ صالح بسؤال الشيخ حلمي انهم يريدون ارسال ابنهم صالح للدراسة بالازهر ولكن كان رد الشيخ حلمي انه لا ينصح بذلك بسبب صغر سنه حيث كان عمره وقتها 13 عاما,

وفي عام 1937 قرر الذهاب الى الازهر وكان عمره خمسة عشر عاما, حيث حصل على أول شهادة له بالازهر بعمر ال ستة عشر عاما الا وهي شهادة الاهلية للغرباء, حيث كان يحصل عليها أغلب المشايخ ويكتفون بذلك ولكنه استمر بالدراسة والتعلم بالازهر الشريف حيث في سن السبعة عشر عاما تقدم لشهادة العالمية للغرباء وهي شهادة صعبة المنال بحيث أي شخص ينجح بها يعتبر "عالما" حيث ان علماء الازهر استغربوا من تقدمه لها للحصول عليها بسبب صغر سنه حيث جلس لمناقشة هذه الشهادة أمام ثلاث علماء كبار من الازهر الشريف واستمرت المناقشة تقريبا لخمس ساعات, وبعد يومين من المناقشة حصل على نتيجة الامتحان ونجح فيها بحيث كان هو الوحيد الذي حصل على هذه الشهادة في عمره (أصبح عالما), بالرغم من حصوله على هذه الشهادة الا انه لم يكتفي بذلك فقرر أن يكمل الدراسة في الازهر وبسبب حصوله على شهادة العالمية للغرباء فأصبح قادرا على ان يتقدم الى الكليات الموجودة في الازهر الشريف فدخل كلية الشريعة ودرس فيها لمدة أربع سنوات وتخصص بعدها في القضاء لمدة سنتين بحيث قضى ثماني سنوات في الدراسة وتخرج من الازهر في عام 1946,

وبعد تخرجه لم يستطع العمل بالسلك القضائي بسبب الاحتلال فقرر الاتجاه للتعليم حيث بدأ بالتدريس في مدرسة البكرية الابتدائية في مدينة القدس لفترة قصيرة وبعدها بدأ في الكلية الراشدية قبل حرب 1948 وكانت مدة مكوثه بالقدس سنتين, وفي سنة النكبة قد جلس لمدة عام بدون عمل وبعد ذلك عمل في التدريس في الكلية الهاشمية في مدينة رام الله لمدة سنة وبعدها انتقل الى مدينة الخليل بحيث جلس فيها لمدة سنة ودرس فيها الكلية الثانوية, قرر بعدها أن ينتقل من التدريس الى القضاء فقام بأخذ شهاداته واوراقه وقدمها لدائرة قاضي القضاة في عمان فقالوا له انه يوجد شاغر في مدينة معان واذا كان يريد هذه الوظيفة ام لا ف رد عليهم بالقبول بحيث قال لهم انه يتشرف في هذه الوظيفة بسبب وجود الاقارب هناك ولخدمة أهل معان, وبسبب ارتباطه بالتعليم بالمدرسة الثانوية فقد قرر إكمال تدريسه للطلاب لنهاية السنة الدراسية وبعدها يبدأ عمله بالقضاء فبعد نهاية السنة الدراسية انتقل الى العاصمة الاردنية ليستلم وظيفته في معان ولكنه قد طلب منه مزاولة القضاء في محافظة الكرك بحيث استلم منصب وكيلا (نائب) للقاضي لمدة سنتان ونصف وبعدها انتقل الى محافظة إربد حيث عمل فيها وكيلا (نائب) للقاضي لمدة سنتين وبعدها أعلن عن مركزين شاغرين لمنصب قاضي بدائرة قاضي القضاة ف عين بهذا المنصب وبدأ عمله كقاض في محافظة الطفيلة عام 1954 حيث استمر فيها سنة ونصف وفي عام 1957 استلم وظيفة قاضي في محافظة معان واستمر فيها سنتين وفي عام 1959 عمل قاضيا في مدينة الزرقاء لمدة سنتين وبعدها وفي عام 1961 انتقل الى مدينة جنين وعمل فيها قاضي لمدة ثلاث سنوات وفي عام 1964 انتقل الى مدينة السلط وعمل فيها قاضيا وفي عام 1971 انتقل الى محافظة إربد وعمل فيها قاضيا لمدة سنتين وبعدها انتقل الى مدينة عمان وعمل فيها قاضيا لمدة سبع سنوات ثم انتقل الى محكمة الاستئناف في مدينة عمان وكانت وظيفته عضوا في المحكمة وبعد ذلك عين رئيسا لمحكمة الاستئناف وكان يجمع بين ثلاث رؤساء وهم :
1. رئيس محكمة الاستئناف الشرعية
2. رئيس للقضاء الشرعي
3. رئيس المحاماة الشرعية
وفي عام 2000 تقاعد من وظيفة القاضي التي عمل فيها خمسون عاما مع انه عُرض عليه منصب قاضي القضاة ولكنه رفض ذلك,

ومن أبرز الاحداث التي مرت عليه وهو في منصب القاضي أنه هو الذي أتم عقد قران الملك حسين بن طلال رحمه الله على الملكة علياء رحمها الله في عمان

رحم الله الشيخ "محمد صالح" يونس رضوان المحتسب واسكنه فسيح جناته
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير