"جفرا" تكشف قصة العاصمة او المدينة الجديدة ونقلها من القطرانة الى الماضونة في حكومة الملقي !
الإثنين-2019-08-04 10:51 am

جفرا نيوز -
جفرا نيوز - عصام مبيضين
ماهي قصة العاصمة او المدينة الجديدة التي ظهرت كفكرة مفاجئة، ومشروع ومن ثم اختفت لاحقا وسط مثلث برمودا بعد رحيل حكومة هاني الملقي وقدوم حكومة عمر الرزاز؟
حسب المعطيات والمعلومات التي حصلت عليها "جفرا نيوز" من مصادرها الخاصة، فلقد بدأت فكرة المدينة الجديدة، من إحدى المهندسين، حيث قام بدوره بإجراء الدراسات والمخططات اللازمة طيلة فترة طويلة ماضية.
وكان ضمن المخطط ان تكون" العاصمة الثانية "او المدينة الأخرى وفق التصورات الأولية وحتى مراحل متقدمة من المشروع في منطقة القطرانة التي تجاور اربع محافظات في الجنوب هي الكرك الطفيلة معان العقبة ومكاناً متوسطاً يجمع هنالك تركز الثروات الطبيعية، ومصادر المياه، والقرب من الحدود العراقية والسعودية، عدا عن وفرة الأراضي القابلة للإعمار والاستثمار، وهي مناطق تحتاج الى تعزيز التنمية فيها حيث توجد اغلب الثروات من البوتاس الاسمنت اليورانيوم مياه الديسي وميناء العقبة... الخ.
ووفق المصادر فقد اعتمدا المخطط على اختيار الموقع قرب مدينة القطرانة التابعة لمحافظة الكرك اعتمادا على مجموعة عوامل منها ، وجود مطار الملكة علياء ، خط مشروع الديسي للمياه، وانخفاض أسعار الأراضي ووجود مساحات واسعة من الأراضي الخلاء منخفضة الأسعار مع الاعتماد على وجود شبكة مواصلات وقطارات لاحقا لنقل المسافرين وهذا الموقع المقترح كان أقرب إلى العقبة، ميناء الأردن الوحيد الى باقي دول العالم..
وقام صاحب الفكرة في نقل مخططات المشروع الى رئيس وزراء اسبق (...) مرفقة بدراسات ومخططات حيث نقل التصورات والفكرة من الالف الى الياء ومن ثم قدمت الى إحدى الجهات وبعد التشاور تمت مباركة المشروع مبدئيا ، وكانت الشروحات حول المشروع تلامس التصورات في دوائر صنع القرار، حيث أن العاصمة عمان شهدت تضخما خلال العقود القليلة الماضية و من ناحية السكان والمساحة، حيث ينوف عدد سكان العاصمة بين أردنيين وغير اردنيين حاليا عن 4 ملايين نسمة، فيما تتوزع 22 منطقة فيها حاليا على مساحة 1800 كم.
وتابعت المصادر المتعددة التي تحدثت "لجفرا" نيوز" انه مع توالي التداعيات وانتشار الخبر والتسريبات حول العاصمة او المدينة الجديدة ، قام المهندس والمخططين بالإسراع في الخروج على احدى الفضائيات شارحين فكرة المشروع بالمخططات والصور من اجل نقل المشروع من الافتراضات الى ارض الواقع.
ولاحقا قام رئيس الوزراء السابق الملقي في تبني الفكرة واصدار تصريح حولها موضحا إن الحكومة انتهت من وضع المخطط الشمولي الميداني لمدينة عمان الجديدة لتكون العاصمة الجديدة.
وأضاف ان إنشاء المدنية الجديدة سيكون بالشراكة مع القطاع الخاص، حيث أن أوضاع الخزينة لا تؤهل الحكومة لانجاز مثل ذلك المشروع الضخم بشكل منفرد ولن تكون ضمن حدود محافظة عمان، فيما سيتم نقل الدوائر الحكومية والرسمية إليها، مشيرا إلى أن نقل تلك الدوائر سيرافقه بكلّ تأكيد انتقال السكان للعيش في تلك المدينة.
ولشهور والملقي فضّل، في تصريحاته المذكورة، الإبقاء على مكان المدينة الجديدة قيد الكتمان "حتى لا تنشط السمسرة” فيها وتشهد ارتفاعا غير طبيعي في أسعارها معتمدا على مجموعة عوامل.
ولكن لاحقا جرى الانقلاب على المشروع وموقع المدينة الجديدة من القطرانة الى الماضونة خلال أيام وهي من الاسرار المهمة وإحدى أقوى الروايات بهذا الصدد ، ووفق المصادر السبب هو تدخل شخصية في موقع مهم وطلب اجتماع عاجل في الرئاسة - مغلق وسري للغاية - مع رئيس الوزراء السابق هاني الملقي حيث دخل المبنى وهو يحمل المخططات وبعدها بفترة اتخذ قرار نقل المشروع من القطرانة ومحافظات الجنوب الى الماضونة ليكون المخطط ان مشروع المدنية الجديدة سيكون عابراً للحكومات مشيرا الى أنه منذ 6 - 7 شهور تجرى اجتماعات ونقاشات حول الأمر، موضحاً أن المخطط الشمولي يتوقع أن ينجز من شركة رائدة معروفة بخبراتها وقدراتها.
الامر الذي اثار احتجاج المخططين الا ان الحجج التي قدمت تفيد بان المشروع في الماضونة لا يكلف الخزينة شيئا و أن الحكومة تمتلك آلاف الدونمات في منطقة الماضونة، التي ستشهد قريبا إقامة ميناء جمركي على نحو متطور، وكذلك مدينة للسيارات ومشروع لإنشاء مسلخ جديد في الماضونة اعتمادا على وجود أراضي الخزينة وان دراسة إنشائها خارج العاصمة عمان تأتي ضمن جهود الحكومة في التحفيز الاقتصادي واستقطاب استثمارات نوعية مؤكدا بإنها ستقام على اراضي خزينة ومحاطة لمسافات كبيرة باراضي خزينة أيضا .
المشروع يُشكل بدوره فرصة استثمارية كبيرة للقطاع الخاص وهو مشروع استراتيجي يأتي في سياق تطبيق مفهوم المدن الحديثة التي يساهم ابناؤها بانعاش الاقتصاد.
يشار ان المدينة الجديدة ليست عاصمة جديدة وسيتم طرح عطاءات تنفيذها بالكامل وفق نظام البناء والتشغيل ونقل الملكية من قبل القطاع الخاص ولن تتحمل الحكومة اي تكاليف مالية وعلى خمس مراحل تبدأ اول المراحل العام القادم وتمتد مرحلتها .الاخيرة حتى عام 2050
كل ذلك اشعل خلافات في مجلس الوزراء حول الغموض في المشروع والتدخلات والنقل حيث ان لا احد يعلم مكان إقامة مشروع مدينة عمان الجديدة إلا 4 أو 5 أشخاص فقط ليتفاجأ الجميع في تغريدة نائب رئيس الوزراء ممدوح العبادي خارج السرب حيث نفى العبادي معرفته عن موقع مدينة عمان الجديدة التي تنوي الحكومة بناءها بالتشارك مع القطاع الخاص مضيفا إن الحكومة لا تملك المال من أجل انشاء المشاريع، غير أن القطاع الخاص هو من سيستثمر في الأراضي الحكومية التي ستقام عليها المدينة الجديدة.
ورفض العبادي اعتبار المدينة الجديدة عاصمة جديدة للأردن قائلاً: "لا بديل عن عمان صاحبة التاريخ العريق الممتد عبر 7 آلاف سنة.
ولكن الفريق الحكومي الأخر بقي مصرا وقال العاصمة الجديدة ستنفذ على 5 مراحل ، ولن تكون امتداداً للعاصمة القديمة بل ستكون هناك مسافة بينهما فهي ليست ضاحية ملحقة بعمان ، والعاصمة ستكون تنفيذا وتمويلا مع القطاع الخاص"، مشيرا إلى أن المدينة الجديدة لن تكون فقط مباني حكومية بل هنالك اسكانات وحدائق ستنشأ فيها مشروع استراتيجي ريادي تنموي من الطراز الأول، وهو مشروع عابر للحكومات ولن تنفذه حكومة واحدة.
اضافة الى وجود مخطط شمولي يتم العمل عليه لإعداد مشروع عمان الجديدة، لمواجهة التحديات التي تواجه العاصمة عمان.
على العموم بعد سنوات تكشفت الحقائق حول رواية ظهور الفكرة ودفن المشروع فمشروع المدنية الجديدة الذكية والتفاصيل وظهور المشروع واختفاءه علما ان المتحمسين للمشروع ،اكدوا ان إعداد المباني المناسبة، والشوارع المنظمة، والتخطيط العمراني والبيئي كان سيوفر نقطة جذب سكاني قريبة من مناطق غير آهلة بالسكان وبسبب وهنالك، أعداداً كبيرة من الناس .سوف تنتقل للعيش حولها دون أن تفقد عمان جزءاً كبيراً من ألقها الاقتصادي والتجاري
ولكن أراء بينت ان الموازنة لاتتحمل التكاليف الكبيرة وبينوا وكان هناك استعجال في الاعلان عن المدنية الجديدة قبل اجراء الدراسات اللازمة وبين هذا وذاك فان المشروع جمد ووضع على الرف والمخططات في الادراج ربما الى زمن قادم او حين ميسرة .!

