هبوب الجنوب يكتب...يوسف
الإثنين-2019-07-08 12:42 pm

جفرا نيوز -
جفرا نيوز - خاص
..الناس من قبيل البر بالوالدين تقبل يد الأم صباحا ومساء ..لكن يوسف الشواربه مختلف ,فقد عاشت أمه وماتت , وهو يخفض الرأس لقدمها ..ويقبله , لم يكتف باليد , بل قبل قدمها ,وظل مخلصا لها وللعشيرة والتراب , وظل وفيا (للدعجة) ...العشيرة الأقدم من دول في المنطقة , وتلك حقيقة ولا تقع في باب المجاملة ..(الدعجة) أقدم من دول عريقة ومهمة في المنطقة ...لكن دولتهم ابتدأت بالرضى والوفاء وظلت على المسار ...عشيرة كبيرة طيبة , توقد نارها ....وإن لم يأت ضيف لمضاربها , فالمدى على اتساعه هو الضيف ...ولا نبالغ إن قلنا أنهم حتى المدى أكرموه .
هذا ليس بالمدح , الذي يبغي صاحبه التقرب ...ولكن ثمة معادلة لم تقرأ في الدولة , فالمسؤول يأتي للموقع إما على قواعد الصداقة الشخصية , وإما علاقات النسب والمصاهرة ,وإما المال ...يوسف الشواربة كان خارج كل هذه المعادلات , فقد جاء إلى المنصب على قاعدة الأخلاق فقط ...نجح في انتخابات مجلس الأمانة على قاعدة أخلاقه الشخصية , وجاء نائبا للأمين على قاعدة الأخلاق أيضا وصار وزيرا على ذات القاعدة , ثم عاد أمينا ...وأنت في المنصب العام , مهما بلغت من الكفاءة والعقلية المتفردة مبلغا ..حتما ستسقط في براثن الشك والإتهام إم لم تكن تمتلك أخلاق المحارب ووفاء المحب ...
الان هو يواجه معركة المافيات , فقيامه بعمل جراحة لقطاع النقل في عمان , فتح عليه بابا..واسعا من الهجوم والشك والتجريح , هنالك فئة ..استثمرت في هذا القطاع وتريد احتكاره , وهناك فئة تعيش على خراب هذا القطاع , وهناك خط بيروقراطي يريد أن يبقى الحال كما هو , حتى يستفيد من الأزمة المعلقة ..لكن يوسف تجرأ , وكشر أنيابه في وجه الكل ...حتى في وجه من اتهموه بأنه قطع أرزاقهم , ومن غمزوا من قنوات التنفيع والمحسوبية ..وأنا أعرف أن الحرب قد بدأت عليه ..لكن في النهاية , من كان يحمل أمه على كفيه ويطوف بها ...من كان ينزل لقدمها ويقبله , سيحميه الله ...لأن الله أكبر , من خصومات كافرة ..ومن ضرب تحت الحزام .
يستكثرون على الأسمر البدوي أن يكون أمينا لعمان , ولا يعرفون أن الأسمر البدوي ..إن خط في الرمل خطاه , فلاريح تمسح أثر الخطى , ولا قافلة ستزيل معالم المسار ..ولا صحراء ستنزع عنها بطنها ..والأسمر البدوي ..هاهو على خطاه التي اختطها يمشي , وقد تجرد ..من ضغوط رأس المال ..ورمى ضغوط الشركات والبنوك , خلف زوايا النسيان ...وسينجح , ليس لأن عبقرية البدوي تجيز له ذلك فقط , بل لأن السمرة في الجبين إن تكحلت بالخوف من الخالق وحده ..الخالق وحده ..تنقذ الإنسان , من كل الرماح ..حتى وإن أصابته , إلا أنها تتكسر على انعطاف الضلوع .
في هذا المقال لا أرد جميلا بالجميل , ولكني أدافع عن هوية أحببتها وقاتلت ونزفت دمعا لأجلها , وأدافع عن العشائر التي ننتسب لها , وعن دم هو دمي ..وهوى هو هواي ...
وأدافع عن ربع , كرمهم سيل جارف ..حتى المدى أكرموه , وشرعوا له باب القلب , فصار أردنيا ..نحن من ألبسنا المدى عقالا وعباءة ..وأعطيناه الهوية .
وهذه يا صديق ليست مقالة بل قبلة , لا تعادل في الرضى ولو جزء يسيرا ...من قبلة صعدت بها ولم تنخفض لقدم أم , مازال حليبها يسري في دمك ..وفي ما تبقى لنا من عمر على هذه الأرض العظيمة .

