زهوة ياسر عرفات
الخميس-2019-07-04 10:19 am

جفرا نيوز -
جفرا نيوز - كتب الصحفي عبدالهادي راجي المجالي
...أمس شاهدت صورة لتخرج (زهوة ياسر عرفات) من الجامعة , لقد كبرت جدا , وأصبحت مثل زيت القدس ..حين يسكب في السراج , نوره مختلف عن نور المدن الأخرى ..لدرجة أنك تشتهي مسك النار أو احتضانها بكفك .
أمضى والدها العمر في المنافي , وكلما غادر أحد المرافيء , وسئل إلى أين تذهب ؟ قال : لفلسطين ..وغادر الحياة , كان ترابها مستقرا لعظامه , لم يخلع الكوفية , ولم يغادره الشيب منذ أن كان فتيا واختار نهاية مشرفة , وهي الحصار ... والحصار على ترابك الوطني , على أرض فلسطين ..هو أسمى وأعلى مراتب الحرية .
أنا أعرف أن مصافحة الناس لكفك , مختلفة يا زهوة ...وأعرف أن بعضهم , تكتحل عيونه بالدمع حين يشاهدك , أعرف أن البعض ..ممن عاصروا الثورة , والرصاص ..وبيروت التي احتضنت درويش وكل البنادق ..اعرف أنهم يشتهون أن يسرقوا خصلة من شعرك , كي يشموا فيها رائحة ياسر عرفات وجينات ياسر عرفات , ما أعرفه أيضا..أنهم يودون طبع قبلة على الجبهة الغراء , ولكنك كبرت يا بنت صرت صبية ...وفلسطين خجولة في الحب , وجريئة في الشهادة والنار .
أبارك للشهيد القائد ياسر عرفات تخرج ابنته (زهوة) من الجامعة , وأقول له : أن هناك جامعة أخرى أسمها الثورة ما زالت هي الأخرى تخرج الشهداء ...وبأعمار مختلفة , ولا تقبل طلابها على قاعدة التحصيل العلمي , بل على قاعدة القلب الفلسطيني ..والعشق الفلسطيني , والزمن حين يكون فلسطينيا.
إذا قدر لي يا بنت أن أشاهدك ,فسأشم الكف , التي فيها رائحة ياسر عرفات وجينات ياسر عرفات ..وصوته , وغضبه ..وفيها فلسطين , التي تنهض كل صباح ..وتخبز الحب في تنور الثورة والحياة .
الثوار وحدهم , أولادهم يأتون للحياة ..كوميض وهج زيت سراج ..في القدس .
لم يحضر ياسر عرفات تخرجك يا (زهوة) لكن فلسطين حضرت .
abdelhadi18@yahoo.com

