النسخة الكاملة

لماذا قرر الأردن اعادة الدفء لعلاقته مع قطر ؟

الخميس-2019-06-27 05:59 pm
جفرا نيوز - جفرا نيوز – خاص - على نحو متسارع يعود الدفء الى العلاقة الاردنية القطرية بعد سنوات من البرود والجفاء والمراوحة ما بين العلاقة الكاملة والرسائل الايجابية بين الطرفين.
الأردن الذي يتسم بسياسة امساك العصا من منتصفها دائما يحرص في سياسته الخارجية على علاقات ايجابية مع جميع الدول العربية حتى لو لم يكن عل وفاق تام معها وفي اسوأ الاحوال يبقى شعرة معاوية حتى لا يضطر مستقبلاً لاتخاذ مواقف رمادية. يمكن القول ان الاردن قرر اعادة العلاقة مع قطر في هذا التوقيت بعد ان ادرك ان سياسة صفر خلافات مع كل الدول العربية هي الأمثل والأكثر جدوى.
وبعد ان مر عامين من قرار عمان بخفض تمثيلها الدبلوماسي لدى الدوحة. دون ان يكون هنالك اي تغيير في المواقف والسياسات الخليجية تجاه ازمة الاردن الاقتصادية.
ارسلت الحكومة قبل أيام استمزاجًا للدوحة لتسمية الأمين العام لوزارة الخارجية الأردنية الحالي زيد اللوزي، سفيرًا لها لدى قطر"، فيما قالت صحف قطرية، إن الدوحة سمت الشيخ سعود بن ناصر بن جاسم سفيرًا لقطر في عمان.
وهي خطوة مكملة لسلسلة من خطوات التقارب الاخرى حيث ان العلاقات الأردنية القطرية لم تنقطع بشكل نهائي إبان الأزمة الخليجية، فاستمر التبادل الاقتصادي بينهما ومن المتوقع ان تشهد العلاقات الاقتصادية طفرة كبيرة خلال الاسابيع المقبلة.
الزيارات المتبادلة استمرت على خط عمان — الدوحة، وبلغ حجم التبادل النجاري بين البلدين نحو 400 مليون دولار، فيما تحتل قطر المرتبة الثالثة عالميًا من حيث حجم الاستثمارات في الاْردن، والذي يقدر بنحو ملياري دولار عدا توفير 10 آلاف فرصة عمل للشباب الأردني في قطر.
فلم يخل العامين الماضيين من لقاءات معلنة وغير معلنة بين مسؤولي البلدين، وعلى أعلى مستوى، وآخرها كانت زيارة نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدولة لشؤون الدفاع القطري، خالد بن محمد العطية، إلى الأردن، منتصف إبريل/نيسان الماضي، وتوقيعه عدداً من الاتفاقيات الدفاعية، وكذلك زيارة رئيس مجلس النواب الأردني عاطف الطراونة للمشاركة في اجتماعات الاتحاد البرلماني الدولي، واستقباله من قبل أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.
ولا يتوقع مراقبون ان يؤثر هذا التقارب على علاقة الاردن مع باقي دول الخلجي لان الاردن معروف بسياسته المتوازنة منذ زمن ويتوقع ان تكون المنفعة متبادلة بين الطرفين فالاردن في ظل الضائقة الاقتصادية التي يمر بها يبحث عن اي مصادر لتعزيز خزينته خاصة وانه لم يجد تعويضا كافيا من قبل الدول الاخرى لحل ازمته المالية .
ما يعزز العلاقة بين الدوحة وعمان الموقف القطري الايجابي من الوصاية الهاشمية ومؤتمر البحرين وصفقة القرن ودعم موقف الاردن ازاء القضية الفلسطينية عموما ، وامام هذه المواقف القطرية الايجابية لم يجد الاردن بدا من الترحيب بالعلاقة مع الدوحة وعدم اضاغة مزيدا من الوقت.  
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير