ليلى شرف تستقيل من الأعيان: لا أخدم دولة فاسدة

ليلى شرف تستقيل من الأعيان: لا أخدم دولة فاسدة
جفرا نيوز - انضمت عضو مجلس الأعيان ووزيرة الإعلام السابقة ليلى شرف الى الداعين لإسقاط رموز الفساد في مؤسسات القرار الأردنية على مختلف درجاتها ومستوياتها مفجرة قنبلة استقالتها من المجلس الذي يعتبر "مجلس الملك" بعد اجتماع امتد لـ 30 دقيقة مع رئيسه طاهر المصري ظهر بعد ان اجتمعت به لنحو نصف ساعة.
وتاتي استقالة ليلى شرف من مجلس الأعيان غداة إقالة نجلها الشريف فارس شرف من منصب محافظ البنك المركزي لرفضه اتخاذ قرارات فيها شبهات فساد كانت أمرت بها "جهات عليا". وتزامنا، هاجم رئيس الحكومة الاردنية محافظ البنك المركزي "المقال" الشريف فارس شرف واصفا اياه بـ"اليبرالي" !.
وأثارت استقالة أو إقالة الشريف فارس شرف تساؤلات في الأوساط الأردنية، وقالت مصادر انه استقال من منصبه يوم الأحد لرفضه الموافقة على تعيين اثنين من كبار المستثمرين رؤساء مجلس إدارة احد البنوك التجارية.
وقال مصدر فضل عدم ذكر اسمه أن تعيين المستثمرين كان سيتم خلال اجتماع تعقده إدارة البنك في 25 من الشهر الجاري، هو القرار الذي اعلن الشريف رفضه بسبب التزام شركات المستثمرين استنادا لمبدأ الحوكمة الرشيدة الذي يمنح محافظ البنك المركزي صلاحية الاعتراض على تعيين اكبر حامل للأسهم رئيسا لمجلس الإدارة حفاظا على حماية أموال المودعين.
يذكر ان الشريف فارس شرف ينتمي شرف للعائلة الهاشمية الحاكمة في الأردن، وهو نجل رئيس الوزراء الأسبق الراحل الشريف عبد الحميد شرف.
والى ذلك، قالت العين ليلى شرف وهي الى الآن تعتبر من المقربين الى القصر الملكي في تصريحات خاصة لمواقع الكترونية :لقد اخبرت الرئيس طاهر المصري عن استقالتي لكنني لم اقدمها بعد لانني لم اكتبها حتى الان، وقد حاول الرئيس المصري ثنيي عن الاستقالة الا انني متمسكة بها.
واشارت الى انها ستخدم الوطن من خلال مؤسسات المجتمع المدني ولن تتراجع عن الاستقالة نهائيا فهو قرار لا رجعة عنه.
فارس خدم باخلاص
واكدت العين شرف على ان استقالتها لها علاقة مباشرة بما جرى في البنك المركزي قائلة ان “فارس” كان يخدم وطنه باخلاص وكان يحارب الفساد ولهذا السبب لم يكن الكثير يحتملونه في موقعه.
وقالت: من يدافع عن الفساد هو اسوأ من الفساد، مؤكدة ان اسوأ ما اساء لفارس شرف ان يتم ارسال قوات أمنية الى البنك المركزي هذه المؤسسة الوطنية العريقة والنظيفة ولم يكن فارس في البنك انذاك.
وأضافت الوزيرة السابقة ليلى شرف " لبني فارس - محافظ البنك المركزي المقال - جرب محاربة الفساد ، وهذا هو السبب الذي لا يمكن معه أن يتستر عليه ، ومن يريد أن يدافع عن نفسه فليدافع ويقول لماذا اقيل ابني".
واعربت شرف عن أسفها لإحاطة البنك المركزي بالأمن غداة قرار اتخذته الحكومة بإقالته لمنعه من الدخول وقالت : كان فارس في البيت ولم يخرج منه لكن من المؤسف أن ترسل لهذه المؤسسة العريقة - البنك المركزي - التي تحاول الحفاظ على البلد الأمن "، معتبرة أن ذلك انتهاكاً لحرمة المؤسسة وهو اساءه الى درجة بعيدة.
وختمت ليلى بالقول ان ما جرى في البنك المركزي لم يسىء فقط الى فارس شرف وانما الى جميع الاردنيين بسبب تلك الطريقة التي يتم فيها الاساءة الى مؤسسات الوطن والدولة.
يذكر ان ليلى شرف هي زوجة رئيس الوزراء الأردني الراحل الشريف عبدالحميد شرف الذي فجعت وفاته الاردنيين في العام 1981 ، كما انها تنتمي لأصول لبنانية على ان انتماءها للأردن يمتد لعقود طويلة، حيث كان والدها الراحل سليمان النجار اول رئيس اطباء عربي للقوات المسلحة الاردني في خمسينيات القرن الفائت.
يذكر ان ليلى شرف طانت استقالت من منصبها كوزيرة للاعلام في عهد حكومة احمد عبيدات العام 1984 احتجاجا على تقييد حرية التعبير.
وهي واحدة من رائدات الحركة النسوية في الاردن، كما انها من رائدات حركة القوميين العرب التي انتسبت إليها اثناء دراستها في الجامعة الأميركية في بيروت وترى ليلى شرف ان الحركة كان يسير فكرها نحو المساواة والعدالة وتسعى إلى مجتمع ديمقراطي ، ولديها الأسس كيف ينشأ مجتمع ديمقراطي رغم انها لم تكن ديمقراطية نظرا لطبيعة العمل السري في مرحلة الستينيات من القرن الماضي .
فارس شرف وبرقيات ويكيليكس
والى ذلك، يشار الى انه ظهر في الاوان الأخير اسم الشريف فارس شرف في إحدى برقيات سفارة أميركية سربها موقع ويكيليكس في 30 أغسطس/آب الماضي، باعتباره الرجل الذي رفض منح رئيس الوزراء الأسبق علي أبو الراغب رخصة لإنشاء بنك جديد في الأردن، وذلك أثناء عمله نائبا لمحافظ البنك السابق أمية طوقان.
وقبل ذلك اشتبك شرف علنا مع رئيس الوزراء سمير الرفاعي أثناء عمله مديرا لوحدة الاستثمار في الضمان الاجتماعي، على خلفية خلاف حول شراء أراض تابعة للجيش في منطقة دابوق ومدينة الحسين الطبية، وأشاد الإعلام ورجال السياسة بشرف باعتباره دافع عن أموال الفقراء المستثمرة في الضمان الاجتماعي والمخصصة لتقاعدهم.
ويتحدث سياسيون أردنيون عن أحد أسباب استقالة شرف والمتعلقة بوضع المنحة التي حصل عليها الأردن من السعودية قبل أسابيع في حساب الموازنة العامة، بخلاف ما أرادته مرجعيات عليا من توزيعها على موازنات أخرى داخل الأردن.
غسيل أموال
وكشفت مصادر مطلعة للجزيرة نت أن أحد أهم الملفات التي تصدى لها شرف تمثلت في تحويله إلى القضاء قضية غسيل أموال اتهم فيها المستثمر الأردني حسن اسميك بقيمة مائة مليون دولار.
ويرى المحلل الاقتصادي سلامة الدرعاوي أن استقالة شرف جاءت لاصطدامه بعدد من الملفات خلال فترة عمله القصيرة في الأشهر العشرة التي قضاها في المنصب.
وأوضح للجزيرة نت أن شرف اصطدم بالحكومة أكثر من مرة، بداية بانكشاف حساب الخزينة في شهر مارس/آذار من العام الجاري ورفض حينها البنك المركزي تغطية الحساب، مما هدد بعدم قدرة الحكومة على دفع رواتب الموظفين وسط حالة من الغضب الشعبي.
ولفت الدرعاوي إلى أن تحويل شرف رجل الأعمال حسن سميك إلى القضاء بتهمة غسيل الأموال "أغضب مرجعيات عليا يعتبر سميك مقربا منها"، وتابع أن رؤساء بنوك اتهموا شرف باتخاذ إجراءات مشددة ضد بعض البنوك "التي يرتبط أصحابها بعلاقات مع مسؤولين لا سيما رئيس الوزراء".
وعن قضية المنحة السعودية، اعتبر الدرعاوي أن شرف اختلف مع مسؤولين في الحكومة بشأن أولويات إنفاقها، وهو ما عجل برحيل الرجل.
وحسب رأي الدرعاوي فإن تغيير محافظ البنك المركزي "بهذه السرعة أمر خطير ويعطي رسالة سلبية جدا وخاطئة وضبابية للمستثمرين، الذين سيعتبرون خطوة إقالة محافظ البنك المركزي مؤشرا سلبيا للاستقرار النقدي والمصرفي بالأردن
البخيت يهاجم فارس شرف: انه ليبرالي !
واذ ذاك، وصف رئيس الوزراء الاردني الدكتور معروف البخيت محافظ البنك المركزي المستقيل فارس شرف بـ”الرجل المحترم وعل خلق عال واحترمه اشد الاحترام واحترم والدته العين ليلى شرف”.
وقال البخيت في لقاء استثنائي مع الصحفيين البرلمانيين الذين يغطون مجلس النواب في مكتبه انتهى قبل قليل ان الاسباب الحقيقية وراء استقالة شرف عدم انسجامه مع هيكل الادارة الاردنية بشكل عام، كما انه غير منسجم وغير مؤمن بالتوجهات الحكومية “.
واضاف البخيت ان الحكومة ركزت في برنامجها على الامن الاجتماعي والاقتصادي وتحدثنا عن الطريق الثالث، لكن شرف لم يكن مؤمنا بهذا النهج الحكومي او حتى في دعمه ، فهو ينكر علينا الاقتصادي الاجتماعي لكونه ليبراليا وهو مؤيد تماما لاقتصاد السوق وبقوة شانه في ذلك شان اللبراليين.”.
وقال رئيس الوزراء ان فارس شرف كان ضد كل التوجهات الحكومية وكان يحرض على الحكومة في الصالونات السياسية ويحرض على النهج الحكومي ويقول ان النهج الحكومي خاطيء، وكان يدعو الحكومة الى رفع الاسعار.
واضاف رئيس الوزراء ان محافظ البنك المركزي المستقيل فارس شرف كان له اسلوب متفرد في التعامل ربما لان لديه شيئا من الاعتداد بالنفس وربما اكثر من ذلك، ولذلك كان يتصرف بطريقة فردية ويتصرف بسبب شعور عنده بانه محصن بسبب خلفيته الاجتماعية.
وقال رئيس الورزاء ان قرار استقالة شرف جاء لانقاذ مؤسسة البنك المركزي من الفردية، وما يقال عن ان السبب هو تسريبات ويكليكس غير صحيح بالمطلق وان هذا الامر يشبه ادعاء البطولات، لان رفض ترخيص بنك لاحد رؤساء الوزراء السابقين كان في عهد حكومتي السابقة وفي زمن المحافظ السابق للبنك المركزي امية طوقان وصدر القرار بتاريخ 13 / 2 / 2006 .