
جفرا نيوز - عين رجل الاقتصاد محمد سعيد شاهين الاحد محافظا للبنك المركزي الاردني خلفا للشريف فارس شرف الذي تولى المنصب في تشرين ثاني/نوفمبر الماضي. وصدرت ارادة ملكية بالموافقة على تعيين شاهين محافظا للبنك المركزي، على ما افادت وكالة الانباء الاردنية الرسمية (بترا).
واضافت الوكالة ان "مجلس الوزراء قد وافق على قبول استقالة سيادة الشريف فارس شرف من منصبه كمحافظ للبنك المركزي".
وأثارت استقالة أو إقالة الشريف فارس شرف تساؤلات في الأوساط الأردنية، وقالت مصادر انه استقال من منصبه يوم الأحد لرفضه الموافقة على تعيين اثنين من كبار المستثمرين رؤساء مجلس إدارة احد البنوك التجارية.
وقال مصدر فضل عدم ذكر اسمه "حسل موقع وطن الالكتروني" أن تعيين المستثمرين كان سيتم خلال اجتماع تعقده إدارة البنك في 25 من الشهر الجاري، هو القرار الذي اعلن الشريف رفضه بسبب التزام شركات المستثمرين استنادا لمبدأ الحوكمة الرشيدة الذي يمنح محافظ البنك المركزي صلاحية الاعتراض على تعيين اكبر حامل للأسهم رئيسا لمجلس الإدارة حفاظا على حماية أموال المودعين.
ضغوط من جهات عليا
واضافت المصادر الاردنية ان قرار تعيين المستثمرين المذكورين كان نتيجة بضغوط من قبل جهات عليا حدا به لتقديم استقالته بعد رفضه الموافقة على تعيينهما وهو أمر كان رفضه في البداية على اعتبار أن الحالات التي يجوز فيها لمجلس الوزراء إنهاء خدمات محافظ البنك المركزي في المواد (20-22) من قانون البنك المركزي لا تنطبق عليه.
ونتيجة لمواصلة الضغوط قدم الشريف شرف الذي تولى منصب محافظ البنك المركزي في 25 من نوفمبر/ تشرين ثاني الماضي استقالته الأحد، وبحسب المصدر فان الحكومة ستلتزم بدفع باقي قيمة عقد شرف الموقع لمدة خمس سنوات.
شرف يجنح الى الصمت
والى ذلك، قالت صحيفة (الإصلاح) الالكترونية التي اطلقت اول عدد لها الأحد في عمان ان محافظ البنك المركزي المستقيل فارس شرف يجنح الى الصمت والتحفظ ردا على الهواتف التي انهالت عقب قرار اقالته من منصبه كمحافظ للبنك المركزي وسط اجواء درامية غير مسبوقة تمثلت باصرار رئيس الوزراء معروف البخيت على انفاذ قراره باقالة شرف رغم رفض الاخير الامتثال لهذا القرار.
وقالت الصحيفة: اذا ما سلمنا بان قرار رئيس الوزراء بتغيير محافظ المركزي خرج عن التقاليد المتعارف عليها نظرا لحساسية هذا المنصب والكفاءة المهنية العالية التي تميز بها شرف فان هذا الحدث فتح باب التكهنات على مصراعيه حول اسبابها ومبرراتها و”الحكمة ” التي تقبع خلفها.
واضافت (الإصلاح) ويعتبر الحديث هنا عن تباين وجهات النظر بين الرجلين حول القضايا التي تتعلق بدور البنك المركزي ابرز السيناريوهات المتداولة ولكن مثل هذا الامر حدث كثيرا بين رؤساء الحكومات ومحافظي المركزي الذين تؤهلهم مكانتهم لتغليب وجهات نظرهم وقراراتهم باعتبارهم الاقدر على تفهم الوضع المالي والنقدي وحمايته من اي مجازفات اوقرارات تكتيكية تخدم مصالح حكومات.
وقالت: هذه سابقة خطيرة ان يزج بمنصب محافظ البنك المركزي في مداولات وشائعات راجت في عمان وسرت كالنار في الهشيم وكل يحلل حسب تصوره واعتقاده مما يثير مخاوف وشكوكا بشأن كفاءة الحكومة في ادارة الملف الاقتصادي والمالي .
واشارت الصحيفة الى ان الامور قد وصلت الامور الى حد انتشار شائعة صباح الأحد تفيد بمنع الشريف شرف من دخول البنك المركزي وهو ما نفاه الناطق الرسمي باسم الحكومة.
والى ذلك، فان كل الانظار تتجه الآن الى الشريف فارس شرف الذي يعد نفسه لعقد مؤتمر صحفي يكشف الملابسات والتفاصيل المتعلقة باستقالته .
وتصب مجموعة المؤشرات التي تحصلت عليها “الاصلاح نيوز”حول الاسباب التي ادت الى اقالة شرف من منصبه تحت عنوان واحد وهو عدم الرضا عن سياسته المتشددة في ادارة البنك المركزي وعدم تفاعله مع بعض الاستحقاقات السياسية وما تستوجبه من قرارات مالية.
وتؤكد المعلومات ان العديد من الوساطات تم بذلها ليلة امس مع رئيس الوزراء معروف البخيت لثنيه عن قراره باقالة شرف .
وكانت حكومة سمير الرفاعي قررت تعيين الشريف شرف محافظا للبنك المركزي في اواخر تشرين الثاني “نوفمبر”الماضي
خلفا لامية طوقان بعد ان امضى طوقان فترتين محافظا للمركزي كل منهما خمس سنوات .
وكان اخر منصب تولاه شرف قبل محافظ المركزي هو الرئيس التنفيذي / رئيس مجلس ادارة الوحدة الاستثمارية للضمان الاجتماعي وهي صندوق التقاعد الخاص بمتقاعدي الضمان الاجتماعي في القطاعين العام والخاص الذي تبلغ قيمته مليارات الدنانير .
وشغل قبل ذلك نائب محافظ البنك المركزي والمدير التنفيذي للإشراف المصرفي في البنك المركزي ، وقبل البنك المركزي كان الشريف شرف يشغل منصب المدير الإداري للاستثمار المصرفي ورؤوس أموال الأسواق والأبحاث في بنك الصادرات والتمويل .
كذلك شغل منصب محلل استثماري في مؤسسة التمويل الدولية في واشنطن دي سي، وباحثا اقتصاديا في سوق عمّان المالي.
يحمل الشريف شرف وهو من مواليد 1970 درجة الماجستير في الاقتصاد، ودرجة الماجستير في الصيرفة والنقد، ودرجة البكالوريوس في الاقتصاد والعلوم السياسية.
آخر تصريح صحافي
وكان دعا شرف في مقابلة نشرتها صحيفة "العرب اليوم" المستقلة الاحد الى "تبني برنامج وطني للاصلاح الاقتصادي يدعم الاستقرار المالي والنقدي في المملكة".
واكد "ضرورة ان يتضمن البرنامج مجموعة اجراءات وتدابير من شأنها معالجة الاختلالات الداخلية في الاقتصاد المتمثلة بعجز الموازنة المزمن من خلال تخفيض الانفاق الاستهلاكي واعادة ترتيب سلم اولويات الانفاق الرأسمالي بالتركيز على المشاريع الاكثر جدوى".
وتوقع شرف ان "يصل النمو الى 3% وان يكون اقل من المتوقع والمستهدف والمرغوب وهذا يؤثر على دخل المواطن والناتج المحلي".
واقرت الحكومة الاردنية نهاية العام الماضي موازنة 2011 بحجم يقارب 6,3 مليارات دينار (نحو 8,8 مليارات دولار) مع عجز تجاوز 1,5 مليار دولار.
وسجل معدل التضخم في الاردن العام 2008 مستوى قياسيا بارتفاعه الى 15,5% مقارنة بالعام 2007 الا انه انخفض العام 2009 الى 7% والى نحو 5% في العامين 2010 و2011.