النسخة الكاملة

نضال الفراعنة يكتب : "اية الرزاز .. إطلاق الرصاص وشرف الخصومة"

الخميس-2019-04-25 11:44 am
جفرا نيوز - جفرا نيوز- خاص- نضال الفراعنة
‏90‎%‎وربما أكثر من الذين هاجموا رئيس الحكومة الدكتور عمر الرزاز على خلفية مقابلة قديمة لابنته لم يتتبعوا أصل المقال ولا موعد نشره ولم يدققوا في خلفيات إعادة "نبشه ونشره"، إذ لم تمض ساعات قليلة حتى أصبحت آية الرزاز هي سبب المديونية الأردنية وهي سبب تراجع الأردن، فيما وصل الأمر إلى التشكيك ب"مُواطَنَة وانتماء" الرزاز وعائلته وشرائح كبيرة من المواطنين الأردنيين، وهو سلوك مرفوض وملعون وليس مقبولا على الإطلاق.
الشباب العرب الذين ولدوا وعاشوا في الغرب لديهم مصطلحات لا يمكن ترجمتها حرفيا كما هي من الإنجليزية لأنها تعطي مفعولا آخر تماما، فآية الرزاز لم تقل إنها تعيش مؤقتا في الأردن بل استخدمت مصطلحا مثيرا للجدل على سبيل اختصار كلام كثير، وهي عادة دارجة تماما لدى الشبان العرب الذين يعيشون في الخارج، لكن الأمر السيء هو الترويج للأمر باعتباره كارثة قومية وكأن الهموم الأردنية زالت تماما حتى ننشغل ب"سوء وحسن نية" بما قالته آية الرزاز والذي تظل هي مسؤولة عنه وليس والدها أو مكونات أردنية عزيزة وشريفة ومنتمية ووطنية جدا قدمت للأردن وأعطت وضحت بدون انتظار أجر أو شكر.
وعلى افتراض أن آية الرزاز قد قصدت ما ذهب إليه البعض من أصحاب "انتهازية المواقف" وانتظار الزلات فما هو مبرر الهجوم على شخص رئيس الحكومة واعتباره كما لو أنه كفر بالأردن أو خانه لا قدر الله، والأهم أن نسأل عما إذا كان الرزاز يستحق كل هذه الهجمة المعيبة والتي تفتقد ل"شرف الخصومة" خصوصا وأن المقابلة مع آية الرزاز قديمة ولم تكن مقابلة سياسية بل ضمن سياق رأي عادي لفتاة مراهقة تتحدث عن تطلعاتها وأحلامها وحياتها.
على الأردنيين أن يتمسكوا بشرف الخصومة وأن يبتعدوا عن تقييم وتصنيف الناس لاعتبارات ضيقة ومريضة، فآية الرزاز قالت موقفا يعكس رأيها ولا يمكن أن يكون منصة للهجوم والتشكيك بمكون كامل، فالأصل أن نختلف مع سياسات وقرارات المسؤولين اختلافا سياسيا ودستوريا وقانونيا وليس الذهاب لتصيد زلات أفراد من عائلاتهم أو النبش في مقالات الأبناء والأقارب لإعادة توظيفها سياسيا.
إن ما حصل أمس لهو أمر خطير جدا ، وأكثر ما بات يقلقنا في الأردن هو انتشار ثقافة القطيع الذين يعيدون نشر الأحقاد والافتراءات والأكاذيب على مواقع التواصل الاجتماعي من دون التحقق من صحة القصة أو فهم السياق العام، فهؤلاء يشكلون خطرا حقيقيا على الأردن مع التأكيد على أن العديد ممن تناولوا القضية تناولوها بحسن نية وبعتب ومحبة، لكن إطلاق الرصاص السياسي على شخص الرئيس على خلفية هذه القصة أمر متعمد ومعيب ولا يليق بشعب يأتي في مقدمة الدول التي دفنت الأمية.
فعلى المستوى الشخصي فإنني قد اختلفت مع دولة عمر الرزاز اختلافا كبيرا ولم أدافع عن قراراته السياسية واعتبرت العديد منها لا تختلف كثيرا عما جاء به أسلاف الرزاز ، لكن انتقاده ومعارضة سياساته شيء وانتقاد رأي سياسي لابنته التي لم تتعدى العشرين عاما وقت المقابلة هو شيء مختلف تماما هذا إذا افترضنا أن آية الرزاز قد عنت ما قولوها إياه فعلا.

 
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير