النسخة الكاملة

ادارة السير يا باشا .. إلى متى التغاضي ؟

الإثنين-2019-04-15 01:43 pm
جفرا نيوز - جفرا نيوز - شادي الزيناتي
لا يختلف اثنان في الاردن على همة ونشاط ونزاهة مدير الامن العام الباشا فاضل الحمود ، وعلى الجهود الكبيرة التي يبذلها في سبيل تطوير الجهاز وتحديثه ليصل الى اعلى المراتب العالمية ، من خلال الالتزام بمبدأ سيادة القانون والتشاركية العالية مع المجتمعات المحلية ، وغير ذلك من الامور الفنية الشرطية من تهيأة كل ما يحقق الرؤى الملكية لتطوير هذا الجهاز الذي نعتز به .
الا انه ومع كل الانجازات الكبيرة التي حققها الجهاز على مدار السنوات الماضية ومساهمته الفاعلة جدا في تحقيق الامن وحفظ الارواح والممتلكات ومكافحة الجريمة ، مازالت ادارة السير تشكل النقطة السوداء في خارطة انجازات مديرية العام ، رغم كل ما تقوم به من تنفيذ لتوجيهات الباشا الحمود .
ادارة السير والتي لا يوجد مواطن اردني الا ويروي قصته ومعاناته مع رقيب سير او دراجة او دورية ، الا من رحم ربي ، وعلى كثرة الشكاوى ، والمناشدات ، الا ان الامر مازال بتراجع ولم نشهد اي تقدم في هذا الصدد ، حيث ان الامر لا يقتصر على المخالفة المالية فقط ، بل يتعدى الى امور اشد خطرا مما يندرج تحت التعامل المباشر فنشهد "الاستفزاز المتعمد وعدم الاحترام والتعالي ومخالفة القانون بحماية الزي العسكري و"التبلّي" ، اضافة الى الفشل الكبير في تنظيم الحركة المرورية في كثير من البؤر الساخنة مروريا ، في ظل ادارات غير مهتمة سوى لعدد "دفاتر المخالفات" التي يتم انجازها وتحريرها شهريا ، وامور كثيرة  باتت تشكل كرة ثلج تكبر وتكبر ، نخشى من ان تنفجر في وجه الدولة واصحاب القرار ..
شرطي السير يجب ان يتحلى بمواصفات خاصة ومحددة على غرار كل دول العالم المتقدمة ، فيجب ان يتلقى تدريبات عملية ونفسية خاصة تساعده على العمل والتعامل مع الشرائح المتعددة للمواطنين حيث ان التماس مباشر معهم ، فعمل رقيب السير مع كافة الشرائح من مسؤولين ومواطنين وكبار سن ونساء وشباب ومتعلمين وغير ذلك من الفسيفساء الديموغرافية في المملكة ، وفي الاول والاخر يجب عليه ان يفهم انه لا يتعامل مع مجرمين بالعادة ، كما زملائه في النجدة او المراكز الامنية او الامن الوقائي او البحث الجنائي او المكافحة .
وليعلم الباشا الحمود ان ممارسات البعض من رجال السير قد تجاوزت كل حدود اللباقة واللياقة والكياسة وان عمل الكثير منهم يقوم على الجباية وفعل ما يريد تحت حماية الزي العسكري ، اضافة الى ان العديد منهم يخالفون القانون بشكل فاضح وللاسف لا يوجد رقيب او حسيب حيث ان الزمالة والمحسوبية بالعادة هي القانون الدارج .
كما ان مدراء السير الذين تواتروا على هذه الادارة لم يقدموا اي اضافات وكثيرا ما كانوا مع مرتبهم ضد المواطن وهذا مفهوم ، لكن ماهو غير مقبول الا يستمع المسؤول لشكوى المواطن او الاعلام ويبقي نفسه في برج عالي ويصبّ اهتمامه دوما على الـ "شو" الاعلامي وعبر مواقع التواصل الاجتماعي وكأن صورة تلتقط له هنا أو هناك تعد انجازا له ، وكم كنا نتمنى ان تطال التشكيلات الامنية الاخيرة مسؤولي الادارة .
رسالتنا للباشا الحمود وانت المسؤول ان تطل بعينك بنظرة ثاقبة لهذه الادارة وان تبدأ بترتيب البيت الداخلي فيها ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب وان تعطي توجيهاتك الحكيمة للبدء فورا بتطوير هذه الدائرة والتركيز على خلق ثقاقة جديدة تكون جسرا يربط بين رجل السير وبين المواطن بكل ثقة وتعاون ، حتى لا تنفجر كرة الثلج يوما ونبدأ كالعادة بالعمل على نظام  الفزعة !!
 نتفق تماما اننا لا نتخيل عمان "على سبيل المثال" بدون شرطة سير وبدون تنظيم لما تعيشه من اختناقات وأزمات ، لكننا ايضا نريد ان يكون هذا الجهاز وهذه الادارة على قدر كاف وعال من المسؤولية والانضباطية والعدالة والاحترام ، وان يأخذ كل ذي جق حقه ، فعلى الجميع الاجتهاد في موقع عمله ، وان يستشعر عظم الدور الذي يقوم به خدمة للوطن والمواطن .  
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير