مسيرات للعاطلين عن العمل .. بين الواقع والحلول
الخميس-2019-02-21

جفرا نيوز -
جفرا نيوز - ظاهرة جديدة تحاكي مأساة العاطلين عن العمل عبر انطلاق مسيرة لهم من العقبة لتتبعها إربد ولتكون مأدبا هي الثالثة ابتداء من يوم غد الخميس ..
في هذه المرحلة مازالت الدولة تعيش التحديات الصعبة ، فتعاقب الحكومات شكل فوارق كبيرة مابين المتأمل والمنهزم للواقع ، فلو انطلقنا من حكومة النسور - مع العلم ان الخلل متوارث واقدم - فقد أحدثت فجوة كبيرة في الديون العامة للدولة ، وعقبها حكومة الملقي التي ظلت تعزف على وتر الخروج من عنق الزجاجة بين الحين والآخر لتنتهي شرعيتها بالرفض الساخط الذي مثله تجمعات الدوار الرابع ، ومن تلك الحادثة ولدت حكومة الرزاز التي تعاصر تحديات كبيرة جدا جراء تراكم الملفات وتراخي السياسات في مايتعلق بالاستثمار والاقتصاد والحلول المالية للدولة ..
وبزيادة الازمات ، تظل مآرب سوق العمل ضيقة ، وان فتحت فإن هامش الشفافية قليل ، والانسيابية ترافق الواسطات والمحسوبية هنا وهناك ، فبالتالي نجد أن أعداد العاطلين عن العمل كبيرة جدا ولا تواكب قدرات الدولة التي تسيرها الحكومة بنفس الطريق بالاستعانة بالبنك الدولي وغياب المشاريع والخطة الحقيقية التي تتبنى هذه الطاقات البشرية ..
اليوم في زحام الامور المتراكمة نجد أن خيارات الحكومة ضيقة ، وقائمة الحلول خجولة والأدوات قليلة ، وإن التعامل مع هذه الظاهرة يجب أن يكون بعناية قصوى ، لا بطريقة القمع فالمواطن العربي بشكل عام والأردني بشكل خاص لم يعد يقوى على تحمل ظروف الحياة ، وكما يتم رفض السطوة من جهة فإن ترك الأمور من منطلق التعبير والحريات سيخلق أزمة على المدى الطويل ، وقد يتم استغلال الموقف وزرع النفوس المريضة وتجنيد صناع الخطابات لاستغلال هذه الأعداد لتصبح عدوى تجتاح المدن لا قدر الله ..
لذا فإن لغة الاستفزاز لا تصلح ، ولغة اللامبالاة التي عاشتها حكومة الملقي واستمرت بها لا وزن لها ..
ونحن حين نكتب لا نسطر حروفا من نقد واذمام للواقع وتجارب المسؤولين ، بل اننا نستعرض الصورة ، ولا نقف عند العرض للحدث بل نوجد الحلول التي نأمل أن يتم الأخذ بها وتسليط الضوء عليها ..
والحل في واقع الخيارات المحدودة وقنوات الثقة الضعيفة بين المسؤول والمواطن ؛ هي بتشكيل لجنة من قبل جلالة الملك شخصيا ، على أن تكون اللجنة مختارة من شخصيات مشهود لها من ضمن المحافظات ومناطق جيوب الفقر فهم القادرين على شرح تحديات المنطقة اكثر من غيرهم ، والقادرين ايضا على نقل الصورة بوضوح وشفافية الى سيد البلاد ، وبكل ما فيها من أبعاد لهذا الواقع المؤلم ، وهم الذين سيكونون بعيدا عن صناع الشعبويات أو الشخصيات التي لا تريد ان تعمل ، وبعيدين كل البعد عن الحكومة والوزراء والديوان ، واذا ما تم تغطية المحافظات بمثل هذه اللجان المكلفة تكليفا وليس تشريفا ، فإن هذه الظاهرة ستنتشر ، لذا تقتضي الضرورة باحتواء المشهد كل ومنطقته عبر هذه اللجان ..
ويمكن رسم جدول اعمال اللجان لتكون على هيئة اجتماعات ولقاءات ليتم نقل الموضوع بلغة الشعب وبعين الناس ولسان حالهم من أجل ارساء خطة عمل تكاملية ..
والجدير بالذكر أن هذه اللجان ليست للمدن التي انطلقت منها المسيرات انما لجميع المحافظات والمناطق النائية فهذه المشكلة لا يمكن اختزالها فقط بأصحاب هذه المسيرات ومطالبهم ..
وحفظ الله الأردن من كل سوء
#روشان_الكايد

