
جفرا/ غسان كريشان
منها تبدأ الحكاية، واليها يشتد الحنين، مع انبعاث صوت الشباب فيها:
جابُوا المحاورْ.. وقالوا يا فتى تكوَّى.. وشْ ينفع الكيّ برّه والوجَعْ جوّى!..
اذا .. هي "الياروت" .. أول زهر اللوز في بساتين "الكرك" .. ومضارب الزعامة تتعطر برائحة الشموخ والشيوخ .. وقهوة الضيف المثقلة بالهيل والعنبر.
وهو صباح الدم القومي الجعفري على بساط مؤتة ونشيد عبدالله ابن رواحه (يا حبذا الجنة واقترابها) .. وصيحة قدر المجالي على مشارف القلعة (يا سامي باشا ما نطيع) .. وعناد (توفيق الاستانة) وفروسية النار والرصاص في بندقية (عاطف ارفيفان) .. .. ويا (حابس) قوم كلم الهاتف ..
اليوم ..ينعطف الهوى نحو الجنوب .. للباشا المحبوب .. ونشرع نوافذ القلب باتجاه "الياروت" .. عندها يشرق الصباح، برائحة الجيش وبريق الزعامة، وطيف نخوة وشهامة، وشهاب عز يلوح في محيا (عبدالهادي عطا الله المجالي) .. ندي المحيا،القادم من طهر الجنوب، رمزا وطنيا، لم تنال من عزائمه كل الاحداث ولا المؤمرات التي كان الحساد يحيكونها ضده في "نص الليل"!..
يندلع الهوى ويتأهب القلب ونحن نتأهب لشرف الكتابة عنا"لجنوبي".. الزعيم بهيبته ونخوته وطيبته, وعبقرية رجل دولة،اثبت انه على قدر المسؤولية الوطنية، وان المنصب في عرفه، ما هو الا وسيلة لخدمة الناس، لا التعالي عليهم!..
اذا..اشمخ .. عنقر شماغك .. انت على مشارف الزعامة في قرى (اخوان خضرا) في (الربة) و (القصر) و(مرود) و(الياروت) .. و(شيحان) الاشم على عهده ..
وصباح الخير ايها (الباشا الشيخ) عبدالهادي المجالي .. صباح الكبار واهل الدار .. النور والنوار ..
ومساء الخير والهيل..و"القمرا" إللي نورت ليل ورا ليل.. عندها ينهض الياسمين الكركي في الوجدان الجنوبي المنسوج من طهر وبارود وحب وحرب..
والى الباشا الطيب الذي يتأهب للعودة الى مهبط عشقه "الكرك" بعد ان من الله تعالى عليه بالشفاء نقول: بالله يا نجم يا وضاح، واشرف على حبيب القلب وقل له: صباح الخير ابا سهل ..
Kreshan35@yahoo.com