النسخة الكاملة

باسم عوض الله غائب أم مغيب ؟

الخميس-2011-08-21
جفرا نيوز - جفرا نيوز - خاص

رئيس الديوان الاسبق باسم عوض الله شبه مختفي عن المشهد السياسي المحلي ، اخر ظهور له كان قبل  6  شهور من خلال مشاركته في اعمال مؤتمر عقد في عمان لمنظمة غرف التجارة الاسلامية .


ليس ثمة من أسباب واضحة تبرر أختفاء عوض الله عن المشهد السياسي الاردني ، فالرجل ذو رؤية سياسية اصلاحية في الاقتصاد والسياسية ،وتيار عوض الله الاقتصادي لازال متربعا على عروش المؤسسات الاقتصادية في الاردن ووزراء تياره الاقتصادي الذين دخلوا للحكومات لازالوا يمرون عبرها دون أن تصيبهم التغييرات والتعديلات الوزارية والحكومية بأي أثار .

اشتاق الاردنيون لعوض الله ، و أشتاقوا أكثر لتصريحاته ، و سلوكه ومواقفه السياسية ،فالرجل أختفى فجأة وغادرنا دون سابق أنذار ، فهو متهم بنظر الرأي العام الاردني كغيره من المغامرين في السياسية الاردنية ، و لا يقل حجم الاتهام الموجه اليه عن فرقائه في العمل السياسي مدير المخابرات السابق محمد الذهبي ، وغيره من قيادات لمؤسسات أمنية أثير حولهم شبهات فساد لا تقل عن الشبهات التي أثيرت حول عوض الله .

الجواب عند غياب عوض الله يمكن أن يجيب عنه الرجل نفسه ، فلا حتى رفاقه في السلطة قادرين على تفسير سر غيابه ، فبعضهم لازال يغامر في العودة الى المشهد السياسي و أحياء مشروعهم في الدولة ، و أخرين من أعوانه ينشطون في الحياة السياسية الاردنية باحثين عن ادوار سياسية جديدة تتلاءم من التطورات و الاصلاحات السياسية التي تدب في شريان الدولة .

عوض الله ، وهو شخصية تمتاز بفطنة ، و ذكاء سياسي و أجتماعي رفيع ، يدرك جيدا أنه لم يستنفذ فرصته في السلطة وانه عائد للعب دور سياسي كبير في المرحلة المقبلة ، و أن كان الرجل يصنف بانه من أكثر الشخصيات السياسية المنبوذة شعبيا ، و تلقى كراهية واسعة من قبل الرأي العام الاردني ، بل أن الرجل يعتبر من أكثر المغامرين في السياسية الاقتصادية ،وخلف ورائه ويلات و مصائب في القرار الاقتصادي لا زالت  الحكومات تعالج ويلاتها ، ومصائبها على المواطن والدولة .

حتى لا نفهم أننا نروج لعوض الله ، فان فتح ملف عودته المقصود منه أعادة السؤال عن مشروع عوض الله في الدولة الاردنية ، وكيف أن الرجل وفرقاه في السياسية أدخلوا البلاد في أزمات كبرى لازالنا ندفع تداعياتها لحين هذا الوقت ، وربما يمتد تأثيرها لابعد من ذلك زمنيا .


© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير