النسخة الكاملة

حراكيو الرابع والرزاز.. استمرار الحوار ضرورة وطنية

الأربعاء-2018-12-11 10:03 pm
جفرا نيوز -

جفرا نيوز- خاص
مشهدان استرعيا انتباه المراقبين السياسيين في الأردن، كلاهما له علاقة ب"الدوار الرابع" أحدهما حصل في شهر يونيو الماضي، والثاني حصل بعد الأول بست أشهر تقريبا، إذ كان لافتا حجم الفرق بينهما، فيبدو أن صدر الدولة قد بدأ يتحمل مضاعفات وتداعيات "صناعة الفرق" في التعاطي مع الأزمات الداخلية، فهاني الملقي أظهرته صور ومقاطع فيديو عدة متجهماً وهو يلتقي نقابات ومنظمات مجتمع مدني طلبت منه تعديل قراراته الاقتصادية، وهو الذي رفض أي مساس بها، بل وقيل إنه رفض "الاتصال بالشارع" قبل أيام قليلة من "تسقيط وزارته" فيه، وعلى مقربة من مكتبه. عمر الرزاز إما ب"ذكاء" يُحْسَب له، أو ب"تعلّم" يُحْسَب للدروس التي تُفْرِزها الأزمات عادة، قام ب"توسيع صدره" وقرر بإصرار منه على استقبال مجموعة من الناشطين الذين يشاركون بفعاليات احتجاجية على الدوار الرابع منذ شهر يونيو الماضي، رغم نصائح هامسة للرزاز بتجنّب لقاءات من هذا النوع بسبب ما قد يُرافِقها من "شعبويات وصوتٍ عالٍ وإحراجات"، لكن الدكتور الرزاز الذي يعمل منذ مجيئة ب"طريقة هادئة ورصينة وبطيئة" أصر على عقد اللقاء في "قلب الرابع"، وفي مكان تُسْمَع منه بوضوح عادة أصوات المحتجين منذ شهر يونيو الماضي. مجرد عقد اللقاء ليل الثلاثاء شكّل مفاجأة سياسية من النوع المطلوب للأجواء السياسية، فالرزاز كان هادئا وحيكما ومُنْصِفا بالاستماع الذي تعدى الوقت المقرر للقاء، ودوّن بنفسه العديد من الملاحظات التي وردت على ألسنة الحضور، فيما كان "أهل الحراك" يتمتعون بقدر عالٍ من "الحس الوطني" الذي أنتج "أجواء إيجابية" للحوار، وإن كان أغلب المتحدثين قد كرروا نفس المطالب، لكن استمرار الحوار هو فائدة بحد ذاتها، وعلى الجميع دولة وحكومة ومواطنين البناء فوقها، لأنها أساس مهم جدا، ويعتبر نجاحا سياسيا للرئيس الرزاز، الذي تمكن من جمع وجوه عدة في حراك الرابع.. على مقربة من الدوار نفسها، مع فارق بسيط وهو "الصوت الهادئ والحكيم" لأطراف الحضور، وبعيدا عن "الشعبويات والمزايدات". مما يُرْوى عن الاجتماع أن الرئيس قد تفاعل مع جميع الطلبات التي وُجّهت إليه بصفته رئيسا للحكومة، وأن الرئيس حرص على الاستماع للجميع حتى لأصحاب "العبارات الخشنة"، وأن العديد من مداخلات الحراكيين وُوجِهت ب"ابتسامة الرزاز" التي أظهرها مرارا على ملامحه، ومما يروى أيضا أن الرئيس "وعد خيرا" إزاء العديد من المطالب، وفيما يتردد أيضا أن العديد من الحراكيين قد تبرأوا من "الشتائم والسباب" الذي طال شخصيات سياسية في الاحتجاجات، وأن حراك الرابع لا يمكن ضبط كل مَنْ فيه، وأن كثيرين قد يكونوا أرادوا أن يُسيئوا للحراك، ومطالبه الواضحة والمعلنة. قد لا يُشكّل الاجتماع مع الرزاز "حدثاً عظيماً"، لكنه بدون أدنى شك سيكون "اختراقا مهما" للجدار السميك الذي كان يحجب صوت الناس عن الحكومة التي يفترض أنها جاءت لتخدم الناس، لكن أهمية الحوار –أي حوار- تكمن في استمراره والبناء فوقه، وأن العديد من المطالبات لا يمكن تلبيتها في "يوم وليلة"، إذ لابد من تلبية معاييرها القانونية والأمنية والقضائية قبل أن يتبرع الرئيس بلبيتها، والرئيس الرزاز يُظْهِر حرصا كبيرا ل"مؤسسات الدولة"، مثلما يُظْهِر حرصا على الاستماع للناس، حتى هؤلاء الغاضبين منهم  
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير