عندما تتنصل "الارصاد" من المسؤولية بـ"عدم الاستقرار والسيول" وتبقي الحكومة تحت الضغط
السبت-2018-11-24 05:22 pm

جفرا نيوز -
جفرا نيوز – شادي الزيناتي
المتتبع لنشرات احوال الطقس الصادرة عن الارصاد الجوية الاردنية مؤخرا سيجد ان جلّها يعتمد على كلمات فضفاضة ومعادة وتركزت في غالبيتها على مصطلحات كـ "حالة عدم الاستقرار الجوي" ، اضافة لتحذيرات من السيول والتواجد في مجاري الاودية.
النشرات الجوية مؤخرا وبعد كارثتي البحر الميت والهيدان يبدو ان الارصاد الجوية تتعمد من خلالها ابعاد اي مسؤولية عنها بوضع "مقطوعة التحذيرات " من السيول كخاتمة كتاب رسمي يجب ان تكون في كل نشرة ، وتوجيه المسؤولية على المؤسسات الاخرى تحت ذريعة اننا قمنا بنشر التحذيرات ، وهذا يدل على ضعف الادارة وقلة الخبرة وعدم دقة التنبؤات الجوية التي اعتاد عليها المواطن الاردني منذ مدة طويلة ، ففقد الثقة بنشرات الارصاد الجوية واصبح يعتمد على فتح نافذة منزله صباحا .
ما تقوم به الارصاد لا يعد باي شكل من الاشكال عملا احترافيا ، فاطلاق التحذيرات عموما دون تخصيص المناطق وترك الحبل على الغارب في النشرات يجعل مؤسسات الدولة كافة تحت الضغط والطواريء مما يستنزف الجهود البشرية والمخصصات المالية في كامل محافظات ومناطق المملكة دون استثناء ممن قد يصيبها المطر او تسطع الشمس عليها .
ان العمل الاحترافي يستوجب تحديد اقل مدى واكثر دقة في تشخيص الاحوال الجوية والتنبؤ بالقادم حسب الخرائط الجوية واستخدام كافة اشكال التكنولوجيا المتاحة ، وعدم ترك الامور للحظ ، فالتعميم في هذا الامر مرفوض ، ويجب ان يكون هناك وقفة جادة للحكومة امام هذا الملف الهام ، حيث بات من غير المعقول ان نقضي شتاء هذا العام تحت وطأة التحذيرات من السيول وحالات عدم الاستقرار حسب مايقول المثل الشعبي "ان ماصابت ما خابت" !!
على الحكومة اعادة هيكلة هذه الدائرة الهامة جدا والتي اصبح عملها على درجة كبيرة من الاهمية بعد الكوارث والحوادث المؤسفة التي وقعت في البلاد ونتج عنها عشرات الوفيات ، فالمطلوب اليوم اعادة الهيكلة والتأهيل سواء كانت على مستوى الادارة ام الكوادر البشرية او الاجهزة المعمول بها ، فليس معقولا مايحدث ..

