النسخة الكاملة

قواتنا المسلحة واجهزتنا الامنية "مصانع رجال وجبال تتكئ عليها أمّة

السبت-2018-11-10 04:17 pm
جفرا نيوز - جفرا نيوز|خاص أن يقف تحت "أمطار غزيرة"، وإلى جانب "سيول قاتلة"، وأن تنزف يده دماً زكياً طيباً، فهذه "خطوة جبارة" لا يفعلها إلا شاب أردني انتمى بـ "قلبه الأبيض" وبـ "زنوده السُمْر" إلى "مصنع الرجال"، وحين تطلق الأوطان لفظة مصنع الرجال فهو لن يكون سوى لمنتسبي الاجهزة الامنية بكافة اشكالها والقوات للمسلحة التي يفتح منتسبيها عيونهم ليل نهار، وبكل الظروف ليُغْمِضها الجميع، ولا يمكن لجندي تنزف يده وأن يظل حاضرا في الميدان إلا سوى من لوّحت شمس الأردن جبينه فهي تقسو أحيانا لـ "تنتج وتنجب الرجال". "الحذر لا يلغي القدر"، والسيول القاتلة التي داهمت شيوخنا وأطفالنا ونساءنا كانت من "النوع الغادر"، ولولا "رجولة وتضحيات" اولئك الرجال التي "فزعت" إلى الميدان منذ الدقائق الأولى لبدء تشكل السيول لكنا أمام "كارثة استثنائية" لم تنج منها أيضا دول عدة حول العالم طيلة الأسبوعين الماضيين، إذ ظل رجال الجيش والأمن العام والدرك والدفاع المدني وزملائهم في الميدان حتى لحظة كتابة هذا التقرير بعد ظهر يوم السبت، وهو يتأكدون أن أردنيا واحدا لم تتقطع به السبل في سيول لم يتوقعها أحدا بسبب غرابتها وضخامتها وندرتها في مثل هذا الوقت من العام.
أبطال "مصانع الرجال" أدوا بـ "بسالة وتضحية وإيثار" ما هو فوق طاقتهم بكثير، ولم يعودوا إلى أطفالهم وفراشهم، حتى ينام الوطن آمنا مطمئنا، صحيح أن هذا من واجبات ودور تلك الاجهزة في كل مكان حول العالم حينما تشتأد وطأة الازمة، لكن من شاهد الصور الملتقطة لرجال الامن والدرك والدفاع المدني والقوات المسلحة فإنه بالتأكيد قد شاهد كمية الإصرار والعناد والمثابرة والتضحيات لمساعدة الملهوفين الذين وجدوا أنفسهم بين سيول لا ترحم، ففي مقاطع فيديو كثيرة يظهر صوت لمواطنين وهم يناشدون احد افراد القوات المسلحة بعدم المغامرة في ظروف جوية بائسة جدا، وفي مقطع آخر فإن رجل أمن يقوم بمنع مواطن من اللحاق به وهو يهب لإنقاذ عائلة، في مشهد استثنائي يندر أن تجده في دولة غير الأردن.
"جندي الشرف" و"المواطن الصالح".. شراكة فريدة من نوعها لاتجدها الا في اردن الهواشم
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير