النسخة الكاملة

الملك "يُصوّب" السوشيال ميديا.. فمن "يلتقط الإشارة"؟

الأربعاء-2018-10-31 01:55 pm
جفرا نيوز - جفرا نيوز|خاص
"يتمغّط" أحدهم من سريره أو أريكته الوثيرة، حاملاً هاتفه ليتكب على أحد مواقع التواصل الاجتماعي "كذبة أو إشاعة أو استعراض شخصي"، ثم يُقْفِل هاتفه ويرتفع صوت شخيره، لكن هناك مسؤولين ورجال دولة وحماة لهذا البلد يجتهدون طول الليل لحماية "أمن واقتصاد وسلامة" الدولة من هذه "التغريدة الكاذبة"، أو "التغريدة الشائعة"، من دون أن يعي هذا أو ذاك أن "الشائعة والكذب" ربما يجلبان "تصفيقا وبضعة لايكات"، لكنه أبدا لا يصنع مجداً شخصياً، وأن ما يُبْنى على "زيف" يظل زائفاً، وإن لحقه الكون كله.
ظهر جلالة الملك شخصياً، وعبر مقال موجه إلى الأردنيين ليقول لهم ب"أدب الملوك" و"تهذيب الهاشميين" أن الأمر لم يعد تواصلاً اجتماعياً بقدر ما أصبح "تناحراً اجتماعياً"، ليُصارِح الأردنيين بأنه إجازته السنوية الصيف الماضي كان دليلاً على تعرضه لقصة مريرة على مواقع التواصل الاجتماعي، وأنه حتى بعد عودته وترؤسه اجتماعات مغطاة إعلاميا ظل هناك من يُجادِل ويسأل عن غياب الملك، لكن أخطر ما لفت إليه الملك بين سطور مقالته هو هذا "الكم الهائل" من تجاوز القيم والأخلاق والآداب العامة على منصات مواقع التواصل الاجتماعي، وهو أمر يُنْذِر بالأخطر، وربما الأكثر خطراً.
لا أحد يُقيّد حرية الرأي العام في التعبير عن آرائه وانتقاداته وأفكاره، بل وحتى "الغضب الوطني النبيل"، لكن في المقابل لن يقبل أو يرضى أحداً استمرار الأحوال على حالها في بلد أصبح "يغفي ويستيقظ" على شائعة، فلا يزال السواد الأعظم من الأردنيين يتساءل: "كيف فتح بعضهم أبواب سد ليس له أبواب؟"، وكيف تخيل بعضهم أن الدولة يمكن أن تقتل أبناءها بفتح سدود لا تُفْتح، أو كيف لأردنية أن تصف المسؤولين الأردنيين ب"القوادين"، أو كيف لنفس الأردنية أن تصف الأطباء الأردنيين ب"التيوس"، إلى أين نريد أن نصل؟.. إلى بلد تُحْتَرم فيه القوانين وتُحْفَظ فيه حقوق الجميع، أم غابة لا حقوق أو أمان أو أعراض فيها لأحد.
الملك قال كلمته بعد ساعات قليلة من "تجرؤ غير مسبوق أردنياً" حينما صارح رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز النواب أن الحكومة تتحمل مسؤولية أخلاقية عن فاجعة البحر الميت، وهي جرأة سياسية تُحْسب للحكومة.
بعد قول الملك.. وجرأة الحكومة بتنا بحاجة أولا لمعرفة كل مُقصّر، وثانيا وضع حد ل"سخافات وسفالات وتفاهات" من يبحثون عن "لايك" على مواقع أردناها ل"التواصل الاجتماعي"، وإذا بها تتراكم مع "حلم الدولة" إلى وسيلة ل"التناحر الاجتماعي".  
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير