الرزاز مصارحاً "الدولة الغائبة": "صحيح.. إلنا دخل"

جفرا نيوز - جفرا نيوز|خاص
توقفت مستويات سياسية وبرلمانية وإعلامية واجتماعية عند "المدلولات العميقة" لكلمة رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز اليوم الثلاثاء أمام مجلس النواب بشأن فاجعة البحر الميت، فكثيرون تأكدوا من أنه "خطاب عاقل ومختلف" سحب القضية من "المتاجرة السياسية" إلى "سوح لجان التحقيق والمحاكم" التي يفترض أنها ستتولى مسؤوليتها إزاء من يثبت تقصيره، فكان لافتا ولأول مرة تقريبا أن يضع رئيس حكومة في الأردن ثلاث مستويات ل"المُقْصِرين" لا يأخذون "الجريرة السياسية" لبعضهم البعض. كثيرون في الحكومة والبرلمان والإعلام يقولون إن الرأي العام كان يتوقع من الدكتور الرزاز "خطاباً تبريرياً"، لكنه باغتهم بـ"تحمل المسؤولية" بعبارة استرعت انتباه كل الساسة الأردنيين داخل وخارج البرلمان حين قال: "الحكومة إلها دخل"، باللهجة المحكية محلياً، كما لو أنه يريد لاعتراف حكومته بالمسؤولية والتقصير أن يصل إلى الجميع بعيدا عن "قسوة الفصحى" التي غالبا ما تتيح للساسة "مهارب ومخارج" عند الحاجة، إذ أكدت الحكومة بما لا يدع مجالا للشك أنها بصدد المحاسبة الدقيقة، والمتأنية حتى لا يُظْلَم أحد أبداً، فتحديد المسؤولية بقدة هو أمر من شأنه أن يستهدف المقصرين وحدهم بالعقوبة المفترضة، ورافضا فكرة أن "تغيب الدولة" عن حدث إنساني مس قلوب الأردنيين جميعا ب"الوجع والغضب والحزن". أول ما فعله الرزاز بتصريح "إلنا دخل" فقد بدأ بعملية إيقاظ متكرر وعميقة لـ "الدولة الغائبة"، فأن تستيقظ متأخراً، خير من أن لا تستيقظ أبداً.