النسخة الكاملة

دهاء الرزاز وانقسام النواب يهدي الحكومة طوق النجاة ويُسقط النواب وللشعب : "عظم الله اجركم"

الثلاثاء-2018-10-30 04:04 pm
جفرا نيوز - جفرا نيوز – شادي الزيناتي بعد جلسة نيابية عاصفة استمرت نحو اربع ساعات في المدرج الرئيس لجامع الملك عبدالله بجوار مجلس النواب ، شهدت حديث 84 نائبا جلّهم انتقد الحكومة وادائها خلال كارثة البحر الميت التي ذهب ضحيتها 21 شهيدا واكثر من اربعين مصابا ، خرج مجلس النواب بعد جلسته الرقابية صباح الثلاثاء بقرار واحد هو تحويل الملف برمته للجنة تحقيق نيابية مانحين تشكيلها للمكتب الدائم . وفي تفاصيل المشهد الذي تابعته جفرا نيوز فان انقساما واضحا تم رصده بين صفوف النواب وكان في اتجاهات ثلاث ، اولها الغضب الجامح ضد الحكومة باكملها ووجوب تحملها المسؤولية الاخلاقية والسياسية اما بتقديم استقالتها او باقالتها من قبل المجلس ذاته ومن ثم محاسبة المقصرين من قبل القضاء . الاتجاه الثاني للنواب كان مع اقالة عدد من الوزراء حسب مسؤولياتهم وكان الاتجاه يصب في مقترحين وهما اقالة وزيري التربية والسياحة من جهة او اقالة وزراء "التربية والسياحة والمياه والاشغال والداخلية" ، وبدت الاغلبية النيابية تتوجه مع المقترح الاول خاصة بتوقيع 38 نائبا لمذكرة بحجب الثقة عنهما . اما الاتجاه الثالث فكان مهادنا مع الحكومة وحاول التخفيف من وطأة الحدث والمسؤولية عليها مطالبا بالانتظار لحين الانتهاء من اللجان التحقيقية الحكومية ومؤشرا نحو تشكيل لجنة تحقيق نيابية بالتوازي حتى ان احد النواب وصف الامر والحادثة برمتها انها مجرد "غضب رباني" في ذات السياق فان رئيس الوزراء عمر الرزاز كان الاكثر ذكاء ودهاء حينما استخدم خبثا سياسيا في مستهل الجلسة معلنا ان الحكومة "إلها دخل "، وهي التي تتحمّل المسؤولية العملية والإدارية والأخلاقيّة تجاه ما حدث في البحر الميت الخميس الماضي. واكد الرزاز ان واجب الحكومة في مثل هذه الظروف، وفي ظلّ هذه اللحظة الصّعبة، ليس البحث عن "كبش فداء"، وليس السعي إلى "فشّة الغلّ"، بل واجبها تجاه أرواح أطفالنا الأبرياء، الذين قضوا جرّاء هذه الفاجعة، أن تتحقق من الحيثيّات بأكملها، وأن تحدّد المسؤوليّة بدقّة، وأن تكشف بوضوح عن أوجه التّقصير والإهمال والخلل المؤسسي، حتى لا تتكرر مثل هذه المأساة. تصريحات الرزاز في بداية الجلسة سحبت فتيل غضب الكثير من النواب الذين المحوا لارتياحهم في مداخلاتهم لتحمل الحكومة لواجباتها رغم انها اتت متأخرة وان تلك التصريحات لو كانت في وقت ابكر لكان وقعها اكبر على الرأي العام . في المحصلة استطاع الرزاز بكلماته العاطفية وخطابه السياسي وحنكته من تحويل مجرى الجلسة قبل بدايتها وتخفيف حالة الاحتقان النيابية التي كانت تتجه للتصعيد باسقاط وزير او اثنين على الاقل مما اخرج الحكومة من مازق كبير . في المقابل فان الانقسام النيابي "المعتاد" وعدم تنسيق المواقف والجهود التي تحكمها وتبقى رهينة المرجعيات النيابية ادى الى ضعف المجلس وانقلابه على ذاته وعودته لمشاهد سابقة مر بها من خلال تصريحات نارية ذات سقف مرتفع كخطابات الثقة او الموازنة او جلسات المناقشات السابقة على قضايا جدلية اخرى كاتفاقية الغاز مع الكيان الصهيوني او رفع الدعم عن الخبز او استشهاد القاضي زعيتر ومواطنين داخل السفارة الاسرائيلية في عمان ، حيث كان العنوان العريض " صراخ وصراخ " دون اي طحن .. ذلك الانقسام في المواقف نتج عنه ضعف في القرار حيث كان يمكن للمتابع قراءة المخرجات من خلال سياق الجلسة والمشادات الجانبية بين الفرق النيابية صاحبة المواقف المتباينة وابتسامات وزير التربية الواثقة ! ختاما نستطيع القول في المحصلة ان ذكاء الرزاز وانقسام النواب اهدى الحكومة طوق النجاه لها ورمى بكرة النار في احضان مجلس النواب ليتواجه مجددا مع الرأي العام والشارع الاردني الفاقد الثقة في مواقفه اضافة لعائلات الشهداء التي كانت تمنّي النفس ان ينتصر لها ممثلوا الشعب بموقف يخفف الم وحرقة الثكالى والمكلومين منهم ومصاب اكثر من 9 ملايين اردني . الا ان مجلس النواب افقد نفسه مع سبق الاصرار فرصة كانت سترفع من اسهمه عاليا وربما كانت ستبني جسور ثقة جديدة مابينهم ومابين الشعب. مجلس النواب لم يستطع الانتصار لكرامة الشهداء ومصاب الاردنيين من وزير واحد على الاقل "كان واثقا" في جلسته ان شيئا لن يضيره ، وكذلك الحكومة باكملها حتى باعتراف رئيسها بتحملها المسؤولية التي يخشى الرأي العام ان يتحملها اذن المدرسة او موظف شركة السياحة او موظف في وزارة التربية والتعليم ، فبات لسان حال السواد الاعظم اليوم من المتابعين ان لاعزاء لاسر الشهداء او للشعب سوى " اعظم الله اجركم"
 
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير