"السوشيال ميديا" مجددا .. "الفاظ خارجة عن الادب والعرف" فالى اي درك وصلنا ؟
الأحد-2018-10-27 06:08 pm

جفرا نيوز -
جفرا نيوز|خاص
السواد الأعظم من الأردنيين وعلى رأسهم جلالة الملك عبدالله الثاني والملكة رانيا العبدالله والأمراء وكل الأردنيين الشرفاء وهم عنوان ثابت للوفاء والتضحية والإيثار كتبوا بأدب وحب واحترام وحزن عن فاجعة البحر الميت، فهي فاجعة كل بيت في الأردن، وكتب الأردنيين على مواقع التواصل الاجتماعي "قصتهم الحزينة وغصتهم" وهم ينزفون وجعا براءة الأطفال الذين قدّر الله عز وجل لهم أن يصعدوا إلى رحمته وعليائه في ظرف حزين وعصيب ودقيق، لقد هب شرفاء السوشيال ميديا منذ اللحظة الأولى ب"فزعتهم ودمهم وما يستطيعون إليه سبيلا"، وتناقل الأردنيون حتى اللحظة ما يمكن أن يُساعِد أو يُخفّف.. هناك شرفاء ملأوا خزانات سيارتهم بالوقود وانطلقوا بين المشافي لنقل الأهالي بحثا عن ذويهم، ومن دون أن يكون لهم أي صلة بالمتوفين والمصابين، لكنك لا يمكنك أن تسأل الأردني عن "فزعته ونخوته"، فهذه "فطرة" خلقها الله "وصارت طبيعة".
في الجانب الأسود والمُخزي أصر ممن ينتسبون زوراً وبهتاناً إلى أخلاق وفزعة الأردنيين إلى تحويل السوشيال ميديا إلى منصة ل"القاذورات" و"الأوساخ" و"السفالات" و "الانحطاط المقزز"، الذي لا يمكن إلا أن يكون سوى علامة على "نقص التربية" و"نقص الوطنية"، وإلا كيف تتمنى صاحبة حساب على فيسبوك ومن مقعدها الأثير "الموت والفاجعة" لنجلة وزيرة الإعلام الزميلة جمانة غنيمات ردا على تصريح لها بصرف النظر ما إذا كان هذا التصريح موفقا أم لا، كيف لهذه المعلقة التي كانت ربما تتناول "الشيبس والآيس كريم" من سريرها أن تنتقد أداء الدولة وتصف المسؤولين ب"لقوادين"، وأي قانون في العالم يسمح لها أن تصف مسؤولي الدولة ب"القوادين"، وفي بوست آخر تصف طبيب قد يكون اجتهد فأخطأ ب"التيس".
المسؤول والطبيب والوزيرة لا يجوز أن يتم نعتهم بهذه الألقاب المقززة والسافلة والوضيعة والتي تعكس عدم قيام الآباء بمهمة تربية أبنائهم، وعلى أهاليهم ألا يتحدثوا عن الفضيلة بعد اليوم، ومن الثابت القول أن هناك مسؤولية وطنية وأخلاقية على العشائر والقبائل –عمود هذا الوطن- بأن تسمح لصغارها باستخدام اسم القبيلة والعشيرة في كتابة "بوستات سافلة ومقززة"، وهناك مسؤولية كبيرة على عاتق سلطتنا القضائية –الملاذ والملجأ والمفخرة- في أن تضع حدا لهذا الانحطاط.
إن مسؤولينا –رغم اختلافنا معهم- ليسوا قوادين، ووصفهم بهذه الصفة يعكس "جرحاً وحرجا" في نفوس عائلاتهم وأبنائهم وأطفالهم من "معلق أو معلقة موتورة" تبحث عن "إضافة ولايك وتصفيق"، وليس من الطبيعي أن يتمنى أحدهم الموت لإبن أو إبنة مسؤول.. أي أخلاق وأي درك انحطاطي أوصلنا إليه "توافه وإمعات السوشيال ميديا".
لم يكن الأردن يوما "جمهورية موز"، ولا "حارة كل من إيدو إلو"، ولا يمكن لأحد أن يتخيل أنه سينعت المسؤول ب"القوادة" أو أن يتمنى الموت لإبن مسؤول دون أن يُحاسَب، وعلى الجميع أن يتدخل لوضع حد لهذه "السفالة" التي لا يمكن أن تعتبر حزنا أو غضبا، لأن الحزين والغاضب الحقيقي يتحدث ب"غصة وأدب وترحّم"، وتقبل تام لأقدار الله عز وجل كلها خيرها وشرها.
كلنا بانتظار معرفة المسؤول عمن تسبب بفاجعة البحر الميت، لكن كلنا أيضا بحاجة لمعرفة ما إذا كان يجوز لأحد ما أن يركب موجة الوسشيال ميديا وأن يصف مسؤولينا ب"القوادين"، أو أطبائنا الذين يعملون في ظروف معقدة واستثنائية بأنهم "تيوس"، أو إذا كان يجوز لأحدهم أو أكثر أن يتمنى الموت لإبنة وزيرة.. وهذا برسم الحكومة والأجهزة الأمنية والسلطة القضائية ونقابة الأطباء.. مرة أخرى أي درك أوصلنا إليه "توافه" السوشيال ميديا؟.

