هل تعيش الجامعات الاردنية على المنح والمساعدات ؟ اين تذهب عائدات البرنامج الموازي والدولي
الإثنين-2018-10-22 05:19 pm

جفرا نيوز -
جفرا نيوز - خاص - سلطت مفارقتان حدثتا في جامعتين اردنيتين الضوء على واقع الجامعات الاردنية وحقيقة الميزانيات التي تصرف لها.
وبحسب المتابعين فان الحادثة الاولى تمثلت بعدم مقدرة الجامعة الاردنية على توفير جهاز عرض البيانات data show لطلبتها، حيث تبرع بثمنه مجموعة من الطلبة الكويتين الدراسين في تلك الجامعة.
في المقابل اطلقت جامعة العلوم والتكنولوجيا تطبيقا على الهواتف المتنقلة سيتمكن بموجبه طلبة الجامعة من استخدام دراجات هوائية للتنقل داخل حرم الجامعة.
المشروع اطلق عليه اسم الدراجة الهوائية التشاركية "دراجتي" بهدف تنقل الطلبة بين الكليات والمرافق المختلفة لا سيما في ظل بعد المسافات بين مرافق الجامعة.
هاتان القصتان على بساطتهما اثارتا تساؤلات عديدة ابرزها اين تذهب مخصصات الجامعات وميزانياتها السنوية اذا كانت احداها غير قادرة على توفير مستلزمات اساسية.
وبحسب المراقبين فان الاستفسار الاكبر والاكثر اقلاقا وهو اين تذهب ميزانية الدولة وايرادتها المتصاعدة من ضرائب ورسوم اذا كانت معظم المشاريع البارزة خاصة في العاصمة عمان كالباص السريع وطريق المطار والطريق الصحراوي وغيرها في حقيقتها منح ومساعدات من دول شقيقة وصديقة.
حيث تحولت الاردن مؤخرا الى دولة ريعية تعيش على المنح والمساعدات الخارجية ، على الاقل هذا ما تقوله الارقام الرسمية التي تشير الى ان المملكة حصلت منذ عام 1970 وحتى 2014 على نحو 34.716 مليار دولار، بنسبة 9% في المتوسط من إجمالي المساعدات المقدمة للدول العربية .
وبالعودة الى حال الجامعات الاردنية وبعيدا عن ظاهرة الطبقية في التعليم التي باتت سمة ملفتة حتى للجامعات الحكومية ، فان واقع البنى التحتية والخدمات التي تقدمها تلك الجامعات لطلبتها ومرتاديها تبدو في اسوأ حالاتها، رغم المردود المالي الكبير المتأتي من برنامجي الموازي والدولي.
اليوم ثمة من يطرح ضرورة تحمل الحكومة واجبها تجاه التمويل المالي للجامعات بحيث تتفرغ ادارات تلك الجامعات للتطوير الاكاديمي والعلمي وبناء النشء بدل ان تتحول الى مشاريع استثمارية وتجارية.
واضح ان العجز المالي الذي تعانيه الجامعات ينعكس سلبا الى هجرة للكوادر التدريسية وتآكل البنية التحتية.
وواضح ايضا ان ثمة معايير لاعتماد الجامعات لا يؤخذ بها من بينها التجهيزات والبنى التحتية والاساسية.
فرئيس احدى اهم الجامعات الاردنية قالها بصراحة ان جامعته بحاجة الى نحو 7 ملايين دينار لترميم بنيتها التحتية، وان الأجهزة المتوفرة في كلية الهندسة في الجامعة على سبيل المثال بالية و تعود للعام 1984.
وامام العجز في ميزانيات جامعات اخرى اتجه البعض في التفكير بحلول اخرى من قبيل انشاء حقول شمسية لتوليد الطاقة الكهربائية، وانشاء مناطق تنموية داخلها، فضلا عن استغلال اجزاء منها في مشاريع استثمارية.

