لماذا معروف البخيت ؟
الخميس-2011-08-11

جفرا نيوز - جفرا نيوز - خاص - الكركي الملثم
لا ينفك رئيس الوزراء معروف البخيت عن أثارة الدهشة و الاستغراب ، ففي أول ظهور علني للرئيس منذ حلول شهر رمضان كان في زيارته الخاطفة لامانة عمان الكبرى ، و لم تتجاوز مدة الزيارة ربع ساعة ، رغم أن جدول أعمالها كان ملئيا بالمناسبات و الفعاليات و النشاطات و الملفات الساخنة التي تستدعي من الرئيس مناقشتها مطولا مع الاطراف المعنية بمؤسسة الامانة .
بدء على البخيت وهو يتحدث لجمهور الموظفين و المراجعين بالامانة أنه متعب ، ومجهد ، و "ريقه جاف" و نبضات قلبه وتيرة سرعتها عالية ، و انفاسه متقطعه ، و لم يمنح الصيام الرئيس فرصة كافية حتى يلفظ كل ما في قلبه ، و يبوح للجمهور عن أحاديث كثيرة عن الامانة أثارتها أستفسارات المراجعين و الموظفين سواء عن مصير المؤسسة .
وحتى تتأكد أن البخيت بالفعل شخص غرائبي ، و طريف على حد سواء ، فانه سارع لاشعال سجارته فور ركوبه سيارته الخاصة ، و بدء عليه أن متعطش للنكوتين " فدخان السيجارة فضح جريمته في رمضان الفضيل و أنتهاكه لحرمة الشهر المبارك ، و كان تسربه من زجاج السيارة على أشكال غيوم مكبدة بالدخان الابيض المنبعث عن سيجارته والتي يبدو انها مرطبة وغير صحية .
أخطر ما بدأ هو اللامبالاة لمشاعر الاخرين ، و الاستخفاف بهم ، و أنتقاله المباشر للسيارة دون أدنى حد من الاحترام لمشاعرهم بالطريقة التي غادر بها و فريقه الوزاري لقاء الامانة ، و الذي لا نعرف أيضا أن كانوا صائمين أم أنهم مفطرون كحال رئيسهم .
يحار المرء من أين يبدأ و خاصة أن البخيت نفسه أكثر العارفين ، نتيجة لتمرسه في العمل الحكومي فهذه الحكومة الثانية التي يرأسها ، و أمساكه دون غيره بحقيقة الاصلاح السياسي في البلاد و مكافحة الفساد ، وبأن لا قرار فعليا في هذين الاتجاهين ، و أنما الامور تسير في طرق تتلاعب على الاوقات و أخرى تعطل ما هو منجز وتقتصر على أزمة الحوارات و اللجان .
وهو نفسه البخيت من أصحاب نظرية " سكن تسلم " وحيث يحاول البخيت أن يقدم نفسه زعيما وطنيا نقيا من الفساد وبرئ من الكازينو بقرار من مجلس نواب ساهم في أختيار اعضائه سمير الرفاعي رئيس الوزراء السابق ، وعلى عكس كل ما يحاول أن يرسمه من أنه جزء من المشروع الوطني و أنه حامي الحمى ، فهو كان ومازال من أولئك المسؤولين في السلطة المتورطين بجرائم فساد اقتصادية كبرى و جرائم كبرى بتعيينات لاشخاص خفيفين بمواقع وزارية مهمة و حكومية أستشارية .
البخيت يعرف أن نقل بارودة مكافحة الفساد من كتف الحكومة و الى كتف خصومه السياسيين ، يتطلب تسوية سياسية كبرى ، وتنازلات عن أولويات حكومية كانت تدعي أنها عاجلة ومهمة على خطة عملها ، بدء من الاصلاح السياسي و أنتهاء بمحاربة الفساد ولوبياته في مؤسسات الدولة و القطاع الخاص ، كل ما أرخت له حكومة البخيت هو تبرئية رئيسها من فضحية الكازينو .
البخيت نفسه يعلم علم اليقين أنه زور حقائق ، و أطفى لهيب أكبر فضيحة في تاريخ الاردن ، و لربما أنه يفشل بأن يتناسى أن حكومته لم تنجز سواؤ برائته من فضحية الكازينو و انها لم تحم الا رئيسها من الفساد و لم تشعل في قلوب الاردنيين غير سؤالهم الدائم عن سر أنقلاب موقف النواب من الرئيس البخيت ، و ما هي اللغة التي أستعملها الرئيس لاقناع النواب بغير ذلك .
ويعلم الرئيس أنه حول البلاد الى حألة تحشيد ، و أقتتال صفي بين القوى السياسية المعارضة و الموالية و أنه اجاد أفتعال أزمات جانبية أسمهت باطالة عكمر حكومته ، و أنه الرأي العام و الاعلام و السياسيين لازالو يتربصون به للسؤال عن فضيحة تهريب خالد شاهين وهو منها ليس ببرئ .
البخيت ، تبين انه حليف و صديق لقوى تقليدية في الحياة السياسية الاردنية ، وهو عدو للاصلاح و يناضل بأسحلة بائدة لترسيخ مشروعه في الدولة ، و انه هو الحليف الخفي و الحقيقي للاسلاميين و كل ما يثار من سجال بينهم ما هو الا اللاعيب و ضحك على الدقون .

