النسخة الكاملة

غابت الرواية الرسمية فظهر" معارضو الخارج" .. حينما يملأ تسجيل فيديو فراغ الاردنيين !

الأربعاء-2018-10-03 12:06 pm
جفرا نيوز - جفرا نيوز - خاص
قبل سنوات بدا تتشكل ظاهرة غير مسبوقة أردنيا وهي ما يمكن تسميتها بالمعارضة الخارجية ،وهي معارضة فردية غير مؤسسية وغيرمنظمة لا يعول عليها. تاريخيا وفي شكل العلاقة بين النظام السياسي في الاردن والمعارضة ، يحسب دوما للنظام انه غير قمعي وغيرعدمي بخلاف الانظمة المجاورة التي استمدت سلطتها وبقائها من دماء مواطنيها وشعوبها . في تاريخ الاردن كله لم نسمع بمعارض اردني واحد تم اعدامه ، وغالبا ما كان يخرج المعارضون من سجونهم " المترفة" بعفو عام او خاص. كل ذلك يحسب لطبيعة التركيبة الخاصة في الاردن والنسق السياسي والاجتماعي والديمغرافي الذي يشكل الحالة الاردنية المختلفة في كل شيء عن الجوار. فضلا عن طبيعة نظام الحكم والقصر المتسامح الذي يعلي من شأن الانسان الاردني. الحالة الاردنية مختلفة في كل شيء وفريدة من نوعها حتى في شكل العلاقة بين المعارضة والنظام. على سبيل المثال نذير رشيد كان احد الضباط الاحرار الذين اتهموا بمحاولة الانقلاب على الملك حسين رحمه الله لكنه اصبح لاحقا مديرا للمخابرات. والشواهد كثيرة على معارضين تبوأوا اعلى المناصب في الدولة بعدما غادروا السجون الى غير رجعة. لكن البعض للاسف استغل هذه المسألة بشكل سلبي وانشأ معارضة فردية تقوم على ردات فعل غير محسوبة ومأزومة. السؤال المطروح بقوة اليوم .. لماذا تعارض كأردني من الخارج وانت بامكانك انت تقول ما تريده من الاردن ..اللهم اذا كان النقد غير الموضوعي وغير البناء يطال الملك والاسرة الحاكمة وهو ما تمارسه ما تسمى معارضة الخارج التي تصدت لمهمة مهاجمة العائلة الحاكمة وسرد قصص تاريخية تشوبها الكثير من المصداقية. الانتقاد السياسي مقبول لكن الامر تحول الى الخوض في الامور الشخصية وغرف النوم والاعراض وهو ما لاقى نفورا من كثير من الاردنيين. لكن ما يدعو للدراسة والتأمل في المقابل هو حجم المتابعة والمشاهدة لما يبثه " معارضو الخارج" ،الامر يحتاج وقفة من قبل صناع القرار ، وان دل الامر على شيء فهو يدل على غياب الرواية الحكومية والرسمية وعدم قناعة الاردنيين بمصداقيتها ،ما يترك فراغا كبيرا يملؤه للاسف ما يسمى بمعارضة الخارج. احد هذه الفيديوهات سجل حضورا كبيرا من قبل الاردنيين تجاوز 500 الف شخص خلال ساعات،ما يدق ناقوس الخطر،ويدعو للتساؤل ما الذي يدعو الاردنيين للتسليم بصدقية رواية يشوبها الكثير من التلاعب بالوعي. الاجابة تكمن حصرا في غياب الرواية الرسمية للاجابة على تساؤلات الناس في كل ما يدور من احداث داخلية وخارجية . قبل اشهر فقط ضجت الاردن بالشائعات حول زيارة جلالة الملك وولي عهده الى الولايات المتحدة، حينها تصدى معارضو الخارج لملأ الفراغ والاجابة على السؤال الابرز: اين الملك؟ وامام تعطش المواطن لمعرفة ما يدور وغياب الرواية الرسمية ولنقل ضعفها في كثير من الاحيان، كانت الشائعات تتسيد الموقف وتبدو وكأنها حقائق غير قابلة للنقاش. الملك بنفسه وفي لقائه الاخير بمجموعة من الاعلاميين ورؤساء التحرير ابدى سخريته من الحديث عن ان صوره المنشوره في عدة مناسبات قديمة وليست حديثه. والملك هنا يوجه بطريقة غير مباشرة الاعلام الى ملأ الفراغ الذي يستغله " معارضو الخارج" والسوشال ميديا اسوأ ستغلال. وفضلا عن غياب الرواية الرسمية ثمة غياب قسري ايضا للمعارضة التقليدية الوطنية الواعية بفضل سياسات رسمية خاطئة. العالم اصبح قرية صغيرة، وبفضل تقنية الانترنت والسوشال ميديا اصبح من الصعب الحجر على اراء الناس او الاكتفاء بتكذيب الروايات الاخرى، بقدر ما يجب التعامل مع الفراغ الذي صنعته الدولة واعلامها بالدرجة الاولى.  
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير