البخيت ... حان الرحيل
الخميس-2011-08-03

جفرا نيوز - جفرا نيوز - خاص
الى اليوم لا أحد يعرف كيف ستسقط حكومة معروف البخيت هذه المرة ، ولا ماهية الفضيحة الاعلامية و السياسية التي ستعجل من رحيل حكومة البخيت ، مواقف الحكومة الاخيرة وطدت للانقسام والاختلافات ورهانات تسريع سقوطها ، فالبخيت أشبه بالمنعكف ولا تربطه بوزرائه الا أجتماعات مجلس الوزراء الاسبوعية ، وحوارات الحكومة مقطوعة مع الجميع ، وهدفها اليتيم في الاصلاح يتعرض لنقد لاذع من شخصيات مقربة من السلطة .
لا أحد يعرف أيضا أن تناهت الى مسامع البخيت أزمة اللحوم الاثيوبية التي تفاعلت مجرياتها خلال الاسبوع الاول من شهر رمضان ، و تورط مسؤولين حكوميين في فضيحة تسريب اللحوم الى الاسواق الاردنية رغم أنها غير حاصلة على شهادات صحية مطابقة للجودة .
وربما أن الرئيس البخيت على علم بالفضيحة ، و لكنه " مدمن" على فضائح الغذاء و الدواء ، وحكومته الاولى شاهدة على تاريخه بفضائح الطعام و الشراب ، و كيف كادت الشاورما و المياه الفاسدة أن تسرع برحيله مرتين متتاليتين ، ولكن حسن الاقدار انذاك عطل من رحيله قليلا ، وكانت فضيحة الكازينو هي الضربة القاضية في نعش حكومته الاولى .
الرئيس البخيت خسر كل شيء ، سياسيا و شعبيا ولم يبقى بين يدي حكومته الا ثلة من التعيينات والتنفيعات الاستشارية لاعلاميين ، وأصدقاء مقربين منه ، حولتهم قرارات البخيت من أشخاص هامشين الى مستشارين يركبون النمر الحمراء ، و يتقاضون عقودا شهرية لا تقل عن 2000دينار ، هولاء هم رصيد البخيت المتبقي في المؤسسة الحكومية .
حدة المغالة عن البخيت تذهب الى أتهام الاجهزة الامنية و الديوان الملكي بانهم يحابون حكومته ويعملون في السر على أفشال سياستها وبرامجها ومشاريعها ، و يبدو أن أتهام البخيت للاجهزة الامنية و لمؤسسة الديوان أشبه بالعقدة تتسرب الى مخيلته كلما فشل أو شارف على السقوط ، فالعودة الى التاريخ السياسي لحكومته الاولى يكشف عن حدة هذه التداعيات وأعتقد البخيت أن صراع خفي دار بين مؤسسات الدولة كان سببا في تسريع رحيل حكومته الاول ، و يتجاهل الرجل في فكره فضيحة الكازينو .
من الواضح أن واقع العزلة يطبق على نفسية البخيت وأن مشاعر واحساس النهايات بدءت تدب بعروق قلبه ، و أن الرجل مرهون بمتلازمة الازاماتية ، فهو لا يخرج من فضيحة حتى تطارده أخرى ، ولا يصحو من براءة حتى تطارده التهم ، ولا ينجو من غرق حتى تسحبه قرارات وزراء حكومته الى هلاك أخرى .
البخيت من الحكومة الاولى حتى الثانية ، وهو يعاني ازمة بامساك الوزراء ، و هو بلا سلطة عليهم ، ولا يعلم ماذا يفعلون وماذا يفكرون وما يريدون ، فالعودة الى مسار علاقته مع الوزراء تظهر وقائع وحقائق لا بد من الوقوف عندها عندما نستعرض علاقته بوزير خارجيته ناصر جودة السنجلاوي ، وكيف يهمش الاخير الرئيس ، و يهمله ، و لا يشاوره في الحد الادنى من الامور العامة للسياسة الخارجية ، و لا حتى تعيين أو أقالة سفير أو دبلوماسي في الخارجية .

